الفاتيكان – الفرنسية وجه عدد من أساقفة منطقة الحسكة في شرق سوريا، نداء من أجل "بقاء" حوالي 25 ألف مسيحي من السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والكلدانيين والأرمن في هذه المدينة، التي يقيم فيها عدد من الذين تم إجلاؤهم من مناطق مجاورة، كما ذكرت وكالة فيدس الفاتيكانية الخميس. ويعاني السكان من البرد ويفتقرون إلى الوقود وتنقصهم المياه، والكهرباء لا تصلهم أكثر من ساعة واحدة في اليوم، كما قالت الوكالة نقلا عن أسقف السريان الكاثوليك جاك بهمان هندو ونظيره الأرثوذكسي متى روحام. وأبلغتهم المنظمات الإنسانية، أنه "يستحيل نقل المساعدات إلى الحسكة؛ لأن ذلك خطير جدا، ولأن الحد الأدنى من الشروط الأمنية غير متوافر". والشهادات التي أوردها الأساقفة تشير إلى "عدد من الحواجز" على الطرق تقيمها مجموعات مسلحة، وخصوصا ناشطون في جبهة النصرة السلفية. ويضاف إلى ذلك كما قالوا عصابات تعمد إلى السرقة والخطف والتعدي حتى داخل المدينة. ونقلت وكالة فيدس عن الأب إبراهيم الكاهن المقيم في الحسكة "كل يوم عند الساعة 15.00 يطبق نوعا من حظر التجول حيث تجوب المجموعات المسلحة الشوارع". وأكد هذا الكاهن من الحسكة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفاتيكانية، أن "عمليات الخطف تتوالى وترافقها أحيانا طلبات بدفع فديات. وفي الأيام الأخيرة، قتل شقيقان من عائلة بشر وشابان من عائلة افرام في الشارع. والشباب المسيحيون مهددون ويتعرضون للترهيب". وكانت الوكالة وجهت في العاشر من كانون الثاني/يناير نداء لإنقاذ نحو ألف مسيحي علقوا في قرية اليعقوبية شمال حلب بين القوات الحكومية والمسلحين المعارضين. ويمثل المسيحيون في سوريا حوالي 5 بالمئة من عدد السكان، وغالبيتهم من الأرثوذكس. وخوفا من المتطرفين الإسلاميين، تتبنى أساقفتهم في غالب الأحيان مواقف مؤيدة أو متقاربة مع النظام العلماني برئاسة بشار الأسد، الذي وفر لهم الطمأنينة طيلة عقود. ولم يكن المسيحيين مستهدفون بصفتهم تلك من قبل حركة الاحتجاج المسلحة ضد الأسد، لكن الأقلية المسيحية تخشى اليوم الوجود المتنامي للمجموعات السلفية على الأرض. ويزداد عدد المسيحيين السوريين الذين يفرون وخصوصا إلى لبنان.