قالت وكالة أنباء أسوشيتد برس إن إعلان الرئيس المصري محمد مرسي بأن تصريحاته عن اليهود مؤخرا تم إخراجها من سياقها هي أحدث محاولة منه للموازنة بين خلفيته كقيادي إسلامي بجماعة الإخوان المسلمين ومسئوليته كرئيس دولة لها علاقات استراتيجية مع واشنطن. وأضافت أن مرسي سعى أمس لنزع فتيل غضب واشنطن بشأن تصريحاته الأخيرة التي تحث على كراهية اليهود، وتصف الصهاينة بالخنازير ومصاصي الدماء، حيث أخبر وفد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين بأن تصريحاته أُخرجت من سياقها وكان المقصود منها إدانة سياسات إسرائيل. وتابعت الوكالة الأمريكية أن كلا الجانبين يبدو أنهما يرغبان في تجاوز الاصطدام، حيث إن مرسي في حاجة إلى مساعدة أمريكا في إصلاح الاقتصاد المتدهور بسرعة، كما أن واشنطن لا يمكنها تحمل مقاطعة شخصية برزت كنموذج للزعيم الإسلامي الذي يحافظ على علاقات بلاده مع إسرائيل. فقال السناتور جون ماكين إن وفد الكونجرس اجتمع مع مرسي، وأعرب له عن "الاستنكار القوى" لتصريحاته التي أدلى بها عام 2010، مشيرا للصحفيين إلى أن المناقشة كانت بناءة بين الوفد ومرسي. كما أنه على الرغم من دعوات البعض في واشنطن لكبح جماح المساعدات إلى الحكومة التي يقودها الإسلاميون في مصر، قال ماكين إن الوفد سيقوم بالضغط في الكونجرس للموافقة على نحو 480 مليون دولار من المساعدات الجديدة للقاهرة. ومن جانبه، أكد مرسي للوفد الأمريكي الزائر أنه تم أخذ تصريحاته خارج سياقها لأنه كان يهدف إلى انتقاد السياسات الإسرائيلية، وليس اليهود، مؤكدا لهم احترامه للأديان السماوية وحرية العقيدة. ولفتت أسوشيتد برس إلى أن هذا الشرح والتفسير هو حالة نادرة لاضطرار الزعيم الإسلامي لمعالجة انتقاد ما هو خطاب روتيني للإخوان الذين هم وغيرهم من الإسلاميين يتشاركان كثيرا الخطاب المعادي لإسرائيل والصهيونية، لكن في بعض الأحيان تنزلق إشاراتهم إلى انتقاد اليهود. في المقابل، الليبراليون في مصر، الذين يتقاسمون نفس الاستياء الذي يشعر به معظم المصريين تجاه إسرائيل، هم أكثر حذرا في جعل انتقاداتهم تقتصر فقط على سياسات إسرائيل وليس اليهود. أخبار مصر – البديل