كثف الطيران الحربي السوري غاراته الاحد على ريف دمشق، في وقت التأم الائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول سعيا الى اختيار رئيس لحكومة في المنفى. وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية الأحد بمقتل 72 شخصا، في حصيلة اولية للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقول إنه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سورية للحصول على معلوماته. وقال المرصد إن الطيران الحربي السوري نفذ الأحد غارات جوية كثيفة على مدينة داريا ومناطق اخرى في ريف دمشق، ما اوقع 25 قتيلا بين المدنيين من بينهم تسعة قتلوا في قصف جوي على قرية الباركة بالقرب من حران العواميد، بينهم خمسة من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وثلاثة من أبنائهما. وتزامن القصف الجوي والمدفعي مع اشتباكات عنيفة في منطقة داريا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد. وجاء ذلك غداة تجديد النظام السوري على لسان وزير خارجيته وليد المعلم دعوة "من حمل السلاح من أجل الإصلاح أو المال" إلى الحوار، رافضا في الوقت ذاته أي حديث عن تنحي الرئيس بشار الأسد. وفي مدينة حمص، أفاد المرصد عن تعرض مناطق جوبر والسلطانية والخالدية لقصف عنيف من القوات النظامية السورية صباحا ثم بعد الظهر بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق نفسها بين "مقاتلين من عدة كتائب والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة". ومن ناحيتها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن "غارات طائرات الميغ الشرسة تواصلت منذ الصباح"، مشيرة الى العديد من القتلى والى ان "المشافي الميدانية غصت بأعداد ضخمة من الجرحى حالاتهم خطرة". وفي محافظة ادلب، قال المرصد إن "ما لا يقل عن عشرة مقاتلين من الكتائب بينهم قائد كتيبة قتلوا اثر اشتباكات عنيفة بينهم وبين عناصر حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف". ويشهد محيط وادي الضيف اشتباكات متواصلة تقريبا منذ أكتوبر/تشرين الأول، تاريخ استيلاء المجموعات المقاتلة المعارضة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة من المعسكر، معيقين بذلك امدادات قوات النظام إلى مدينة حلب. وحقق مسلحو المعارضة، وعلى رأسهم جبهة النصرة خلال الاسابيع الماضية بعض التقدم في اتجاه المعسكر، لكن لم يتمكنوا من حسم معركة المعسكر الذي يعتبر الأكبر في المنطقة للقوات النظامية. من جهة ثانية، قال مصدر عسكري في ادلب إن "المسلحين يشنون هجوما عنيفا على الحواجز المحيطة بسجن ادلب المركزي الواقع على طريق ادلب-اريحا". وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر قبل ايام أن المجموعات المقاتلة المعارضة، وبعد سيطرتها على أجزاء واسعة من ريف ادلب، بات هدفها الاتجاه نحو المدينة التي لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية. الائتلاف يلتئم في اسطنبول في غضون ذلك، بدأ الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية اجتماعا في اسطنبول الاحد سعيا إلى اختيار رئيس لحكومة تشكل في المنفى. وقال أحد أعضاء الائتلاف رافضا الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية "لقد تم طرح اسم رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب لرئاسة حكومة في المنفى لكن ذلك اثار انتقادات كثيرة". وكان الائتلاف الذي يضم غالبية أطياف المعارضة السورية قد أعلن منذ نشأته في نوفمبر/تشرين الثاني أنه سيعمل على انشاء حكومة في المنفى تكون بديلا لنظام بشار الأسد. وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد أن اجتماعا للمعارضة السورية سيعقد في 28 يناير/كانون الثاني في باريس، بمشاركة مأثلين عن دول داعمة للائتلاف الوطني. في دبي، أفاد سكان سوريون ومعارض لوكالة الصحافة الفرنسية أيضا أن والدة الرئيس السوري أنيسة مخلوف وصلت إلى دبي منذ حوالى عشرة أيام لتنضم إلى ابنتها بشرى التي تقيم منذ اشهر عدة في دولة الامارات.