اقترب الترجي التونسي من الاحتفاظ بلقبه بتعادله الثمين 1-1 أمس الأول، مع مضيفه الأهلي المصري حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب برصيد 6 ألقاب، على ملعب استاد برج العرب في الإسكندرية في ذهاب الدور النهائي لدوري أبطال إفريقيا لكرة القدم . كان الترجي في طريقه إلى خطف فوز ثمين عندما تقدم بهدف لمدافعه العملاق وليد الهيشري في الدقيقة 49 بضربة رأسية إثر ركلة ركنية انبرى لها القائد خليل شمام، بيد أن السيد حمدي، بديل شريف عبدالفضيل، أدرك التعادل في الدقيقة 89 من تسديدة قوية من داخل المنطقة إثر كرة من المدافع أحمد فتحي . يلتقي الفريقان إياباً في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي على استاد رادس في العاصمة تونس، ويملك الفريق التونسي أفضلية الأرض ويكفيه التعادل السلبي لإحراز اللقب للمرة الثانية على التوالي والثالث في تاريخه، ويحتاج الأهلي إلى الفوز أو التعادل بأكثر من هدف لإحراز اللقب السابع في تاريخه . يغيب عن الترجي في الإياب مدافعه سامح الدربالي، ولاعب وسطه الغاني هاريسون افول بعد تلقي كل منهما بطاقة صفراء، بيد أنه سيستفيد من خدمات نجمه يوسف المساكني الذي غاب عن مباراة أمس الأول، بسبب عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية . التعادل هو السادس بين الفريقين في تاريخ لقاءاتهما ال11 حتى الآن، وكان الفوز حليف الترجي 3 مرات، مقابل مرتين للأهلي، وهي المرة الثانية على التوالي التي يشهد فيها الدور النهائي مواجهة عربية خالصة، بعدما توج الترجي على حساب الوداد المغربي الموسم الماضي، والعاشرة في تاريخ المسابقة بينها 5 مرات بين أندية تونسية ومصرية بعد الترجي والزمالك عام 1994 وتعادلا سلبياً في القاهرة وفاز الترجي 3-1 في تونس، والأهلي والنجم الساحلي عامي 2005 وتعادلا سلبياً في تونس، وفاز الأهلي بثلاثية نظيفة في القاهرة، وعام 2007 تعادلاً سلبياً في سوسة وخسر الأهلي 1-3 في القاهرة، والأهلي والصفاقسي عام 2006 وتعادلا سلبياً في القاهرة وفاز الأهلي بهدف وحيد في رادس . يذكر أنها المرة التاسعة التي يبلغ فيها الأهلي الدور النهائي للمسابقة القارية والأولى منذ 2008 بعد أن خرج في 2009 من الدور الثالث على يد كانو بيلارز النيجيري، وفي 2010 من نصف النهائي على يد الترجي التونسي، وفي 2011 من الدور ربع النهائي، فيما بلغ الترجي النهائي للمرة الثالثة على التوالي والسادسة في تاريخه، وتوج باللقب عامي 1994 و،2011 وخسر نهائي 1999 و2000 و2010 . خاض الأهلي المباراة أمام نحو 20 ألف متفرج للمرة الأولى منذ كارثة بورسعيد التي أودت بحياة 72 من مشجعيه عقب مباراته في الدوري المحلي أمام المصري ما أدى إلى وقف النشاط الرياضي في مصر، وكان الأهلي الطرف الأفضل طيلة مجريات المباراة، وسنحت لمهاجميه أكثر من فرصة، بيد أن الحارس التونسي معز بن شريفية فرض نفسه نجماً للمباراة بتصديه لأكثر من فرصة وتسديدة، خصوصاً لمحمد ناجي جدو وعبدالله السعيد . فاجأ الترجي مستضيفه بهدف من ركلة ركنية انبرى لها شمام وتابعها الهيشري برأسه أمام المرمى والحارس شريف إكرامي بالدقيقة ،49 ونجح الأهلي في إدراك التعادل إثر مجهود فردي رائع لأحمد فتحي عند حافة المنطقة، وتلاعب بمدافعين ومررها بينية داخلها سددها حمدي بقوة داخل المرمى في الدقيقة 89 . شهدت المباراة أجواء من الأخوة بين لاعبي ومسؤولي الناديين الكبيرين، وبدأ اللقاء بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء بورسعيد، وقام لاعبو الترجي بوضع إكليل من الزهور عند المدرج المخصص للشهداء، وفي نهاية المباراة حرص اللاعبون على تحية بعضهم البعض، كما احتفل الجمهور التونسي بفريقه داخل غرفة خلع الملابس . أكد حسام البدري المدير الفني للأهلي، أن التعادل مع الترجي لا يعبر عن سير اللقاء الذي سيطر عليه لاعبو فريقه منذ البداية وحتى صافرة الحكم بالنهاية، وقال اللقب لم يحسم بعد، خصوصاً أنه لاتزال 90 دقيقة في رادس وسيكون للأهلي كلمته، مؤكداً أن لاعبيه رغم أنهم أدوا ما طلب منهم، لكنهم أضاعوا العديد من الفرص السهلة . وأضاف، وجود سيد معوض الظهير الأيسر مع الفريق في المباراة المقبلة سوف يعطي الأهلي الأفضلية في اللقاء، مشيراً إلى أن تغيير شريف عبدالفضيل جاء لشعوره بآلام في العضلة الخلفية مع نهاية الشوط الأول، وتحفظ على الإنذارات الكثيرة التي منحها الحكم الجزائري جمال حيمودي للفريقين، مشدداً على أنه لم يحتسب العديد من الأخطاء على لاعبي الترجي . كما أكد عبدالله السعيد لاعب وسط الأهلي، أن فريقه قدم مباراة جيدة أمام الترجي، موضحاً أن اللاعبين بذلوا جهداً كبيراً لآخر دقيقة في المباراة، أملاً في تحقيق الفوز، وقال حاولنا فك طلاسم دفاع الترجي حتى أحرزنا التعادل، لكن سوء توفيق واجهنا في الفرص التي لاحت لنا، في الوقت الذي أحرز فيه الترجي هدفه من ضربة ثابتة . وأضاف، البطولة مازالت في الملعب، وهناك مباراة أخرى في رادس، والأهلي فريق كبير، ويلعب دائماً على البطولات، ويمكننا تحقيق نتيجة إيجابية والفوز وهو أمر ليس مستحيلاً، لأننا نلعب دائماً على الفوز، وهو ما يتحقق في تونس مثلما حدث في عام 2006 . في المقابل، أكد نبيل معلول المدير الفني للترجي، صعوبة مباراة الإياب، موضحاً أن سيناريو موقعة الصفاقسي 2006 قد يتكرر، وقال إنه نجح في التعامل مع الضغط الهجومي المكثف من الأهلي، عن طريق التنظيم الدفاعي المنظم، مشيراً إلى أن تحركات الثنائي محمد أبو تريكة وعبدالله السعيد، أرهقت دفاع الترجي . وأضاف، إن غياب هاريسون أفول وسامح الدربالي عن مباراة الإياب للإيقاف، سيؤثر بالسلب في الفريق، خاصة أنهما من الأعمدة الرئيسة، كما أوضح أنه استفاد من التغييرات التي أجراها باللقاء . في الوقت الذي نجح فيه مسؤولو الأهلي، في إنهاء إجراءات استخراج تأشيرات سفر بعثة الفريق إلى تونس استعداداً لمواجهة الترجي، التي ستضم 44 شخصاً موزعين بين 27 لاعباً و17 عضواً بالجهاز الفني الذي استقر على اصطحاب طباخ خاص، لطهي وجبات الفريق أثناء فترة تواجد الفريق بتونس، وأن تكون جميع الأطعمة تحت الإشراف المباشر للدكتور إيهاب علي طبيب الأهلي .