87 الأولى- صنعاء- رداع: قتل، أمس، ما لا يقل عن 15 جندياً، وجرح 17 آخرون بمدينة رداع محافظة البيضاء، بعد تعثر جهود الوساطة التي قادها مشائخ قبليون للإفراج عن أجانب مخطوفين لدى تنظيم "القاعدة" في محافظة البيضاء، وقيام وزارة الدفاع بحملة عسكرية في منطقة "المناسح". وقال ل"الأولى" مصدر محلي بمدينة رداع، إن 10 جنود، ومواطن، قتلوا عصر أمس في نقطة عسكرية بمنطقة "أحرم" (شرق رداع) بالقرب من معسكر تابع للحرس الجمهوري، لدى انفجار سيارة مفخخة استهدفت النقطة، وجرح 12 آخرون، في أول رد فعل من قبل التنظيم على الحملة العسكرية. ويأتي استهداف النقطة العسكرية، بعد لحظات قليلة من تحرك حملة عسكرية لمنطقة "المناسح" مديرية ولد ربيع عند الساعة ال9 والنصف من صباح أمس، وبحسب مصادر قبلية فإن الحملة مرت على عزلة "حمة صرار"، ولم تقع أي مواجهات. وذكرت المصادر القبلية أن المواجهات وقعت في منطقة "خبزة"، بعد أن هاجم المسلحون الحملة العسكرية، وأوقعوا فيها قتيلاً من الجنود و3 جرحى، وقتل من الطرف الآخر 3 من عناصر "القاعدة" بينهم قيادي يدعى مسعد عباد، وتم تدمير 3 منازل في المنطقة. وأوضحت هذه المصادر أن الطيران "الهليوكوبتر" والدبابات والمدرعات شاركت في المعركة التي يقودها نائب رئيس هيئة الأركان للشؤون الفنية اللواء محمد المقدشي وقائد اللواء 26ميكا اللواء علي عزيز الحجيري. وفي ذات السياق، وقعت تفجيرات متزامنة في أماكن متفرقة من رداع، حيث انفجرت عبوتان ناسفتان، إحداهما عند مدرسة "العامرية" بالقرب من طقم أمني، والأخرى بالقرب من محكمة رداع الابتدائية والتي يقع بجانبها فرع للأمن المركزي، ولم يسفر انفجار العبوتين عن أي ضحايا. وتوقعت مصادر "الأولى" أن تتوسع رقعة المعارك بعد حديث عن وجود غطاء قبلي لعناصر تنظيم "القاعدة" في المنطقة، إلى جانب عامل الجغرافيا، حيث يتمترس التنظيم في منطقة جبلية بين مأربوالبيضاء، ومن المرجح أن يكون الرهائن الأجانب بحوزة التنظيم هناك؟ وفي وقت متأخر، نقل أحد مصادر "الأولى" برداع أن معارك ضارية تدور بين تنظيم القاعدة والجيش في جبل "الثعالب"، الذي كان سيطر عليه الجيش في وقت سابق من نهار أمس. وأوضح المصدر أن كثير من رجال القبائل في منطقة "قيفة السفلى" انضموا ل"القاعدة" في قتالها ضد الجيش، ويقومون بمحاصرة الجنود في جبل "الثعالب". يذكر أن هذه الأحداث، سبقتها مفاوضات بين لجنة وساطة قبلية مكونة من شيوخ من 7 مديريات، وبقيادة الشيخ القبلي محمد جرعون وعبدالرؤوف الذهب ممثل تنظيم "القاعدة" في البيضاء، ونقل فيها الوسيط القبلي حزمة شروط طرحتها وزارة الدفاع وأعقبتها بمهلة 48 ساعة انتهت أمس. ونصت شروط وزارة الدفاع على تسليم الأجانب المخطوفين لدى التنظيم وهم 3 سياح أجانب (زوجان فنلنديان ونمساوي)، اشتراهم التنظيم من خاطفين قبليين، إلى جانب تسليمهم "القاعدة" لأسلحة الجيش التي استولوا عليها في معارك متفرقة بأبين وشبوة، وكذلك تسليم (مطلوبين) لوزارة الدفاع، وخروج الأجانب المنضوين تحت قيادة "التنظيم" والجنوح للسلم. وبحسب مصادر "الأولى" فإن التنظيم من ناحيته، اشترط إيقاف تحليق الطيران الأمريكي بدون طيار، وأنكروا وجود المختطفين لديهم، كما طالبوا الحكومة بعدم ملاحقة المطلوبين من "القاعدة"، وقالوا إنهم يقبلون الحوار مع الحكومة على هذا الأساس. وحتى مساء، أمس الأول، كانت وزارة الدفاع قد منحت مسلحي "القاعدة" مهلة 48 ساعة لتنفيذ الشروط التي أعلنت عليها، وهو ما قضى على جهود الوساطة وعلى إثر ذلك تحركت الحملة العسكرية صباح أمس.