الدوحة: سيطر موضوع نقص الدعم الخارجي بالمال والسلاح للمعارضة السورية على مداخلات المتحدثين في اجتماعات المجلس الوطني السوري في الدوحة الثلاثاء، وهم اشاروا الى ان النظام السوري يحصل من حلفائه على اكثر بكثير مما يحصلون هم من "اصدقاء سوريا". وقال رئيس المكتب المالي للمجلس الوطني السوري سمير نشار لوكالة فرانس برس "منذ منتصف شهر اذار/مارس الماضي والى الان لم نتحصل الا على 40 مليون دولار بعدما وعدونا في البداية ب150 مليون دولار شهريا". واضاف نشار "في منتصف اذار/مارس وصلنا مبلغ خمسة ملايين دولار من دولة الامارات العربية المتحدة، ثم 15 مليون دولار على ثلاث دفعات من دولة قطر، واخيرا 20 مليون و400 الف دولار من ليبيا بتاريخ 23 اب/اغسطس الماضي". ووصف المتحدث الدفعة الليبية الاخيرة بانها كانت "الدفعة الانقاذية ولولاها لاعلن المجلس الوطني افلاسه". وبالرغم من دعم الدول الغربية لمطلب اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الا ان دعمها لم يصل ابدا الى ما تطمح اليه المعارضة. ولم يعترف الغرب قط بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا وحيدا للسوريين، بالرغم من انه كان يعد حتى الآن الكيان المعارض الرئيس. واندلعت ازمة ثقة قوية بين المجلس وواشنطن التي قالت بان الاول لم يعد بالامكان ان يكون ممثلا لكامل المعارضة السورية، كما دعت الى قطع الطريق امام المتطرفين في سوريا. وتدعم واشنطن في المقابل مبادرة جديدة يقودها المعارض رياض سيف تسعى الى قيادة سياسية جديدة للمعارضة والى حكومة منفى بشكل يتجاوز المجلس، ما دفع بمسؤولي المجلس الى التحذير من محاولات تصفيته. وتستضيف الدوحة الخميس اجتماعا موسعا للمعارضة لبحث مبادرة سيف. ولم يخف رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا "خيبة الامل" ازاء مجموعة اصدقاء سوريا التي "وعدتنا بالكثير ولم تفعل سوى القليل" على حد تعبيره الثلاثاء لدى افتتاحه اجتماع الهيئة العامة الجديدة للمجلس الوطني في الدوحة. وقارن سيدا في كلمته بين ما حصلت عليه المعارضة السياسية والمسلحة من اصدقاء سوريا وبين "اصدقاء النظام السوري الذين على قلتهم يمدونه بكل شيء، بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية" بحسب قوله. من جهته وصف نجيب زرقان القادم من درعا الوضع الميداني هناك ب"الماساوي", وقال في شهادة من الداخل لوكالة فرانس برس "يعيش السوريون خيبة امل عميقة ممن يدعون صداقة الشعب السوري". يستخلص زرقان الذي جاء الى الدوحة للمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني بان "عمر النظام سيطول اكثر وعدد الشهداء سيتضاعف اذا لم يحصل السوريون الثائرون على الدعم الكافي ممن يسمون انفسهم اصدقاء الشعب السوري". ويذهب مهند دروش القادم من حمص الى ابعد من ذلك وهو يروي لوكالة فرانس برس شهادته عن "الواقع المرير على الارض" كما يصفه. وقال "العالم باسره متورط في ماساتنا ... نشعر في الداخل بانهم لعبوا بنا واوصلونا الى الصوملة ثم جلسوا يتفرجون علينا". ويعتقد مهند دروش ان "الوضع الجيوسياسي لسوريا كونها جارة لاسرائيل عقد الموضوع وجعل الخارج يتردد كثيرا في مساعدة الثورة السورية وذلك لان قلوبهم على اسرائيل وليس على الاف السوريين الذين سالت دماءهم على مرأى ومسمع من العالم". ويلخص نجيب زرقان حاجة الشعب السوري "في السلاح اكثر من اي شيء اخر"، ثم يردف قائلا: "نحن لا نريد مساعدات غذائية او معيشية فتضامننا مع بعضنا يغنينا عن ذلك, لكننا نطالب وبقوة ان يتم تزويدنا بالسلاح النوعي و بالدعم العسكري". الا ان الدول الغربية تبدو حتى الآن مجمعة على عدم الرغبة في مد الجيش السوري الحر باسلحة نوعية حتى اشعار آخر.