المقاتلون السوريون يفضلون فوز رومني مواضيع ذات صلة يدعم المقاتلون السوريون المعارضون للنظام، فوز المرشح للرئاسة الأميركية ميت رومني، سعيا منهم الى إنهاء الأزمة المستمرة منذ حوالي السنتين، عبر تدخل عسكري يسقط نظام الأسد. لندن: يلاحظ مراقبون غربيون انهم نادرا ما يجدون عربا في الشرق الأوسط أيدوا حرب الولاياتالمتحدة في العراق، وخاصة بين السوريين حيث شارك كثيرون في دعم المقاومة المسلحة ضد القوات الأميركية في العراق. ولكن مع اقتراب الانتفاضة السورية من دخول عامها الثالث، فإن المراقبين الغربيين أنفسهم يلاحظون أن كثيرين في سوريا ممن يتطلعون إلى تدخل أجنبي لانهاء الأزمة، يتحدثون الآن عن العراق بوصفه مثالا ايجابياً يجب ان يشجع الولاياتالمتحدة على حسم قرارها بمساعدة المعارضة السورية المسلحة. ويقول هؤلاء في مجرى متابعتهم الانتخابات الأميركية انهم يأملون بأن الحزب الذي أشعل حرب العراق قد يأتي بالولاياتالمتحدة إلى سوريا ايضا. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن مصطفى ابو عبدو الذي كان طالبا يدرس علم النفس قبل الانتفاضة "ان الجمهوريين يفضلون استخدام القوة العسكرية. خذوا بوش مثلا ، فهو دخل العراق وافغانستان". واضاف ابو عبدو ان الجمهوريين "يستخدمون الجيش في كل الحالات وبالتالي فهم قد يحاولون التدخل هنا ايضا". وقال أبو عبدو إن اوباما في حال فوزه بولاية ثانية "سيواصل الكلام بأن على بشار الأسد ان يتوقف وان اميركا تأسف لموت مدنيين ولكنه لن يفعل شيئا للمساعدة هنا". ويقول عدد من السوريين مثل الطالب مصطفى ابو عبدو إنهم يأملون بأن تأتي انتخابات الثلاثاء بالمرشح الجمهوري ميت رومني إلى المكتب البيضاوي لأنه سيغير السياسة الأميركية لصالح التدخل في سوريا. ورغم أنه من المستبعد أن يؤيد عرب يعادون اسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان، مرشحا مثل رومني الذي تربطه علاقات وثيقة مع اسرائيل وتعهد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، فإن إمكانية إقدامه على عمل عسكري ضد نظام الأسد تطغى على أي مواقف أخرى يتخذها من القضايا العربية برأي كثير من السوريين، كما أفادت صحيفة كريستيان ساينس مونتر في تقرير من مدينة حلب. وقال عبد الكريم اسلامي، الذي يملك متجرا لبيع البلاط في حلب "كان لدى اوباما نحو عامين للمساعدة هنا، ولكنه لم يساعدنا ولعل رومني سيكون رئيسا أحسن". ويقول رومني على موقعه الإلكتروني إن على الولاياتالمتحدة أن تنظم المقاومة ضد نظام الأسد وتعمل مع الحلفاء لتسليح المقاتلين ضد بشار الأسد "ممن يشاركوننا مصالحنا وقيمنا". ولكنه خلال المناظرة الثالثة حول السياسة الخارجية مع اوباما شدد على انه لا يطالب بتدخل قوات برية عسكرية أميركية على الأرض. وقال رومني إن رحيل الأسد "أولوية عليا بالنسبة لنا" ثم اضاف "نحن لا نريد ان نتدخل عسكريا هناك ولا نريد الانجرار إلى نزاع عسكري". وكان كثير من السوريين عقدوا الآمال على تحرك الولاياتالمتحدة تحركاً أشد فاعلية في عهد أوباما لتغيير ميزان القوى في نضالهم ضد نظام الأسد. وبعد فترة وجيزة على فوزه بالرئاسة، كان أوباما يعتبر في عموم الشرق الأوسط دليل تحول منشود في السياسة الأميركية تجاه المنطقة. وفي سوريا يُشار إلى اسمه الوسطي حسين والفترة التي أمضاها في اندونيسيا المسلمة خلال طفولته على انها جوانب ايجابية فيه. ولكن اوباما لم يفعل شيئا يُذكر خلال العامين الماضيين لإرضاء المناضلين ضد نظام الأسد. وفي حين أن ادارته دانت حملة البطش التي يشنها نظامه ودعته إلى التنحي، فان اوباما لم يذهب إلى حد تقديم معونة عسكرية مباشرة لمقاتلي المعارضة المسلحة وخاصة في مواجهة طيران النظام الحربي. وقال المقاتل في الجيش السوري زكريا حسن عيسوي "نحن نعرف كيف يتعامل اوباما معنا ونأمل بأن يكون رومني مختلفا. فإذا فاز اوباما سيبقى الوضع كما هو ولن يتغير شيء معه". ولكن يستبعد كثيرون آخرون ان تتغير السياسة الأميركية بصرف النظر عن الفائز يوم الثلاثاء. وقال محمود ناظوم الذي يقود وحدة تابعة للجيش السوري الحر في حلب "لا اعتقد انها تفرق سواء جاء هذا أو ذاك. ونحن لا يهمنا من يكون رئيسا. إذا كان اوباما أو رومني فهو سيكون مثل الأسد، يطيع الأوامر فقط. فالرئيس الأميركي ينفذ سياسة مرسومة لا أكثر".