مرض الصدفية هو مرض جلدي مزمن قد يتوارثه أفراد العائلة أو يتناوب في نفس العائلة، ويظهر عند الرجال والنساء وفي كل الأعمار ولكن عند البالغين خصوصاً . وعادة ما يترافق هذا المرض مع أعراض أمراض وراثية أخرى مثل السكري أو البهاق، أو أحد أعراض اختلال المناعة الأخرى المزمنة . ولمعرفة أعراض الصدفية ووسائل العلاج الحديثة حاورت مجلة "الصحة والطب" الدكتورة فاطمة مصطفى، استشارية الأمراض الجلدية والمتخصصة في العلاج بالليزر، بمستشفى جامعة الشارقة . ما أعراض الصدفية؟ وما المناطق التي تصاب بها؟ تصيب الصدفية الجلد فقط أو قد يصاحبها صدفية بالمفاصل أو الأظافر أو فروة الرأس أو جميعها مجتمعة في المريض نفسه، وقد يصاحبها حكة وإحمرار بالمناطق المصابة مع تقشر مزمن بالجلد وفروة الرأس ما يتسبب في إزعاج المريض وإحراجه بين أقرانه وأفراد أسرته، وقد تسوء حالة المريض خاصة إذا لم يتلق العلاج المناسب ولم ينل المساعدة والمؤازرة من أفراد أسرته والمجتمع الصغير المحيط به، علاوة على ذلك قد يفاقم من حدة المرض البرد الشديد أو التعرض لأشعة الشمس الحارقة أو تناول بعض العقاقير مثل الكورتيزون وحك الجلد بشدة عند الاستحمام باستخدام اللوف، أو التعرض لأزمات صحية ونفسية ينجم عنها اضطراب في مناعة المريض . هل للصدفية مضاعفات؟ قبل ثلاثين عاماً كان أساتذتنا ومعلمونا أطباء الأمراض الجلدية يطمئنون المرضى بأن هذا المرض، وبالرغم من أنه مزمن إلا أن مضاعفاته ضئيلة ولا تذكر، وأن أي علاج له غالباً ما يكون موضعياً، مع اللجوء أحياناً إلى العلاجات الجهازية سواء بالأقراص أو بالحقن يتم في الحالات الشديدة أو التي يصاحبها مضاعفات، ولكن بمرور الزمن ومع كثرة الأبحاث وتطور وسائل التشخيص بالتقنيات الحديثة وجد أن مرض الصدفية في 50% من الحالات وخاصة فيمن يعانون من صدفية الأظافر قد يصابون مستقبلياً إذا لم يتم علاجهم جهازياً بالحقن أو بالأقراص، بالتهابات مفصلية معوقة للحركة . كما وجد أيضاً أن مرضى الصدفية المصابون في فروة الرأس أو ثنيات الجسم المختلفة ومنطقة العانة قد يتعرضون مستقبلاً لمضاعفات تشمل التهابات المفاصل، كما وجد أيضاً أن مرضى الصدفية من دون غيرهم معرضون للإصابة بالسكر وارتفاع نسبة الكوليستيرول والدهون بالدم ومن ثم زيادة الإصابة بالأزمات القلبية والدماغية، ناهيك عن أن مرضى الصدفية غالباً ما يصابون بالاكتئاب المزمن والسمنة المفرطة الناتجة إما عن الاكتئاب أو عن التغييرات الكيميائية بالدم . هل هناك علاج حديث للصدفية؟ نظراً لكل ما تم ذكره ونظراً لحدوث مثل تلك المضاعفات توصل العلماء إلى الحقيقة التي لا مفر منها وهي أن علاج الصدفية الجهازي أمر في غاية الأهمية لكبح مثل هذه المضاعفات والسيطرة عليها، ولذلك اتجهت معظم الأبحاث نحو الاجتهاد للوصول إلى أعلى مستوى من العلاج الجهازي الذي يعالج المرض قبل الوصول به إلى ذاك النحو من المضاعفات الوارد ذكرها، والتي قد تؤدي بالمريض في النهاية نحو العجز الجزئي أو الكلي . ما آخر ما توصل إليه العلماء من علاج؟ توصل العلماء مؤخرا إلى اختراع العقارات البيولوجية المصنعة بتقنية عالية جداً، ويتكون أغلبها من بروتينات تحتوي على مضادات أحادية الانقسام تستهدف الأجسام الضارة، طالما عملت على تغيير طبيعة تلك الأنسجة إلى حد الانقسام غير الفسيولوجي وبشكل مبالغ فيه، ينجم عنه في النهاية جميع أعراض المرض من تقشر زائد بالجلد مع احمرار وحكة مع التهاب المفاصل عوضاً عن التغييرات الكيميائية بدم المريض ما يؤدي إلى ارتفاع الدهون والكوليسترول بالتالي مرض السكر والسكتات الدماغية والقلبية . ولماذا حقن العلاج البيولوجي بالذات؟ قد يسأل البعض فعلاً هذا السؤال: لماذا حقن العلاج البيولوجي بالذات؟ ولماذا لا نتطرق للعلاج بالأشعة والأقراص؟ وعندئذ أستطيع القول إن العلاج بالأشعة لا يفيد صدفية المفاصل، كما لا يفيد ما يجري في دم المريض من تغييرات كيميائية تؤدي به في النهاية للمضاعفات الجهازية الوارد ذكرها، كما أن العلاج الكيميائي بالأقراص وبالرغم أنه قد يفيد إلا أنه لا يرقى مفعولة كالعلاج البيولوجي في كبح لجام تدهور المفاصل المستمر، هذا علاوة على التأثير السلبي للعلاج الكيميائي على أعضاء الجسم المهمة مثل الكبد والكلى . وهل للعلاج البيولوجي أعراض جانبية؟ بالرغم أن سوء استخدام العلاج البيولوجي قد ينجم عنه أعراض جانبيه كثيرة، لكني أوضح أن الطبيب المدرب تدريباً جيداً على استخدام هذه العقاقير مثله في ذلك مثل سائق السيارة المدرب مقارنة بالسائق المتهور، ولذلك فإن حسن استخدام العلاج البيولوجي الملائم للمريض والمناسب بواسطة الطبيب المدرب تدريباً جيداً يصل بالمريض إلى بر الأمان ويجنبه شرور مضاعفات هذا المرض . 50% احتمالية إصابة مرضى الصدفية بالسكري كشفت إحدى الدراسات الجديدة عن وجود علاقة بين المصابين بالصدفية والسكري . الدراسة أجراها فريق من الباحثين بمركز ديفيس للأبحاث التابع لجامعة كاليفورنيا الأمريكية حيث قاموا بتحليل سبع وعشرين دراسة سابقة شملت أكثر من 300 ألف شخص مصاب بالصدفية . وتوصلوا إلى أن المصابين بمرض الصدفية ترتفع فرص إصابتهم بمرض السكري بمعدل الضعف، ومن يعانون من الصدفية الحادة يكونون عرضة للإصابة بالسكري مرتين أكثر من الأشخاص العاديين، الأمر الذي يبين وجود علاقة واضحة بين المرضين . ورجحوا أن السبب يرجع إلى عدم عمل الخلايا الدهنية لدى مريض السكري بشكل طبيعي، وهو ما يزيد فرص الإصابة بالصدفية، كما أن هذه الخلايا تفرز مواد تعرف ب"السايتوكين" تزيد من مقاومة الأنسولين في الكبد والعضلات، كما تضاعف التدمير المبكر للخلايا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس . ونصح الخبراء الأطباء بالانتباه إلى ذلك الأمر، ونصحوا مريض السكري بالمتابعة الدورية لمستويات الغلوكوز بالدم، والتأكد من حصوله على الأدوية اللازمة بشكل مبكر حال بدء أعراض مرض الصدفية لديه .