لا يعتبر صعوده لأعلى قمم العالم مجرد هواية، بل يعتبر الجبال الشاهقة وسيلة لرفع علم دولة الإمارات، وصور حكامها عالياً، لذلك فقد تحمل جميع المخاطر والصعوبات التي من الممكن أن تودي بحياته، إنه سعيد المعمري الذي تسلق أربع قمم جبلية في أربع قارات مختلفة، في محاولة منه لرفع راية الدولة على أعلى سبعة مرتفعات في العالم تيمناً بالإمارات السبع، عن رحلاته كان لنا معه هذا الحوار: كثيرة هي الهوايات فلماذا اخترت لنفسك هواية محفوفة بالمخاطر؟ - أنا عاشق للمخاطر وكل ما هو مميز ومختلف، فأنا لا أريد أن أصبح مجرد رقم في صفوف الحياة، كما أنني مؤمن بمقولة "ويفوز باللذات كل مغامر ويموت بالحسرات كل جبان" لذلك جذبتني فكرة تسلق الجبال . التي كنت أبحث من خلالها عن تقديم شيء جديد أقدم فيه بصمتي، وأحقق عدداً من الأهداف التي أسعى لتحقيقها من أجل وطني . وما هذه الأهداف؟ - إبراز حبي وولائي لوطني، وإبراز العلاقة الوفية بين القيادة والشعب ومدى تلاحمنا، وأن يكون علم الدولة أعلى راية على وجه الأرض وفوق أعلى ناطحات سحاب في العالم، وفوق أعلى سبع قمم تيمناً بالسبع إمارات .كما أتمنى من خلال هذه الهواية أن تصل رسالتي للعالم كله وهي تعتمد على عدة أهداف، أولها أن أرفع راية الإسلام، وأن أبين للعالم أننا لسنا أقل منهم وبإمكاننا الوصول إلى أعلى القمم، أن يعرف الجميع مدى حبنا لدولتنا ووفائنا لحكامنا "فكلنا خليفة" وأن ندخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية برفع رسالة مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ."الإسلام دين السلام" بسبع لغات مع رفع المصحف الكريم . وما أهم هذه القمم التي تسلقتها ورفعت عليها علم الدولة؟ - جبل إفريست في قارة آسيا، وهي أعلى قمة تسلقتها ويبلغ ارتفاعها 848.8 متر، وكيليمانجارو في أمريكا الحنوبية، واكونكاجوا في إفريقيا، والبروس في أوروبا . لابد أنك واجهت العديد من الصعاب في أثناء رحلاتك؟ -كانت كثيرة ومنها على سبيل المثال قبل البدء في رحلاتي، تقبل الناس والمحيطون بي للفكرة لما بها من صعاب ومخاطر، قد أفقد حياتي بسببها، مع عدم الحصول على أي دعم مادي أو معنوي من جميع الجهات، وأيضاً عدم الحصول على معلومات كافية من جهات أو منظمات ترعى هذه الرياضة، وبعد عودتي اصطدمت بمشكلات خاصة بعدم التغطية الإعلامية، وعدم التقدير لي على هذه الإنجازات . وماذا عن الصعوبات والمخاطر التي واجهتها في أثناء الرحلة؟ - متسلق الجبال يواجه العديد من المخاطر أهمها الانهيارات الثلجية وحدوث الزلازل في أثناء التسلق والبرودة الزائدة وتجمد الأطراف، والرياح الشديدة، وتساقط الأمطار، والثلوج في أثناء التسلق أو النزول، وذوبان الثلوج في حالة ارتفاع درجة الحرارة، وقلة الأكسجين وانخفاض الضغط الجوي كلما صعدت لأعلى . وكيف تغلبت على هذه المخاطر؟ - بالصبر والإيمان وقوة التحمل والحذر الشديد، مع اتخاذ كل إجراءات السلامة اللازم توافرها في أثناء هذه الرحلات . وماذا عن الطعام والمياه؟ - نعتمد على الأكل المجفف والفيتامينات للغذاء اليومي،أما بالنسبة للماء فنحن نذوب الثلج ونعقمه ونشربه . هل شعرت يوماً بالخوف من الفشل؟ - لا، لم أشعر أبداً بهذا الإحساس، لأن إيماني بالله وهدفي النبيل زرع بداخلي شعوراً بالاطمئنان والثقة . يفوز باللذات كل مغامر، حدثنا عن إحساسك واللذات التي فزت بها بعد صعودك لأعلى قمم العالم؟ - الفخر والفرحة التي لا توصف عندما أصل إلى قمة وأرفع عليها القرآن الكريم وكلمة التوحيد، مع صور حكامنا الكرام، ورؤية علم دولتي يرفرف فوق أعلى القمم يجعلني أستمر في النجاح، ويحثني على تقديم المزيد والمزيد لدولتي . هل كانت هذه الرحلات على نفقتك الخاصة؟ - نعم، وكلفتني ما يقارب من 600 ألف درهم، رغم أنني موظف ذو دخل محدود، لكنني أضع كل مدخراتي لخدمة رحلاتي وتحقيق هدفي . هل تمتلك هوايات أخرى؟ - أهوى المغامرات بوجه عام، وعندي العديد من الهوايات مثل السباحة، الصيد والغطس، القفز الحر والملاكمة، التيكوندوا . هل هناك صفات معينة لابد من توافرها في من يهوى تسلق الجبال؟ - اللياقة البدنية، التدريب المتواصل، حب المغامرات والقدرة على تحدي الصعاب، الإيمان بالله والقضاء والقدر والتوكل عليه، والصبر وقوة الشكيمة وسرعة اتخاذ القرارات الصائبة . وما أحلامك المستقبلية؟ - أتمنى من الله أن يقدر الجميع إنجازاتي، وأن أتمكن من إكمال مسيرتي، وأن أتسلق أعلى سبع قمم في العالم، خاصة أنني تسلقت 4 بالفعل، وأتسلق أيضاً أعلى برج في العالم، وأعلى برج سكني وأعلى فندق في العالم، وأتمنى أن أكون من ضمن أول رحلة سياحية إلى سطح القمر، والتي ستنطلق من الإمارات-رأس الخيمة إلى القمر، لأرفع علم الدولة وصورة الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، على أعلى قمة فوق سطح القمر، ونسميها "قمة زايد" لذلك يتمنى الحصول على الدعم المعنوي والمادي من المؤسسات والدوائر الحكومية، حتى أرفع راية الإمارات وحكامها عالياً .