قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" في افتتاحيتها: إن جبال أدرار إفوجاس فى مالي يمكن أن تصبح، مثل تورا بورا، المكان الذي يستأنف منه الإسلاميين المتشددين الجهاد في أفغانستان. وأضافت أن مالي بحاجة إلى المساعدة في إصلاح نظامها السياسي، وملاحقة الجهاديين في كهوفهم حتى لا تصبح كذلك، مشيرة إلي أن الانتباه مركز على ضرورة أن تختم فرنسا المرحلة الأولى من التدخل العسكري، بعد أن تم طرد المتمردين الإسلاميين من المدن الكبيرة في صحراء مالي. واعتبرت الصحيفة أن القضاء على الإسلاميين سهلا، ولكن الأصعب يأتي بعد تلك المرحلة، وشبهت الوضع في مالي بما حدث في أفغانستان حيث تمكن تنظيم القاعدة من تجميع صفوفه في أعماق الجبال، وفروا إلى مناطق مناسبة بشكل مثالي لحرب العصابات. وقالت الصحيفة إن السياسة في مالي هي الفوضى، والحكومة تحتاج إلى المساعدة والمشورة في مهمة حساسة للتفاوض على تسوية للشمال الذي مزقته الحرب، ومقاتلو الطوارق والعرب يطالبون بتنازلات حول الحكم الذاتي الإقليمي، ولكن الجنوب يتردد في تقديم تنازلات بشأن الحكم الذاتي الإقليمي والتنمية، على الرغم من كونهم لو أقدموا على ذلك فسيساهمون في فرض العزلة على المتطرفين، ومقاتلو الطوارق أكثر اعتدالا من الإسلاميين والانفصاليين، وكذلك هم قادرون على رأب الصدع في البلاد مرة أخرى. وفي كثير من الأحيان ينظر إلى الصراعات في إفريقيا على أن الانتخابات هي الدواء الشافي لكل الأمراض التي تعاني منها، ولكن في مالي العكس هو الصحيح، فهناك بعض السياسيين المتواطئين على انهيار الدولة يمكن أن ينتخبوا، لأن سكان الطوارق والعرب ينفرون من تحالف أمراء الحرب القوي من المهربين والإرهابيين للسيطرة على بعض المناطق، ودفع ذلك إلى انقلاب العام الماضي. وتختتم "فاينانشيال تايمز" افتتاحيتها هناك خطر في الاندفاع لإعادة كتابة الدستور، ويتم تسجيل الناخبين وإحياء النظام الديمقراطي في ستة شهور، وأضافت الصحيفة البريطانية أن فرنسا ستتجاهل القضايا المركزية لتحقيق الاستقرار في المستقبل.