آخر تحديث: السبت - 3 شهر رمضان 1436 ه - 20 يونيو 2015 م «إذا كانت #مصر الفرعونية تفخر بأهراماتها، فعلى #مصر الإسلامية أن تفخر بمسجد ومدرسة السلطان حسن»، هي واحدة من أشهر العبارات التي قيلت بحق الأثر الإسلامي الأهم خلال حقبة المماليك، والذي يعود تاريخ بنائه إلى القران الثامن الهجري. ويضفي شهر رمضان المبارك بهاء فوق البهاء وجمالا فوق الجمال للجامع الذي يعتبر أحد الآثار الفريدة ليس في #مصر وحدها وإنما العالم أجمع، وذلك لما يحويه من إعجاز معماري، حيث تقام صلاة التراويح التي تجذب كثيرين من شتى مناطق القاهرة. قد يكمن السر في إيوانات المسجد الأربعة الشاهقة، وأكبرها إيوان القبلة الذي يضاهي إيوان كسرى بالعراق، برأي خبراء معماريين، وكان يشهد تدريس مذهب الإمام أبي حنيفة، بينما كانت الإيوانات الثلاثة الباقية، وهي أصغر حجما، تشهد تدريس المذاهب الثلاثة الأخرى. وهكذا كان المسجد الواقع بالقرب من مسجد محمد علي بالقلعة وإلى جوار مسجد الرفاعي، مدرسة لتعليم علوم الدين والفقه. أنشأ المسجد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، في 748 ه - 1356 م، واكتمل بناؤه بعدها بسبع سنوات، لكن السلطان حسن قتل في إحدى المعارك قبل انتهاء إنشاء المسجد ولم يعثر على جثمانه، ومن ثم لم يدفن في الضريح الذي بني خصيصا له أسفل قبة المسجد العملاقة، بينما دفن فيه ولداه الشهاب أحمد وإسماعيل. يعتبر هذا المسجد بحق أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا، فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات، فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته البديعة. ولعل أكثر ما يبهر الزائرين للمسجد هو الباب العالي الذي تزينه النقوش، والذي يقودك إلى ممر ضيق نسبيا قبل أن ينفتح على صحن شاسع تتوسطه قبة تغطي مكان الوضوء، بالإضافة إلى النقوش الرخامية المحفورة في المحراب وإيوان القبلة وأيضا في ساحة الضريح أسفل القبة، والتي تزينها آيات قرآنية بالخط الكوفي. وفي يونيو (حزيران) 2009، زار الرئيس الأميركي باراك أوباما المسجد بالقاهرة بصحبة وزيرة خارجيته آنذاك هيلاري كلينتون، قبل أن يتوجه إلى منطقة الأهرامات بالجيزة، الأمر الذي يعكس رمزية مسجد السلطان حسن كأيقونة للعمارة الإسلامية الشامخة منذ قرون. وتبلغ مساحة المسجد 7906 أمتار مربعة (نحو فدانين)، وطوله 150 مترا، وعرضه 68 مترا، وارتفاعه 37.70 متر، بتكلفة قيل إنها تجاوزت 750 ألف دينار من الذهب. كما أن قبة المسجد تم بناؤها في القرن السابع عشر ميلاديا، بعد انهيار القبة القديمة وتزين أركانها مقرنصات ضخمة منقوشة.