نجم المكلا / كتب: أحمد عمر باحمادي الامتحانات يراها الطلاب شراً لا بد منه، وكابوساً مزعجاً وجب إعداد العدة له، والإعداد في هذا الزمن ليس كإعداد الزمن الماضي، ففيما مضى ترى حالة الاستنفار قرب حلول موسم الامتحانات تطغى على كل الأجواء، وتشمل الطلاب وذويهم وأهليهم والمدرسين ومؤسسات التعليم وغيرها. ينتشر الشباب في كل وادٍ وسهل بحثاً عن مواطن الهدوء والسكينة للحفظ والاستذكار، المساجد والبيوت والساحات ملأى بتجمعات التقوية في المواد الدراسية التي يشكو منها الطلاب ضعفاً أو ما يتصف منها بالصعوبة كالرياضيات والهندسة واللغة الإنجليزية، تلكم هي أجواء الامتحانات سابقاً . أما اليوم فإعداد العدة يكون بترتيب ( البراشيم )، وتنسيق اللغة المشفرة للحديث في قاعة الامتحان، وتصغير المنهج وتقليص المذكرات استفادة من تطور التقنية، وترتيب الوضع مع المراقبين ، وجماعات الدعم من جانب النوافذ وخلف الأسوار خاصة في امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية ، وصناعة رأي عام بالوقوف مع الطالب لنيل حقوقه المشروعة مثلما ينالها بزيادة أخيه في مناطق أخرى في هذا الوطن . ويرى آخرون أن فلسفة الامتحانات ما هي إلا " عملية تقويمية ورؤية لمدى استيعاب الطالب للمنهج الذي درسه، ومن خلال الامتحانات يكشف الطلاب عن مواهبهم من خلال الإجابات وتظهر الفروق الفردية " وعن مدى بُعد الطلاب عن استيعاب هذه الفلسفة يرى البعض أن " اعتقاد الطلاب للامتحانات ورؤيتهم لها أنها لحظة تشتت عقلي وإرهاق ذهني ومشقة وعناء هو اعتقاد مجانب للصواب ويتوجب الابتعاد عن هذا الشعور والتوتر " . وفيما بين الفلسفتين لا نرى جهود الطلاب تثمر فرحاً وإنجازاً، بل نرى الأعاجيب خلال تصحيح الامتحانات وعند ظهور النتائج، وهي معضلة لا تحدث عندنا فحسب بل هي في كل مكان وصلته ثقافة العجز والترقب، ثقافة إرادة النجاح السريع دون تعب ولا مشقة، فلنر بعضاً من ثمار جيلنا القادم مع فارق المواد المدروسة في بعض الأقطار العربية . جاء في جريدة ( الرياض اليوم ) أن أحد الأساتذة السعوديين واسمه ( علي العمري ) جمع أغرب الإجابات التي وردت في اختبارات الطلاب، وسماها " العجب العجاب في إجابات الطلاب "وذكر منها : * سئل طالب في الاختبار عن سر إخفاء ليله القدر ؟ ،، فأجاب الطالب : خوفاً من قريش !! *طالب سئل : اذكر شروط صلح الحديبية ...؟ فكان الجواب : أن لا يتهاوشون مرة أخرى !! *سؤال في اختبار الحديث ينص على : تحدث عن راوي الحديث ، فأجاب الطالب ؛ سبقت ترجمته في الحديث السابع !! *في ماده الفقه السؤال : ما تعريف القتل العمد والقتل الخطأ ؟ ، الإجابة كانت : قتل العمد : هو القتل بالعامود سواء من الخشب أو الحديد ، و قتل الخطأ : أن يقصد قتل رجل فيقتل أخر. *وفي ماده الفقه أتى سؤال : اذكر ثلاثة أنواع للأجبان المحرمة ، وإجابتها النموذجية (هي : ما صنع من خنزير، ما خالطه نجاسة، ماعُجن بمحرم كالخمر ) ، فكانت إجابة الطالب للأسف جبنة كيري ، أبو ولد ، البقرات الثلاث !! *سؤال : لماذا تشرق الشمس في الرياض قبل مكة ؟، الجواب العبقري : لأن الرياض عاصمة المملكة . *سأل معلم اللغة العربية الطالب ما النداء ؟ فكنت إجابة الطالب : هو أن تقول لواحد تعال ! *في ماده الأدب جاء السؤال : خطبه البتراء من قالها؟ وما سبب تسميتها بذلك؟ ، أجاب الطالب : قالتها البتراء ، وسبب التسمية لأنها بترت يديها ورجليها ! *طالب خلط بين طول قطر الدائرة ومحيطها فرسم دائرة كبيرة لم تستوعبها ورقه الإجابة، فكتب للمعلم ( باقي الدائرة على الطاولة ) ! *كتب أحد الطلاب موضوعًا عن ( الوطن ) ودعم موضوعه ببيت شعر قائلاً : كما قال الشاعر طلال مداح : وطني الحبيب وهل أحب سواه ! * في اختبار العلوم أحد الأسئلة يقول : علل ضعف الغطاء النباتي بالقرب من البحار ؟؟ فكان الجواب : لخروج الأسماك ليلاً واكلها الغطاء النباتي !! * في نفس المادة كان السؤال: هات مثالاً لحيوان زاحف . الجواب : الطفل الرضيع !! أظن أن تلكم الإجابات قد جاءت من مناهج ربما تكون أسهل من منهاج أبنائنا ، ولو أجريت مثل هذه الدراسة في بلدنا لرأينا العجب العجاب في إجابات طلابنا ولكن ما أردنا إلا التدليل عن مدى التردي الكبير وضحالة التفكير والسذاجة الموغلة الذي وصلت إليها ثقافة طلابنا في أًصقاع الوطن العربي الكبير . فهل بعد هذا من تعليق .. أظن أن لا تعليق .