محمد محمد المقالح الانفلات الأمني في مدينة تعز ومحافظتها متعمد وتقف خلفه كل القوى النافذة في صنعاء. هدف الانفلات الأمني والفوضى الميليشوية ليس فقط إفشال قيادة المحافظة غير المرغوب بها من قبل بعض مراكز القوى "العسكرية والقبلية والأصولية" في حكومة الوفاق وخارجها، بل ومن أجل عسكرة المدينة وتدمير طابعها المدني وتطبيع حياة أبناء المدينة والمحافظة مع المليشيات والبلطجة والاقتتال اليومي بين أهلها، وتعميق جراحهم وثاراتهم من ناحية أو بينهم وبين أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية من ناحية أخرى. محاولة هذه القوى فرض سياسة المحاصصة وتحويل مؤسسات الدولة في تعز كما هي في العاصمة وفي معظم المحافظات الأخرى إلى غنيمة بيد بعض القوى المعروفة بشرهها على السلطة، وبسعيها للاستيلاء على كل شيء والاستفراد بكل شيء، هو أيضا سبب آخر ولا يقل أهمية عن سابقيه في هذا الانفلات الأمني المتعمد، والذي ترافقه حملة وحشية ضد قيادة المحافظة بتهمة عدم عمل شيء للانفلات الأمني نفسه! من يقلقون الأمن اليوم في شوارع تعز وبين سكانها، ومن تحول بعضهم الى عصابات أو غطاء لعصابات أخرى للقتل والنهب، هم أنفسهم من نزلوا من صنعاء أو قدموا من كهوف أفغانستان لحماية الثورة الشعبية السلمية في تعز، ولكنهم لم يحموها، بل دمروا سلميتها، ويدمرون اليوم مدنية تعز وسلامها. حماة الثورة اليوم لن يقبلوا بغير السيطرة على قيادة الدولة في تعز أو قيادة الجيش في محيطها على أقل تقدير، وها هم يستثمرون التحريض الذي مارسوه طوال السنوات الماضية ضد معسكرات الجيش والقوات المسلحة والأمن -وليس ضد قيادتها- من أجل الضغط لإخراج الجيش نفسه وإبداله بألوية خاصة من مقاتلي أمراء الحرب التابعين لهم هنا وهناك، وباسم إنشاء لواء جديد بسام لواء الثورة. على قيادة المحافظة، وعلى أبناء تعز الشرفاء بمختلف توجهاتهم السياسية، ألا ينتظروا دعما من رئيس الجمهورية أو من رئيس الحكومة أمام جحافل المسلحين التي تجتاح بين فترة وأخرى شوارع المدينة، وتقلق أمنها، وتعيث فيها فسادا، فكلاهما (أي الرئيس والرئيس) إما عاجزان أو متواطئان مع وإلى جانب القوى النافذة ومن يستهدفون مدنية تعز واستقرارها والسلام الأهلي بين أبنائها. لا أعرف شخصيا محافظ تعز الأخ شوقي أحمد هائل، وليس هذا ضروريا، ولكن ما لم يحزم المحافظ أمره في اتجاه الانحياز النهائي والكلي إلى جانب تعزالمدينةوتعز الدولة وسلطة القانون والمواطنة بعيدا عن التردد والسلبية القاتلة أولا، وما لم يحزم أمره أيضا مع تعز الناس العاديين وضد الفساد والمفسدين والنافذين... تعز التنمية والتغيير والثورة ثانيا، فإن الوضع خطير والقادم أخطر.. وسيكون هو شخصيا أول الضحايا، بل هو كذلك الآن.