المصورة الإماراتية نادرة بدري تمتلك حساً إبداعياً يساعدها على تحويل الفكرة إلى صورة معبرة . وتعد أول امرأة عربية تسارع إلى اقتحام مجال تصوير الخيول، دخلت معظم المرابط الموجودة في الدولة، والتقطت أجمل الصور للخيول العربية الأصيلة، وأقامت من أجلها المعارض المختلفة، وعن هوايتها وكيفية تطويرها، كان معها هذا الحوار . كيف كانت بدايتك مع العدسة؟ - في البداية كنت مسحورة بتلك الآلة التي يمتلكها الكبار، ويستطيعون من خلالها توثيق أجمل اللحظات في حياتهم، فكنت أقف أمامها منبهرة، بخاصة أنني نشأت في عائلة تحب الفن الفوتوغرافي، والدي كان يصور ويحمض الصور بنفسه، وكذلك عمي، وكانت معظم صورهما شخصية أو للبيئة، وكنت أرى أبي يدخل إلى حجرة مظلمة، ويخرج منها محملاً بصور كثيرة، تنطق بالأحداث التي عايشناها، ومنذ سن العاشرة أصبحت امتلك كاميرا خاصة بي، وكان جميع من حولي يشجعونني على تعلم فن التصوير، فأصبحت الكاميرا لا تفارقني، احملها معي في أي مكان أذهب إليه . ومن هم المصورون الذين لفتوا نظرك في البداية واستنبطت أفكارك منهم؟ - كنت أطالع الكثير من المجلات الأجنبية، وبعضها كان ينشر معلومات عن كيفية استخدام الكاميرا، حصلت وقتها على بعض المعلومات الأساسية عن كيفية التقاط الصورة، وكنت أطلع على الصور الموجودة فيها، وأحرص على تقليدها بنفسي، وسافرت عندما كنت صغيرة إلى معظم الدول الأوروبية مع والدي، فكنت أحرص على التقاط الصور لكل مكان أذهب إليه، سواء المتاحف أو القصور، وأقوم بتصوير الأهل لتوثيق الذكريات الجميلة، لكنني لم أتأثر بمصور معين لأنني ركزت على توثيق أحداث حياتي . كيف كانت بدايتك مع تصوير الخيول؟ - تلقيت دعوة عام 2007 من أحد المصورين، الذي يمتلك مجموعة من الخيول العربية الأصيلة لحضور مهرجان الجواد العربي كي أصور له خيوله، ومنذ ذلك اليوم لم أستطع أن أفارق الخيول . هل تحبين الخيول وتمارسين رياضة الفروسية؟ - كيف لا أنجذب إليها وقد كرمها الله سبحانه وتعالى، وكرم من اعتنى بها، ولكنني للأسف لا أمارس رياضة الفروسية، وأكتفي بالاستمتاع بتصويرها فقط . تخصصت في تصوير الخيول؟ ما الصورة التي التقطتها وشعرت بأنها نادرة جداً؟ - ما زلت في أول المشوار ولا أظن أنني التقطت حتى الآن صوراً نادرة . هل هناك استعدادات خاصة تقومين بها عند تصويرك للخيول؟ - استعد كأي مصور، ولكن الأهم لدي أن اقترب من الخيل قبل تصويرها حتى تألف وجودي، ووجود الكاميرا وصوتها، فالخيل حساسة جداً وتلتفت إلى أي صوت، ومن الممكن أن تخاف من فلاش الكاميرا وتغضب، لذلك أحاول قبل التصوير التقرب منها لأن حاسة الشم لديها قوية، وبذلك تعتاد علي، كما أجعلها تشم أيضاً رائحة الكاميرا حتى لا تتضايق منها عند التصوير . وما أفضل ما التقطت لها؟ - أفضل لقطة تعتمد على الخيل نفسه، ومن المفروض أن يبرز المصور صفات معينة في الخيل وهي التي تتمتع بها الخيول العربية من كبر حجم العين والأنف وطول الرقبة، فكل هذه أشياء يجب إبرازها في الصورة لأنها هي التي تميز عن بعضها بعضاً . وأين تجدين الخيول التي تصورينها؟ - عادة الخيول في الدولة غير موجودة في الشوارع، ويمكننا أن نجدها في المرابط، ومعظمها خاصة، لذلك أتوجه إلى مربط عجمان لسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ومربط الشارقة ومربط دبي وإلى الذين فتحوا لي الأبواب على مصاريعها وشجعوني ساندوني كثيراً في هذا المجال، إضافة إلى تصويري لها في البطولات والمهرجانات التي تقام في الدولة . كم عدد المعارض التي أقمتها؟ - أقمت أكثر من 25 معرضاً في مجالات مختلفة وليس في تصوير الخيول فقط، ولدي معارض في التصوير البيئي، والتراث والطبيعة والفنون البصرية مثل المجسمات التي نستخدم فيها خامات متعددة لمحاولة إبراز فكرة معينة في عقل الفنان . وهل تشعرين بأنك انتقلت إلى عالم الاحتراف؟ - سأظل هاوية ولا أظن أنني سأحترف التصوير، فهو علم يتطور كل يوم وتكتشف فيه جوانب جديدة . هل نلت جوائز من قبل؟ - في مجال تصوير الخيل حصلت على جائزة في معرض الصيد والفروسية في أبوظبي في ،2009 وحصلت على أخرى في مهرجان الظفرة، وثالثة في جائزة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى مشاركتي في مسابقات عدة للتصوير . هل التحقت بأكاديمية معينة لتعلم فنون التصوير؟ - علمت نفسي بنفسي في هذا المجال ولكن حين التحقت بالجامعة كان للتصوير النصيب الأكبر ضمن جدولي الأكاديمي، فبعد حصولي على الثانوية العامة، درست التصوير والتصميم الجرافيكي في الجامعة لمدة ثلاث سنوات، واستفدت كثيراً من دراستي الأكاديمية فقد أعطتني عمقاً أكثر حيث درست التحميض وإظهار الصورة وطباعتها، فانتقلت بعدها من مجرد هاوية إلى مبدعة . وهل يختلف تصوير الخيول عن أي شيء آخر؟ - هناك الكثير يجب أن يتعلمه المصور قبل أن يبدأ بالتقاط الصور كوضعيات الخيل وكيفية إبراز الصفات التي تتميز بها، وملاحظتها مهم جداً، هناك مرحلة أخرى هي اختيار الصورة وإرضاء ذائقة مالك الخيل وإرضاء غرور المصور وتلك أصعب من التقاط الصور نفسها . وما مميزات المصور الناجح؟ - الصبر والطموح والمعرفة والإبداع وإيجاد الفكرة، وكيفية خلقه لبيئة مناسبة للعمل، ولا يشترط المشاركة في المعارض والمسابقات، والإنتاج الغزير، فالموهبة تشق طريقها لأنها الحافز الحقيقي للفنان . هل تحرصين على المشاركة في المعارض بصفة مستمرة؟ - لمعارض الخيول تقام سنوياً طبقاً للبطولات، أحرص على المشاركة فيها وتقديم خمس أو ست لوحات جديدة للخيول . وما دورك في اتحاد المصورين العرب؟ - عضوة في مجلس الإدارة، ومسؤولة شؤون المسابقات والمعارض، وهذا العمل تطوعي، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد كلهم متطوعون، والاتحاد يحتضن مصورين من جميع الوطن العربي، ومعترف به من قبل مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ويختص بتنظيم أنشطة وفعاليات للمصورين العرب، ولديه فروع في 17 دولة عربية، والهدف منه هو النهوض بمستوى المصور العربي . وعملي الرئيس يتركز في الترتيب والإشراف على المعارض الخاصة بالاتحاد، وكذلك المسابقات التي يرعاها ويقيمها . تعملين أيضاً في دار ابن الهيثم للفنون البصرية، فما طبيعة العمل فيها؟ - دار ابن الهيثم تضم مجموعة من المصورين المواطنين، وهي مجموعة خاصة هدفها تقديم الخدمات للمبتدئين في فن التصوير، وتطوير هذا الفن والنهوض به، وموجودة في منطقة البستكية، ونقوم بعمل المعارض فيها للأعضاء.