قال مسؤولون في شركات وطنية عاملة في مجال خدمات النفط والغاز، إن منافسة الشركات الآسيوية، خصوصاً الصينية والكورية، وتحفظ المصارف في التمويل، وسهولة دخول الشركات الخليجية إلى السوق المحلية في وقت لا تحظى فيه الشركات الوطنية بمبدأ المعاملة بالمثل عند توسعها خليجياً، تمثل أهم العوامل التي تعيق نشاطهم في الإمارات. وأضافوا ل«الإمارات اليوم» على هامش مشاركتهم في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للنفط والغاز (أديبيك 2012)، في مركز أبوظبي الدولي للمعارض، أمس، أنه على الرغم من اختلاف طبيعة العمل في قطاع النفط والغاز، عن القطاع العقاري، فإن المصارف تفرض شروطاً قاسية على التمويل، ما اضطر تلك الشركات للاعتماد على التمويل الذاتي. وأكدوا أنهم نجحوا في الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق المحلية، يمكن زيادتها حال تم تذليل تلك العقبات. وتفصيلاً، أكد مدير المبيعات في مجموعة الخليج التجارية، سامي طالب، ان «معظم الشركات المحلية أصبحت تقف على قدم المساواة مع نظيرتها الأجنبية العاملة في مجال خدمات النفط والغاز، من حيث الكفاءة والقدرة على توفير الخدمة بأسعار تنافسية وجودة عالية». وأضاف أنه «على الرغم من ذلك، فإنه توجد معوقات تحد من انطلاق الشركات الوطنية، من أهمها معوقات مالية وإدارية، خصوصاً المرتبطة بالبنوك، نظراً لأن طبيعة العمل تستلزم تحويلات مالية وتعاملات بنكية دائمة»، لافتاً إلى وجود تعقيدات عدة في التعامل مع البنوك، تعرقل وتيرة العمل السريعة بحكم طبيعة القطاع. بدوره، قال مدير الدعم الفني في مجموعة السويدي الهندسية، حمدي السبيعي، إن «المنافسة من الشركات الأجنبية تعد من أهم العوائق التي تواجه الشركات المحلية»، موضحاً أن «الأسعار الأقل، ولو على حساب الجودة، تحد كثيراً من قدرة الشركات المحلية على الاستحواذ على حصة تناسب إمكاناتها من السوق المحلية». من جانبه، قال مدير العمليات في شركة «إمداد»، علي عبدالملك، إن «الأسواق المحلية مفتوحة أمام الشركات الخليجية بترحاب كبير، وتحظى بمعاملة جيدة، إلا أن الشركات الإماراتية لا تحظى بالفرصة نفسها عند دخول السوق الخليجية». ورأى عبدالملك أن «البنوك خلطت كثيراً بين القطاع العقاري وتأثره بالأزمة المالية، وبين الشركات العاملة في قطاع النفط، فتحفظت كثيراً في التمويل، ما دفع الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز إلى اللجوء للتمويل الذاتي». في السياق نفسه، قال مدير تنفيذي مساعد الشؤون الإعلامية والاتصال في شركة «توازن» للصناعات الدقيقة، سيف المرزوقي، إن «الشركات المحلية تسعى إلى تغطية الطلب المتنامي داخلياً على خدمات النفط والغاز»، لافتاً إلى أنه على الرغم من أنها نجحت في الاستحواذ على حصة جيدة، فإن تطور القطاع وتوسعه يجري بوتيرة أعلى من قدرة الشركات الوطنية حالياً، ما يمثل تحدياً كبيراً لها.