قال وزير البيئة والمياه، الدكتور راشد أحمد بن فهد، إن مشروع مسح التربة بالإمارات الشمالية أسهم في تطوير خارطة متكاملة لتصنيف التربة على مستوى الدولة، بعد أن تم ربط خارطة التربة للإمارات الشمالية، التي طُوّرت، بخارطة التربة لإمارتي أبوظبي ودبي، اللتين أعدتا سابقاً ضمن المشروع. وأضاف خلال الإعلان عن نتائج المشروع أمس، أن المسح وفر قاعدة بيانات متكاملة عن التربة والأراضي في الإمارات الشمالية، وخرائط موضوعية ذات دقة عالية بمقاييس مختلفة حول خصائص التربة، وصلاحية الأراضي للاستخدامات المختلفة، والغطاء الأرضي، وتوزيع الأنواع النباتية، ومظاهر تدهور الأراضي، بالإضافة الى خرائط لتوزيع المواد الخام في التربة. وأوضح بن فهد أنه شمل مسحاً شاملاً للأراضي في كل من الشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، وفق أفضل النظم المعمول بها عالمياً في هذا المجال، حيث غطى المسح أكثر من 5000 كيلومتر مربع من الأراضي، عدا المدن والمناطق الجبلية. وقال إن المشروع تم تنفيذه بمبادرة مشتركة بين وزارة البيئة والمياه وهيئة البيئة في أبوظبي، بدعم من المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، موضحاً أن المشروع يجسد التزام الدولة بالمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، والحرص على إدارة الموارد بصورة مستدامة. وذكر أن المشروع سيدعم صناع القرار في وضع الخطط المستقبلية لاستخدام الأراضي وخطط التنمية الزراعية والاقتصادية وإدارتها بناء على المعلومات المتوافرة في نظام معلومات التربة المطور، موضحاً أن نتائج المشروع ستسهم في دعم عمليات التنمية الاقتصادية الخضراء في المجالات المختلفة التي تعتمد على موارد الأرض والتربة مثل قطاع الزراعة واستخدامات الأراضي وبعض الأنشطة الصناعية، كما ستسهم في دعم جهود مكافحة تدهور التربة وتصحر الأراضي، والإدارة المتكاملة لموارد التربة والمياه في الدولة. وقالت الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، رزان خليفة المبارك، إن المشروع أسهم في توفير قاعدة بيانات حول توزيع مختلف أنواع التربة، وحدد المناطق القابلة للاستصلاح الزراعي والاستخدامات الأخرى، كما أسهم في المساعدة في فهم التربة جزءاً حيوياً من النظام البيئي ودراسة مكوناتها المعدنية والبيولوجية، وتدريب الكوادر المواطنة القادرة على استمرار ومتابعة مسوحات التربة في المستقبل. وأشارت الى أن التقرير النهائي للمشروع يمثل المرجعية العلمية الدقيقة حول طبيعة التربة في الدولة، والتي سيتم بناء عليها وضع وتطوير الخطط والاستراتيجيات والسياسات اللازمة لتنظيم قطاع استخدام الأراضي بما يتماشى مع النمو الاقتصادي الذي تشهده الدولة في مختلف قطاعاتها، ما سيسهم في تحقيق التنمية المستدامة. وأضافت أن عدد المواقع التي تم حفرها وتصنيفها يزيد على 10 آلاف و200 موقع، موزعة ما بين قطاعات تربة كاملة وسطحية لعمق مترين، أو قطاعات تربة عميقة بعمق 10 أمتار.