المبعوث الدولي للصحراء الغربية يحذر من اعمال عنف قد تشهدها منطقة شمالي افريقيا بحال فشل المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريوالرباط 'القدس العربي': حذر المبعوث الدولي إلى الصحراء الغربية من اعمال عنف قد تشهدها منطقة شمالي افريقيا اذا واصلت المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو فشلها. وقال كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة الى الصحراء الغربية باحتمال حدوث أعمال عنف جديدة 'قد تكون مأساوية بالنسبة لسكان الصحراء أو بالنسبة لشمال افريقيا'. وجاءت تصريحات روس بعد لقائه في مدريد وزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل غارسيا مرغايو في اطار جولته المغاربية الاوروبية للبحث عن مخرج لأزمة المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو التي ترعاها الاممالمتحدة وتعرف جمودا منذ 2008 وعبر روس عن أسفه لعدم احراز اي تقدم يذكر نحو هذا الهدف بالرغم من عقد اجتماعات وجولات عديدة من المفاوضات والمحادثات الرسمية وغير الرسمية طوال السنوات الماضية. وقال روس ان جولته التي تنتهي رسميا يوم غد الخميس وزار خلالها المغرب والجزائر وموريتانيا ترمي 'للمساهمة في تقييم ما جرى خلال السنوات الخمس الماضية من مفاوضات مباشرة و لمناقشة الافكار والآراء حول أفضل السبل لإحراز تقدم حقيقي في العملية التفاوضية و للنظر في تاثير التطورات الاخيرة في شمال إفريقيا والساحل على قضية الصحراء الغربية'. ومن المقرر ان يقدم روس نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري تقريرا لمجلس الامن الدولي حول جولته والخلاصات التي خرج بها بعد محادثاته مع الاطراف المعنية بالنزاع الصحراوي. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتين نسيركي اول امس الاثنين 'ان كريستوفر روس يعتزم زيارة عواصم الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة أصدقاء الغربية، لإجراء مشاورات في المستقبل القريب حيث يتوجه إلى باريس امس الثلاثاء، ويزور واشنطن ولندن وموسكو في القريب قبل العودة إلى شمال إفريقيا لمواصلة وساطته. ودعا روس في بيان تلاه بعد محادثاته مع غارسيا مرغايو كلا من المغرب وجبهة البوليزاريو الى الإسراع مفاوضات 'جادة' لحل قضية الصحراء مطالبا الأعضاء الرئيسيين في المجتمع الدولي باستخدام نفوذهم لتشجيع الطرفين على القيام بذلك'. وابرز 'انه من الممكن حل النزاع إذا كانت هناك إرادة للانخراط في حوار حقيقي وتسوية لإيجاد حل مشرف للجميع. ونبه روس 'إن الصراع على الوضع النهائي للصحراء الغربية قد امتد لفترة طويلة جدا، وأن الاعتقاد بأن الوضع الراهن يمكن أن يستمر سيكون سوء تقدير خطير'. وقال 'الوضع القائم أصبح مهددا بتصاعد التطرف والارهاب والجريمة في منطقة الساحل'، وأن 'هذا النزاع وفي حال تركناه يستمر في هذا الوضع الجديد قد يؤدي إلى أعمال عنف جديدة أو أعمال عدائية قد تكون مأسوية بالنسبة لسكان الصحراء أو بالنسبة لشمال افريقيا بمجمله' واضاف 'هذا النزاع حول الوضع النهائي للصحراء مستمر منذ 37 عاما وباختصار منذ زمن طويل إذا كان البعض يعتقد أن هناك خطرا على انتهاز فرص السلام وأن الوضع القائم هو على الأقل مستقر، فأنا مقتنع بان هذه الحسابات هي خاطئة تماما'. وابرز المبعوث الشخصي انه من الممكن حل النزاع إذا كانت هناك إرادة للانخراط في حوار حقيقي وتسوية لإيجاد حل مشرف للجميع. و ذكر روس أنه منذ تعيينه في كانون الثاني/ يناير 2009 كمبعوث للامين العام عمل على 'تسهيل' المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو بمساعدة الجزائر وموريتانيا وبمؤازرة الاسرة الدولية للتوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين يكفل للصحراويين تقرير مصير. واكد وزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل غارسيا مرغايو خلال استقباله لكريستوفر روس دعم بلاده لحل عادل ودائم ينص على تقرير المصير للصحراويين تماشيا مع مبادئ ومقاصد الأممالمتحدة وجدد دعم اسبانيا للمبعوث الشخصي ومساعيه الى إيجاد حل نهائي للنزاع في الصحراء الغربية وعبر كريستوفر روس عن شكره للحكومة الاسبانية لتعاونها الكامل من اجل التوصل الى حل لقضية الصحراء الغربية، ولعمله كوسيط اممي.