جرت أمس المناظرة الثانية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وخصمه الجمهوري رومني، اتهم فيها أوباما رومني أنه جعل من الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول قضية سياسية واصفا إياها بأنها محاولة لتسجيل نقاط سياسية، واستنكر تحويل الأمن القومي إلى قضية سياسية قائلا ليس هكذا يعمل القائد وكانت المناظرة التي أجريت في جامعة هوفسترا في هامستيد شرقي ولاية نيويورك قد تميزت بمزيد من الحدة في النقاش وبموقف أكثر هجومية من جانب الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته الذي قال "الإيحاء بأن شخصاً من فريقي، أكان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أو سفيرتنا لدى الأممالمتحدة سوزان رايس أو كائناً من كان ينتهج سياسة انتهازية، في وقت خسرنا فيه أربعة من مواطنينا، هو أمر مهين"، مؤكداً في اللحظة الأكثر حزما في أدائه خلال المناظرة، انه "ليس هذا ما نقوم به. ليس هذا ما أفعله بوصفي رئيساً، ليس هذا ما أفعله بصفتي قائداً للجيوش" فيما هاجم رومني السياسة التي ينتهجها اوباما في الشرق الأوسط. وقال إن "سياسة الرئيس في كل الشرق الأوسط بدأت بجولة اعتذارات وباستراتيجية قائمة على القيادة من دون تصدر الصف الأمامي، وهذه الاستراتيجية تتطاير أمام أعيننا" في إشارة إلى ليبيا وسوريا. وواصل روميني إتهاماته لاوباما وقال كنا أمام أربع سنوات متعاقبة، قال خلالها (أوباما) إنه سيخفض نصف العجز، وبدلاً عن ذلك فقد ضاعفه. لقد انتقلنا من دين وطني بقيمة 10 آلاف مليار دولار إلى دين وطني بقيمة 16 ألف مليار دولار. وأضاف أنه في حال أعيد انتخاب الرئيس، فسوف نصل إلى نحو 20 ألف مليار دولار من الديون. وهذا الأمر سيضعنا على طريق اليونان. في حين وصف اوباما رومني حاكم ولاية ماساتشوستس السابق بأنه لا يريد إلا محاباة الأميركيين الأثرياء قائلاً إنه "ليس لديه برنامج بخمس نقاط، برنامجه يقتصر على نقطة واحدة: التأكد من أن الأكثر ثراء يمكنهم خوض اللعبة بقوانين مختلفة. كانت المناظرة قد استمرت لأكثر من تسعين دقيقة أمام مجموعة ضمت 82 ناخبا لم يحسموا خيارهم بعد فردا على أسئلة عدد منهم. وسعى كل من المرشحين لدفع حججه بقوة بدون أن يتردد في مقاطعة خصمه في بعض الأحيان واحتدم النقاش حول جميع المواضيع سواء الميزانية والضرائب، أو الطاقة أو الهجرة أو ليبيا وصولا إلى الموقف حيال الصين. واظهر استطلاعان فوريان للرأي صدرت نتائجهما في غضون ساعة من انتهاء المناظرة تقدما طفيفا لاوباما. وما زال اوباما متقدما في عدد من الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات. ويتواجه المرشحان في مناظرة ثالثة وأخيرة الاثنين المقبل في فلوريدا