واعتمد أوباما الفصيح علي قدراته الخطابية لتوجيه ضربات موجعه لغريمه الجمهوري رومني الذي بدا مذهولا من كثافة القصف الذي تعرض له علي يد منافسه في العديد من الملفات بدءا من الطاقة مرورا بالاقتصاد والضرائب وفرص العمل وقوانين الهجرة وانتهاء بالمساواة بين المرأة والرجل.ففي المناظرة التي أقيمت في قاعة جامعة هوفسترا في مدينة هامستيد شرق نيويورك وهيمنت عليها في الاغلب قضايا الشأن الداخلي تحول الهجوم علي مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي في11 سبتمبر الماضي إلي إحدي القذائف التي وجهها أوباما لرومني, ففي لحظة صعبة من المناظرة التي تلقي خلالها أوباما ورومني اسئلة من80 مواطنا أمريكيا من الجمهور الذي تم اختياره عن طريق القرعة من بين الناخبين المترددين من مختلف الأعمار فيما يعرف بمناظرة رد الاعتبار لأوباما, هاجم المرشح الديمقراطي منافسه الجمهوري بسبب انتقادات الأخير لطريقة تعامل الإدارة الديمقراطية مع الهجوم علي قنصلية بنغازي محاولا تصوير رومني علي انه لا يصلح لمنصب القائد العام الامريكي. وفي مسعي لكسب الارض التي فقدها بسبب ادائه الضعيف في مناظرتهما الرئاسية الاولي حاول أوباما استعادة الزخم لحملته في سباق صعب علي البيت الابيض وتصدي لاتهامات منافسه بأنه هون من شأن الهجوم الذي شنه متشددون علي القنصلية الامريكية, وبدا رومني- الذي هيمن علي مناظرتهما الأولي مذهولا بينما شن أوباما هجوما مضادا علي منافسه الجمهوري في قضية ليبيا التي تحولت الي قضية محورية في الحملة الانتخابية الامريكية ولم يبق علي الانتخابات سوي ثلاثة اسابيع.وحاول رومني ومساعدوه استغلال هجوم بنغازي وأيضا الاضطرابات المناهضة للولايات المتحدة في دول اخري في العالم العربي للنيل من رصيد أوباما فيما يتعلق بالامن القومي واتهامه بانتهاج سياسة فاشلة في الشرق الاوسط. لكن أوباما صال وجال وهاجم رومني واتهمه بمحاولة استغلال هجوم بنغازي ومقتل السفير لتسجيل نقاط سياسية.وتشاحن أوباما ورومني بشدة أمام مجموعة من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد حول ما اذا كان الرئيس الامريكي قد توصل بالسرعة الكافية الي ان هجوم بنغازي هو هجوم ارهابي. وقال أوباما وقفت في روز جاردن- حديقة البيت الابيض- وقلت للشعب الامريكي وللعالم اننا سنعرف ما حدث تماما وان هذا عمل ارهابي.وسارع رومني الي التعبير عن تشككه وتحدي تأكيدات أوباما غير مدرك فيما يبدو للتصريحات التي أدلي بها الرئيس الامريكي في الصباح التالي لهجوم بنغازي. إلا أن أوباما وجه ضربة قاضية لرومني قائلا له: عد إلي النص. وساعدت كاندي كرولي منسقة المناظرة القصف الأوبامي حيث وجهت حديثها لرومني مصدقه علي أقوال أوباما فقالت إن أوباما خرج بالفعل ليقول إن ما حدث كان عملا إرهابيا ولا دخل له بالمظاهرات ضد الفيلم المسيء:لقد فعل ذلك حقا يا سيدي. لقد وصف الهجوم بأنه عمل ارهابي.وهاجم رومني سياسة أوباما في التعامل مع الشرق الأوسط وقال أوباما بدأ حكمه بالاعتذار للشرق الأوسط واعتمد علي استراتيجية القيادة من الخلف, وعلينا الآن أن نتشكك في سياسة الرئيس في الشرق الأوسط, واستطردانظر لما يحدث في سوريا ومصر وليبيا الان. فكر في المسافة بيننا وبين اسرائيل. وأشار إلي أن ايران اقتربت من امتلاك قنبلة نووية في السنوات الاربع الاخيرة.وأخيرا, قال أوباما إنه حقق الكثير من الوعود التي قطعها خلال السنوات الأربع الماضية, ومن بينها الانسحاب من العراق والتخلص من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وتخفيض الضرائب وإعادة صناعة السيارات الأمريكية إلي مكانتها. أما رومني فاتهم أوباما بأنه أخفق في الوفاء بوعوده, وأن23 مليون أمريكي لا يستطيعون العثور علي الوظائف, بسبب سياسة أوباما الاقتصادية الفاشلة.وأثمرت الصورة التي ظهر بها أوباما خلال المناظرة في رفع حظوظه لدي الناخبين حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية عقب المناظرة تقدم الرئيس الأمريكي علي منافسه الجمهوري حيث عبر46% من الأمريكيين عن تأييدهم لأوباما مقابل37% لرومني واعتبر مراقبون حول العالم أن أداء أوباما خلال المناظرة الثانية تحسن عن أدائه في المناظرة الأولي عندما اعتبر أنه يفقد أرضية أمام منافسه.