إلا أن المحصلة النهائية أظهرت تقاربا بين المرشحين حول المسائل الرئيسية في الشرق الأوسط, وبخاصة الموقف من الثورة المصرية وليبيا وملاحقة تنظيم القاعدة وتشديد العقوبات ضد إيران. واستهل رومني رده علي أول أسئلة المذيع بوب شيفر الدي أدار الندوة التي أقيمت في ولاية فلوريدا بالإشارة إلي أن الشرق الأوسط بكل ما يمثله من أهمية للعالم والولاياتالمتحدة يمر ب تغيير كامل في البيئة والبنية الخاصة به. وقال رومني: إن الربيع العربي جاء بآمال كبيرة بحدوث تغيير نحو مزيد من الاعتدال وفرصة لمشاركة أكبر من جانب النساء في الحياة الاقتصادية والعامة في الشرق الأوسط, ولكن ما شاهدناه في بلد تلو الآخر هو عدد من الحوادث المزعجة. وأوضح رومني أن إيران ما زالت تمثل التهديد الأكبر باقترابها في الأعوام الأربعة الماضية من الحصول علي السلاح النووي. وأشاد رومني بإنجاز الرئيس أوباما في اغتيال أسامة بن لادن ومطاردته قيادات القاعدة, إلا أنه قال إن الولاياتالمتحدة في حاجة إلي استراتيجية أكثر شمولا وسرعة لمساعدة العالم الإسلامي وأجزاء أخري من العالم لمواجهة ورفض التطرف الراديكالي العنيف. من جانبه, دافع أوباما عن موقفه من حادثة القنصلية الأمريكية في ليبا, وقال إنه تصرف فور تلقيه مكالمة بالهجوم لتأمين الأمريكيين هناك, والأمر الآخر هو التحقيق للتوصل إلي حقيقة ما حدث بالضبط, والأمر الثالث الأكثر أهمية هو ملاحقة القتلة وتقديمهم للعدالة, مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة تحت قيادته نجحت في تخليص ليبيا من ديكتاتورية مكثت أربعين عاما دون أن يخاطر بالجنود الأمريكيين علي الأرض. وانتقد أوباما اضطراب أفكار واستراتيجية رومني حول الشرق الأوسط, وهو ما رد عليه المرشح الجمهوري بالإشارة إلي أن استراتيجيته ثابتة وتقوم علي أساس ملاحقة واستئصال أعداء الولاياتالمتحدة. وشرح رومني أن وسائل تحقيق تلك السياسة جاءت من خلال حلقة نقاشية لباحثين عرب تحت مظلة الأممالمتحدة للنظر في كيفية مساعدة شعوبهم علي رفض المتطرفين. ووصف رومني الموقف في الشرق الأوسط بأنه يشهد تصاعد للفوضي في العامين الأخيرين وظهور كبير للقاعدة والجماعات الجهادية في دول عديدة بالمنطقة. وردا علي سؤال حول ما إدا كان يشعر بالأسف لطلبه من الرئيس السابق حسني مبارك التخلي عن الحكم, نفي أوباما شعوره بالأسف, وقال: لم أشعر بالأسف, لأن الولاياتالمتحدة كان يجب عليها أن تقف مع الديمقراطية, ومسألة أننا كنا سنترك الدبابات تسير علي الشباب في ميدان التحرير لم تكن تلك نوعية القيادة التي تحدث عنها جون كيندي قبل50 عاما. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة سوف تساعد في تحسين أوضاع الاقتصاد المصري, لأن الثورة لن تنجح دون توفير الفرص للشباب المصري, وأضاف أن تطلعات الشباب تماثل تطلعات الشباب الأمريكي من حيث البحث عن فرص العمل ومدارس أفضل لأبنائهم ومساكن وحياة أفضل في المستقبل. وقد وجه مدير المناظرة السؤال لرومني, فرد أنه يتفق مع الرئيس أوباما في موقفه من الثورة المصرية, إلا أنه كان يرغب في رؤية أفضل للمستقبل, وأوضح أن الشرق الأوسط شهد طاقة كبيرة للحرية في بداية حكم أوباما, وكان يجب العمل بقوة مع الأصدقاء في المنطقة لإتمام التحولات نحو حكومات أكثر تمثيلا حتي لا تحدث انفجارات بالطريقة التي حدثت. وتباين موقف المرشحين حول ما ينبغي علي الولاياتالمتحدة فعله بشأن الحرب الأهلية في سوريا, حيث أكد رومني ضرورة توفير الأسلحة لقوات المعارضة لإسقاط بشار الأسد, مشيرا إلي أن سياسة الديمقراطيين لا تكفي للحد من العنف الذي خلف عشرات الآلاف من القتلي ويثير حالة من عدم الاستقرار في المنطقة, غير أن أوباما رد علي انتقادات خصمه, مشيرا إلي الجهود الأمريكية لتنظيم المجتمع الدولي لمعالجة الشأن السوري, فضلا عن دعم فصائل المعارضة, وقال إنه لا يمكن تقديم السلاح إلا لأطراف تطمئن واشنطن أنهم سيصبحون أصدقاءها في المستقبل, وأن العملية الانتقالية يجب أن تضم شخصيات معتدلة. في المقابل, تراجع رومني وقال إنه يفضل أن تعمل الولاياتالمتحدة مع الشركاء لإنهاء المأساة وتوحيد المعارضة السورية. وحسب المتوقع, تباري أوباما ورمني في إظهار الدعم لأمن إسرائيل والتزام الولاياتالمتحدة الذي لا يتزعزع بأمن دولة إسرائيل, إذ اعتبر أوباما أن إسرائيل هي أعظم حليف لواشنطن في المنطقة, مشيرا إلي إجراء أكبر مناورات في تاريخ البلدين هذا الأسبوع, وقال إنه سيقف إلي جانبها إذا هوجمت من أي طرف. وفي المقابل, أكد رومني أنه لن يتردد في الوقوف عسكريا إلي جانب إسرائيل في مواجهة أي تهديد لها, قائلا إن علي الولاياتالمتحدة التأكد من عدم حصول إيران علي سلاح نووي قد يهدد إسرائيل, معتبرا أن التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في السابق هو أمر مؤسف. استطلاعان للرأي: المرشح الديمقراطي حسم المناظرة لصالحه واشنطن وكالات الأنباء: كشف استطلاعان جديدان للرأي أجريا بعد انتهاء المناظرة الثالثة والحاسمة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية تقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي منافسه الجمهوري ميت رومني بفارق كبير. أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية علي عينة من الناخبين المسجلين في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة, أن المرشح الرئاسي الديمقراطي باراك أوباما تمكن من حسم المناظرة الثالثة والأخيرة بينه وبين منافسه ميت رومني لصالحه بنسبة48% في المائة مقابل40%. واعتبر الاستطلاع أن هذا هو الانتصار الثاني لأوباما علي منافسه الجمهوري في ثلاث مناظرات, وفاز رومني بالمناظرة الأولي بينما فاز أوباما بالمناظرتين الثانية والثالثة. كما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة سي بي أس الأمريكية فوز أوباما بالمناظرة الثالثة بنسبة53% مقابل23% لصالح رومني, بينما رأي24% أن المتنافسين متعادلان.