والطائرات بدون طيار.. هل تنتصر الخبرة السياسية أم الارتباك والرؤية الخاطئة والمتأرجحة؟. مساران أمام الناخب الأمريكي ل أمريكا قوية وسياسة خارجية تجعل الولاياتالمتحدة تتربع علي عرش العالم ك قوي عظمي وحيدة, والاختيار في النهاية لابد أن يكون بين سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الواضحة المعالم والتي تدعم نظرية القوة الناعمة أو سياسات المرشح الجمهوري ميت رومني المرتبكة التي تتبني استخدام القوة العسكرية..180 دقيقة, ومناظرتان من بين ثلاث مناظرات خصصت لعرض خطط السياسة الخارجية للمرشحين في سباق باق من زمنه نحو12 يوما, وهو ليس بالأمر العادي أن يخصص كل هذا الوقت لمناقشة السياسة الخارجية مع وجود ملف داخلي متخم ومتأزم أيضا. العالم يتغير والمناطق الساخنة يتسع مداها يوما بعد يوم, وبالتالي من الطبيعي جدا أن يدلي المرشحان بدلوهما في سياسات الشرق الأوسط ودول الربيع العربي والصين وروسيا وتوسيع القوة العسكرية الأمريكية. استطاع رومني أن يخطف الأنظار في المناظرة الأولي بإتباعه الهجوم علي أوباما الذي جاء أدائه السياسي باهتا وقتها, لكن المناظرة الثالثة كانت فرصة الرئيس الأمريكي الذهبية والأخيرة لخطف الأضواء في فلوريدا مدينة الشمس. حاكم ماساشوستس السابق دائما ما أكد ضرورة اتباع سياسات القوة, ونهج أكثر صرامة مع إيران والصين ودول الثورات العربية وزيادة الإنفاق العسكري الأمريكي, وهو ما يراه تطبيقا عمليا لنظريته مشروع القرن الأمريكي حتي تعود الولاياتالمتحدة إلي سابق عهدها كالقوة الأولي عسكريا. وطوال حملته الانتخابية ركز رومني هجومه علي السياسة العسكرية لأوباما, واتهمه ب تقتير الإنفاق علي الجيش, مشيرا إلي أن البحرية الأمريكية تملك الآن عددا أقل من السفن مما كانت تملكه في عشرينيات القرن الماضي, فما كان من أوباما إلا أن رد عليه بأن ذكره بأن هناك تكنولوجيا عسكرية حديثة وبالتالي لدينا خيولا ورماحا أقل. لكن بالرغم من الهجوم والانتقادات المتبادلة, كشفت المناظرة الأخيرة أن أوباما ورومني ما هما إلا وجهين لعملة واحدة في التعامل مع الملفات الدولية, وجاءت إجابتهما متطابقة إلي حد بعيد في بعض القضايا وخاصة التشدد مع إيران والصين وبالطبع أمن إسرائيل كأولوية, لدرجة أن المرشح الجمهوري نسي خصومته مع منافسه الديمقراطي وامتدحه خاصة فيما يتعلق باغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والانسحاب الأمريكي من أفغانستان في.2014 وابتعد رومني عن نهجه المحافظ والمتشدد وغير الكثير من مواقفه خلال السباق الانتخابي بل وتراجع عنها, وهو ما حدا بأوباما إلي أن يصفه بالاضطراب والمعاناة مما أسماه فقدان الذاكرة الرومنية. وانتقد الرئيس اضطراب أفكار واستراتيجية الحاكم حول الشرق الأوسط, وهو ما رد عليه المرشح الجمهوري, بالإشارة إلي أن استراتيجيته ثابتة وتقوم علي أساس ملاحقة واستئصال أعداء الولاياتالمتحدة, وقال أن سياسته أوسع وتقوم علي تمكين العالم الإسلامي من رفض التطرف واتفق رأي المرشحان حول موقف ضرورة منع إيران نووية, وفي دعم المعارضة السورية وضرورة رحيل بشار الأسد. وبدي أوباما في موقع هجومي شرس في حين بدا رومني شديد الحذر, وهو ما دفع مرشح الديمقراطيين إلي اتهامه بأنه يريد استيراد السياسات الخارجية التي كانت سارية في الثمانينيات, مثلما تريد استيراد السياسات الاجتماعية من الخمسينيات والسياسات الاقتصادية من العشرينيات. وربما هذا ما جعل رومني يحاول المناورة من خلال إدارة دفة الحديث أكثر من مرة خلال مناظرة فلوريدا باتجاه الملفات الداخلية عندما هاجمه أوباما علي ما قاله حول خفض الميزانية العسكرية. حجج الرئيس وسخريته اللاذعة مما وصفه برؤية مضطربة للسياسة الخارجية لخصمه السياسي جعلته يتقدم في قفزات واسعة باتجاه ولاية ثانية في البيت الأبيض ممتطيا حصان طروادة, وهو ما ترجم عمليا في تقدمه في استطلاعات الرأي, وفيما قاله رئيس حملته إن الولاياتالمتحدة رأت قائدها الأعلي, في المقابل شخصا غير جاهز لتولي القيادة.