التقيت بشاب عربي كان يدرس الطيران، اضطرته ظروف الحياة الى الانقطاع عن الدراسة رغماً عنه، ولكن الشوق إلى التحليق بين الغيوم ما زال يغمر نفسه.. طرق أبواباً عديدة ولم يترك جهة خيرية متاحة إلا زارها، ولكن لم يلقَ حتى الآن أذنا صاغية.. قال لي: أنا لا اريد صدقة وإنما قرضاً حسناً مع وعد غليظ بإرجاع المبلغ أقساطاً بمجرد توظيفي. وأضاف: إذا رغب المحسن الكريم الذي آمُل أن يأخذ بيدي؛ إنني مستعد أن أتكفل بطالب علم في المرحلة الجامعية بمجرد حصولي على مصدر دخل.. ثم تطرق إلى ظروف والده الصحية الذي عجز عن إرسال المال اللازم إليه أثناء دراسته، علاوة على المشاكل التي عصفت بأسرته الصغيرة واضطراره للعودة الى الدوحة والالتحاق بوظيفة بسيطة لم تكن لتدر عليه دخلا جيداً، ولم يستمر بها طويلا.. قرأت في عينيه حماسة ورغبة عاليين في سبيل تحقيق حلمه الكبير.. الى درجة أنه بات لا يفكر فيما يشغل الشباب في عمره من زواج وغيره، ولم يرضَ بالانهماك في فرص العمل المتاحة في سبيل الوصول الى الهدف الكبير الذي يشغله وهو الطيران بإذن الله.. إنه لديه رؤية واضحة لما يريد ولم يستطيع إنجازه، ليس أمامه من عقبة سوى المال، وجهة تسانده في هاتين السنتين المطلوبتين للتحليق فوق العقبات وتجاوز المرحلة.. المال الذي يحتاجه هذا الشاب العربي ليس بالمبلغ الباهظ.. يصل الى حوالي 60،000 دولار (ستون ألفاً)، والأمر الآخر ليس بالضرورة أن ينفق دفعة واحدة وانما يمكن تسديده على دفعات، وحسب اجتيازه للكورسات الدراسية طيلة سنتين. كما أن المبالغ يمكن أن تسلم مباشرة الى جهة الدراسة من خلال متابعة شهادات اجتيازه الدراسية أولاً بأول، ويمكن اتخاذ جهة خيرية كوسيط لهذه العملية.. "الشرق" بصفتها شريكة مع الجمعيات الخيرية في تبني رسالتها الانسانية، علاوة على مكانتها في قلوب قرائها الكرام، لَتأمل أن يتم التجاوب مع هذا الشاب العربي الطموح، والوقوف معه، والأخذ بجناحه حتى التحليق في علياء السماوات، لتحقيق حلمه الكبير، ولعل هذه الوقفة تشهد لصاحبها يوم لا ينفع مال ولا بنون، وتكون سبباً للتحليق في جنة عرضها السماوات والأرض.. يمكن لذوي القلوب الرحيمة التواصل مع كاتب هذه السطور على الإيميل أدناه أو الهاتف: 77100272