بقلم / الباركي الكلدي : الباركي الكلدي من الطبيعي أن تقوم السياسات على مصفوفة من القيم الأخلاقية، بين الدول والقيادات والمجتمعات يربطها حسن التعامل والاحترام، وصفاء النفوس ومن الطبيعي أيضاً أن تربط تلك السياسات المصالح المشتركة التي توفر الخدمات والمنافع لبني البشر دون أن تسيء إلى الآخرين أو تنتقص منهم، أو ممارسة الاحتيال والنصب عليهم ، فتتحول تلك العلاقات والمنافع إلى سياسات استغلال ومؤامرات تخل بالقيم والعادات المتميزة لصفات التعاون والخدمات الاجتماعية كما نشاهد في واقع سياسات العالم الذي تجمعهم المصالح في لحظة وتفرقهم في لحظة اخرى ، فكان من الواجب على الدول العربية والإسلامية ونخص منها دول مجلس التعاون الخليجي النهج السليم في سياساتها سوى مع شعوبهم أو مع سياسات الآخرين لتوثيق الترابط السياسي والاجتماعي والثقافي لخدمة المصلحة العامة والخاصة التي يعود نفعها بالأمن والإيمان والاستقرار على مجتماعات الأمة العربية، فإن إتباع السياسات الخاطئة هي التي أوصلت الشعوب العربية اليوم إلى الساحات ووصل الأمر إلى ذروة الصراع ،فكان بالإمكان أن تتدارك الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية وإحلال السلام فيها ولكن حدث العكس تماماً فنقسمت الدول بين مؤيد ومعارض وإستخدام أدوات غير شريفة في تصعيد الأوضاع الملتهبة ، فإن الوضع الحالي الذي تشهده المنطقة يسير ضمن مخططات عدوانية للإسلام والمسلمين والأمة العربية ،ضربت تونس وليبيا ومصر ولا زالت سوريا تضرب وشعبها يذبح دون تحرك الدول العربية ومجلس الأمن الدولي ساكناً، وفي خضم هذه الأحداث الجارية تركزت الأنظار إلى الأزمة في اليمن ولم يهدى لأصحاب المخطوطات بال عند ما انتهج الحراك الجنوبي نضاله السلمي ولم يحمل السلاح ويشكل جيشا للمقاومة ، رغم التعتيم الإعلامي والمؤامرات واستفزاز شعب الجنوب بالاعتداءات والقتل والاعتقالات على أن يحول نضاله السلمي إلى كفاح مسلح ولكنه لا زال معتصما في الساحات مطالباً في إستعادة هويته بالطرق السلمية الحضارية وكذالك عند خرج ابناء الشعب اليمني في الشمال بالملايين إلى الساحات اليمنية بثورة سلمية استخدم معهم النظام القمع والقتل ولكن بائت مخططات اعداء الأمة العربية والإسلامية بالفشل ولم ينتهج ابناء الشمال الاقتتال رغم ولائهم لشيخ القبيلة وتأييده وانتشار السلاح في صفوفهم ، ونتابع مجريات التدخل الأممي لحل الأزمة السياسية في اليمن والذي أيده على ذلك مجلس التعاون الخليجي ليتضح أن السياسات العربية انتهجت نهج تلك الدول التي لا يهمها غير المصالح السياسية المرتكزة على استغلال النفوذ والانتهازية دون مراعاة المظالم والحقوق ودون التطرق إلى القضايا الساخنة ودخلت في مبادرتها مؤيدة وداعم رئيسي لطرف واحد في الأزمة لا زال يمتلك السلطة والجيش ويفرض الحوار تحت تهديد القوة العسكرية . 24