أكد وزير الثقافة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور سيد محمد حسيني أهمية التعاون الدولي للنهوض بالمجتمع الإنساني ومحاربة الفكر الجاهلي الذي يمارس الصراعات حول اللون والجنس. جاء ذلك في الحوار المفتوح الذي احتضنته أمس الأول رابطة الأدباء بحضور السفير الإيراني وقليل من الجالية الإيرانية المقيمة في الكويت ومجموعة من الأدباء والاكادميين والاعلاميين، حيث قال عريف الحوار صالح المسباح أمين عام رابطة الادباء: كان بودي ان تكون الجلسة حول طاولة مستديرة كي نتحاور بصورة افضل. معهد العلم وبين حسيني أن إيران مهد العلم والثقافة والحضارة، وقد قدمت شعراء بحجم سعد الشيرازي وآخرين، والادب يدعو دائما للمحبة والشعراء قدموا المحبة لشعوبهم، خلاف لما نراه اليوم، ورسالة الادب هي رسالة السلام، والمنطق بدلا من التعصب والعنف، والتراث الادبي الايراني يعزز السلام. وشدد حسيني على أن هناك خلافات واتهامات وصراعات منها أن الاتراك يريدون إعادة المجد العثماني وأن إيران تريد إحياء الأفكار الصفوية وتلك الامور عفى عليها الزمن. نجاحات علمية وفنية وركز حسيني على أن إيران قدمت نظاما يحتذى من حيث التقدم العلمي والصناعي، مثل علم الذرة والفضاء والطب والزراعة والاعتماد على الذات، وثمة نجاحات في كل المجالات منها الثقافة والفنون، فقد كان عدد عناوين الكتب التي تطبع قبل الثورة بين 500 و 1000 عنوان، بينما وصل عدد العناوين بعد الثورة إلى أكثر من سبعين ألف عنوان، ناهيك عن آلاف الصحف والمجلات التي تشارك في معرض المطبوعات الذي يقام سنويا، إضافة إلى السينما التي حققت تميزا كبيرا، لأنها تقدم قضايا إنسانية. وأشار حسيني إلى إشادة الغرب نفسه بالسينما الإيرانية التي تنتج مائة فيلم طويل، إضافة إلى المسلسلات التلفزيونية على يد مخرجين إيرانيين شباب، وهم مبدعون، لكن هناك أفلاما غير إيرانية تشوه صورة إيران الحقيقية كما هو في فيلم «ارغو» ردا على سؤال الشاعرة حنان عبد القادر. مداخلات انهالت بعد ذلك الأسئلة على الوزير إلا إنه سمح للبعض منهم نظرا لضيق الوقت؛ فقال الأديب عبدالله خلف إن مؤسسة البابطين قامت بمشاريع وأنشطة ثقافية مميزة في إيران منها في جامعة طهران، حيث قدمت طالبة رسالة دكتوراه عن الشاعر احمد العدواني فأمر البابطين بترجمة الدراسة فكان ذلك، وهناك طلبة ايرانيون يتكلمون العربية بطلاقة في ايران. وأشار الكاتب سليمان الحزامي إلى ما اعتبره أهم حقبتين في تاريخ إيران وهي قبل وبعد الإسلام، مؤكدا أن هناك ترجمة للأدبين العربي والفارسي، بينما قال أسعد الفارس إن كتاب ألف ليلة وليلة لا يعكس حقيقة الحياة بالشرق كما يتصورها الغرب. إشادة وأشاد الوزير بمؤسسة البابطين وقال: إن الدستور الإيراني ينص على تعليم اللغة العربية، فهي لغة أهل الجنة، وهناك مطبوعات كثيرة بالعربية. ردا على سؤال الاعلامية أمل عبدالله، منها مطبوعات مدينة قم التي تقوم بتدريس الشريعة باللغة العربية، كما ان علماء إيران ساهموا في دعم اللغة العربية أمثال سيبويه وسلسلة من العلماء، وهناك ندوات لتكريم بعض المبدعين الإيرانيين في يوم سعد الشيرازي وحافظ الشيرازي وعمر الخيام وآخرين وتطبع الكثير من الكتب العربية مثل كتب الصحاح. وشكر الوزير المعقبين وقال إن هناك مبادرات، كما تمنى الاستفادة من شبكات التواصل الالكتروني،لكن المعوقات السياسية حاضرة، لكن الاهتمام بالثقافة مهم، والآن لدينا كتاب يضم مائة وخمسين شاعرا معاصرا يقدم السيرة الذاتية ونموذجا من شعرهم. وقال إن الأمية في إيران في طريقها الى الانقراض، فليس لدينا طفل لا يذهب الى المدرسة، وقد اجتزنا الأمية، كما أشاد بدار الآثار الاسلامية ودورها في عرض التحف النادرة، إضافة إلى أن مركز الدراسات الإيرانية في بغداد يقدم الموروث والدراسات المهمة.