مدريد - وكالات - اتهمت الاميرة كريستينا الابنة الصغرى للملك خوان كارلوس ملك اسبانيا رسميا بالاشتراك في الجريمة في قضية اختلاس مقامة على زوجها في أحدث تحقيق في قضية فساد كبرى، تثير غضب الأسبان الذين يعانون من ركود اقتصادي حاد. وأمر قاضي التحقيق خوسيه كاسترو الأميرة كريستينا بالمثول أمامه في 27 ابريل، للرد على الاتهامات الموجهة اليها في التحقيق الذي بدأ قبل عامين. وهذه أول مرة يمثل فيها عضو بالأسرة الملكية للتحقيق في قضية جنائية منذ عودة خوان كارلوس من المنفى في السبعينات لتولي العرش، بعد انتهاء حكم الدكتاتور فرانكو. معطيات المحكمة وقال كاسترو: ان هناك دليلا على أن الأميرة ساعدت وايدت أو على الأقل كانت شريكة لزوجها ايناكي اوردانعارين الذي اتهم بالاحتيال والتهرب الضريبي وتزوير وثائق واختلاس ستة ملايين يورو من الأموال العامة، عندما كان يرأس مؤسسة خيرية. وقال القاضي في أوراق المحكمة شارحا قراره «الناس سواسية أمام القانون»، مكررا عبارة قالها الملك خوان كارلوس نفسه في كلمة وجهها لشعبه عام 2011 بمناسبة عيد الميلاد. ودفع ممثلو الادعاء الذين يحققون في قضية الفساد بعدم وجود أي دليل ضد الأميرة، وقالوا انهم سيتقدمون بالتماس ضد قرار القاضي. وقال القصر الملكي إنه لا يعلق على القرارات القضائية. الحزب الاشتراكي وقال زعيم الحزب الاشتراكي المعارض الفريدو بيريث روبالكابا إنه يحترم قرار كاسترو، لان الجميع سواسية أمام القضاء في اسبانيا. من جهته، رحب زعيم التيار اليساري المتشدد كايو لارا بالقرار، وقال إنه يظهر انه يوجد على الأقل بعض القضاة الذين يتصرفون باستقلالية في اسبانيا. الأسرة متفاجئة وقال متحدث باسم الأسرة الملكية: ان الأسرة فوجئت بقرار كاسترو في ظل إشارته في وقت سابق الى انه لن يوجه الاتهام لكريستينا. لكن المتحدث استدرك الى القول: ان الأسرة تكن بالغ الاحترام لقرارات القضاء. ووصف مانويل فيوريا الخبير في قضايا الفساد، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة خوان كارلوس هذه الاتهامات بأنها «مدمرة» للأسرة الملكية. وقال فيوريا: «يقول القاضي انه يعتبر كريستينا شريكا في أمر لم يكن اوردانغارين ليقوم به بدونها، لقد علمت به ولم تضع حدا لذلك. الأسبانيون غاضبون وتزايدت مشاعر الغضب في اسبانيا مع ارتفاع مستويات البطالة الى 26 في المائة، وهو من بين أعلى المعدلات في أوروبا، وزيادة عدد السياسيين الكبار الذين وردت أسماؤهم في تحقيقات فساد. ومن المرجح أن يعمق القرار حالة السخط الشعبي تجاه الأسرة الملكية، ويذكي الجدل بشأن ما إذا كان يتعين على الملك الذي كان يوما يحظى بشعبية كبيرة التنازل عن العرش لابنه ولي العهد الأمير فيليب. خلفيات القضية والأميرة كريستينا (47 عاما) هى الابنة الثانية بين ثلاثة أبناء للملك خوان كارلوس والملكة صوفيا. وهي السابعة في ترتيب تولي العرش. ويخضع زوج الأميرة، لاعب كرة اليد الأولمبي السابق إيناكي أوردانغارين، وشريكه التجاري دييغو توريس للتحقيق على خلفية مزاعم حول اختلاسه أكثر من ستة ملايين يورو ( 7.8 ملايين دولار) من أموال الدولة عبر منظمة نوس الخيرية. وتنظم المنظمة التي ترأسها من 2004 إلى 2006 فعاليات رياضية وسياحية فى جزر البليار وشرق فالنسيا. يذكر أن الملك خوان كارلوس (75 عاما) هو العضو الوحيد في العائلة المالكة الاسبانية الذي يتمتع بالحصانة من الملاحقة القضائية.