أصبح كسب لقمة العيش محفوفاً بمخاطر مروّعة للعاملين في أنشطة صيد الأسماك في مصر، وهم الذين يعانون مؤخراً من هجمات القراصنة والاعتقال ويقضون شهوراً طويلة في سجون أجنبية حقيرة، ويتعرضون لرصاص سفن خفر السواحل؛ ناهيك عن احتجازهم كرهائن مقابل فدية أو غرامة؛ وإلا فالموت. يقول أيمن، من طاقم سفينة صيد أسماك مصرية: «لقد أصبح (الصيد) لعبة مصالح كبيرة». ويشرح أن عقوداً طويلة من الصيد الجائر تركت المياه الساحلية المصرية الضحلة «شبه جرداء»، وبالتالي تبحر العديد من سفن الصيد التجارية بعيداً عنها، حتى تركيا ومالطا وجيبوتي، بحثاً عن مياه أغنى بالأسماك. ثم يشدّد على أن «الصيد أصبح صعباً في مصر وغالباً لا يغطي كلفة الوقود والإمدادات». ويضيف «يمكننا صيد المزيد من الأسماك في مياه ليبيا (ودول أخرى)، لكنها رحلات محفوفة بالمخاطر. نحن ندرك أن الحرس الساحلي يمكنه أن يغرق سفينتنا وسجننا؛ أو ما هو أسوأ. لكن علينا أن نبحث عن الأسماك لإعالة أهلنا». يُذكر، أن الإنتاج السنوي للمصايد الطبيعية البحرية في مصر حافظ على معدل 125 ألف طن متري على مدى عقد من الزمان تقريباً. لكن الأرقام عادة ما تخفي آثار التلوث والصيد الجائر على الثروة السمكية. والآن يأتي جزء كبير من الإنتاج من مصائد الأسماك النائية والمياه الواقعة خارج الحدود البحرية المصرية. وفي الوقت نفسه، زادت المنافسة مع نمو أسطول صيد الأسماك المصري. وحالياً، يرخص لأكثر من 4 آلاف قارب صيد تجاري بالعمل في مياه البحر الأبيض المتوسط و 120 في البحر الأحمر. وهناك 40 ألف سفينة أخرى بدون محركات تجوب سواحل مصر البالغ طولها 2500 كيلومتر. في هذا الشأن، يقول خبير مصائد الأسماك في الهيئة المصرية العامة لتنمية موارد مصائد الأسماك، مدني علي، إن المشكلة ليست الإفراط في صيد الأسماك، وإنما أكثر منها في سوء التوزيع. فالغالبية العظمى لأسطول الصيد في مصر تعمل من الموانئ الواقعة في مصبّ نهر النيل في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك من ميناء السويس على البحر الأحمر. كام ماكغراث وكالة إنتر بريس سيرفس صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3863 - الجمعة 05 أبريل 2013م الموافق 24 جمادى الأولى 1434ه