أ.د. سامي سعيد حبيب الحرب بين الكوريتين الشمالية من جهة والجنوبية المدعومة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة أخرى توقفت بشكل فعلي من خمسينيات القرن الماضي و نتج عنها شريط منزوع السلاح بين الأختين الشيوعية شمالاً والرأسمالية جنوباً ، لكنها لا تزال و منذ ذلك الزمن البعيد نسبياً تمر بحالات تصعيد كلامي وأحياناً على شكل مصادمات صغيرة بما يهدد أمن وسلام تلك المنطقة من العالم وربما ما وراءها. ومن آخر تصعيداتها إعلان كوريا الشمالية من أيام أنها الآن في حالة حرب مع جارتها الجنوبية وأن قواتها المسلحة قد تلقت التعليمات والضوء الأخضر باستهداف أمريكا والقوات الأمريكية بآخر التقنيات بأسلحة نووية أصغر وأخف وزناً وأكثر تنوعاً بسبب المناورات المشتركة الجنوبية-الأمريكية التي جرت في الجارة الجنوبية وتصور سيناريوهات تستهدف «الشقيقة العدوة» بطائرات بي-2 الخفية تحمل رؤوسا نووية كرد فعل على قيام الشمالية بتجربة تفجير نووي تحت الأرض في شهر فبراير 2013 م و التي رصدت في مختلف أرجاء العالم ، ، وأيضاً على إجراء التجارب على صواريخ بعيدة المدى في 2009م و في 2012 م تحت غطاء إيصال الأقمار الصناعية للفضاء وهي في الحقيقة من وجهة نظر المناوئين غطاء مختلق لصواريخ قادرة على الوصول إلى مدن الساحل الغربي من الولاياتالمتحدة محملة برؤوس نووية صغيرة نسبياً. كما أخذ التصعيد الكوري الشمالي الانسحاب من اتفاقيات سابقة وإعادة تشغيل مفاعلاتها النووية القادرة على تنقية البلتونيوم إلى درجة النقاوة الصالحة لتصنيع السلاح النووي بعد إغلاقه عام 2007 م. يرى كثير من المتابعين أن هذه التهديدات من قبل الطرفين لا تزيد عن كونها للاستهلاك السياسي المحلي لاسيما من قبل كوريا الشمالية التي تعيش ضائقة اقتصادية خانقة ، بينما يرى آخرون في الاستفزازات المتعمدة من قبل الطرفين وصفة خطيرة لاندلاع الحرب بعيداً عن كل التفكير العقلاني أو الإستراتيجي ، كما و تهدد كوريا الشمالية بأنها في حالة مهاجمة أمريكا لها أو لجوء أمريكا لضربها بالأسلحة النووية التكتيكية فسوف يكون ردها موجعاً للغاية و سيشمل استهداف القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية وفي أوكوناوا باليابان وفي جميع أرجاء الأرض بما في ذلك التجمعات العسكرية الأمريكية في أفغانستان وفي الخليج العربي ، وهي مخاطر ليس للعرب و المسلمين فيها ناقة ولا جمل ، و كأن بلاد العرب والمسلمين ينقصها الخراب والتدمير و التعرض للإشعاعات النووية. وهناك أيضاً مخاطر انجرار دول نووية من الطراز الأول كالصين مثلاً لهذا اللعب بالنار النووية التي قد تتحول لحرب عالمية بحق وحقيق كالأولى والثانية التي أهلكت مجتمعة 70 مليون نفس ، أوعند أقل التقديرات سيتمخض عن تحطيم الاقتصاد الكوري الجنوبي ويعرض العالم للإشعاعات النووية والدمار الشامل لمدن في الكوريتيين وفي اليابان مرة أخرى وربما في بلاد العرب والمسلمين فاللهم سلم سلم. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain