اندلعت مظاهرات في عدة مناطق في الضفة الغربيةالمحتلة في «جمعة الوفاء للشهداء والأسرى» تخللتها اشتباكات مع قوات الاحتلال التي قمعتها بقنابل الغاز والرصاص المطاطي، فيما نقل أسير إلى المستشفى بعد تردي حالته الصحية وسجلت حالات اعتقال في قرية سيلة الحارثية، في وقت كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه يجري تدريبات على اجتياح الجنوباللبناني وقطاع غزة، ونصب بطارية صواريخ لمنظومة «القبة الحديدية» في إيلات، تحسبا لإطلاق صواريخ نحوها من سيناء المصرية. وأصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق والأعيرة المعدنية ظهر أمس، بعد اندلاع مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال في بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية. وأفاد مراد شتيوي الناطق باسم اللجنة الشعبية للمقاومة الشعبية في كفر قدوم أن قوات الاحتلال هاجمت المسيرة التي خرجت في جمعة «الغضب» وفاءً للشهداء والأسرى، بقنابل الغاز المسيل للدموع والاعيرة المعدنية. وكانت المسيرة قد انطلقت بعد صلاة الجمعة بمشاركة المئات من المواطنين والمتضامنين الاجانب ونشطاء السلام الاسرائيليين مرددين الشعارات الوطنية المناهضة للاحتلال وسياساته بحق الشعب الفلسطيني وأسراه داخل السجون. ولدى وصول المتظاهرين إلى البوابة التي تغلق الشارع الرئيسي، أطلق عشرات الجنود المتواجدين في أكثر من موقع المئات من قنابل الغاز والصوت الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات الاختناق عالجتها طواقم الهلال الاحمر ميدانيا. إصابات بلعين من جانب آخر أصيب أمس عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد إثر استنشاقهم غازا مسيلا للدموع في مسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان والجدار في جمعة «الغضب» تنديداً واستنكاراً باستشهاد الأسير أبو حمدية. حيث أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، عند وصولهم إلى الأراضي المحررة محمية أبو ليمون بالقرب من جدار الفصل العنصري، وقامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي ترافقهم الجيبات العسكرية بملاحقة الشبان بين حقول الزيتون، وقد تصدى لهم الشبان مما أدى إلى إصابة عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين سمير برناط (37عاما) بكتفه بقنبلة غازية، والعشرات من المواطنين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق. كما اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، في منطقة أم ركبة ببلدة الخضر جنوب بيت لحم، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق. وذكر منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في بلدة الخضر احمد صلاح بأن عشرات الشبان تظاهروا أمام حاجز «النشاش» العسكري الاسرائيلي جنوبي البلدة، وأشعلوا النيران بالإطارات المطاطية، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز باتجاه المتظاهرين. وأضاف صلاح بأن قوات اسرائيلية خاصة اقتحمت بعد ظهر اليوم المنطقة التي يتظاهر فيها الشبان. نقل أسير للمستشفى على صعيد متصل نقل الأسير عماد حميدة 46 عاما من سجن أيالون إلى مستشفى «روفيه أساف» أمس، بعد تردي وضعه الصحي، وفقا لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية. وأضاف الموقع أن حميدة من سكان قلقيلية أعتقل قبل أسبوعين في إسرائيل بسبب تواجده فيها بشكل غير قانوني. كما اعتقل جيش الاحتلال أربعة فلسطينيين من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين في الضفة الغربية. بعد اقتحام البلدة ومداهمة منازل الشبان الأربعة وتفتيشها والعبث بمحتوياتها واستجواب ساكنيها. من جانب آخر اعتبرت منظمة العفو الدولية أمس أن ردّ الجيش الإسرائيلي على الاحتجاجات في الضفة الغربية لا يحترم الحقوق الإنسانية للفلسطينيين، ودعته إلى وقف استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين. وقالت المنظمة إن «الاحتجاجات الفلسطينية المستمرة ضد الاحتلال الإسرائيلي تصاعدت هذا الأسبوع» عقب تجدّد الغضب من ظروف الاعتقال القاسية التي يعاني منها المعتقلون والسجناء السياسيون الفلسطينيون، بما في ذلك وفاة ميسرة أبو حمدية في الحجز، الأسير الفلسطيني الذي ظل محتجزاً لدى إسرائيل منذ عام 2002 رغم اصابته بالسرطان، واعتبرت المنظمة أن الاحتجاجات في الضفة الغربية مرشّحة للاستمرار عقب مقتل مراهقين فلسطينيين اثنين على أيدي القوات الإسرائيلية عند نقطة عسكرية بالقرب من مستوطنة إيناف في شمال الضفة الغربية يوم الأربعاء الماضي. تدريبات إلى ذلك، وفي خطوة مفاجئة، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه يجري تدريبات على اجتياح الجنوباللبناني وقطاع غزة، ونصب بطارية صواريخ لمنظومة «القبة الحديدية» في إيلات، تحسبا لإطلاق صواريخ نحوها من سيناء المصرية. وجاء هذا الكشف، بعد تصريحات من وزير الجيش، موشيه يعلون، ضمنها تلميحات وتهديدات حربية، إذ قال: إن إسرائيل سترد على الصواريخ من قطاع غزة بعنف كبير وإن اجتياح لبنان لضرب حزب الله، هو مسألة حتمية.