قصفت القوات الموالية للنظام السوري أمس حياً دمشقياً بصواريخ باليستية، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة داريا التي فشلت قوات النظام في السيطرة عليها رغم محاولات مستمرة منذ شهور، في وقت قتل ثلاثة مقاتلين أكراد خلال صدامات مع قوات النظام في مدينة القامشلي. وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت حي برزة في دمشق بأكثر من 15 صاروخا بالستياً من طراز «توشكا». ويعتبر هذا الصاروخ المعروف لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) باسم «سكاراب إس إس 21» من صنع روسي أنتج مطلع الستينيات وهو يحمل رأسا حربيا يزن نحو 500 كيلوغرام. وقالت لجان التنسيق المحلية إن القصف بصواريخ «توشكا» أسفر عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال إلى جانب إحراق عدد من المباني السكنية، مشددة على أنها المرة الثانية التي يستخدم فيها النظام صواريخ أرض أرض من هذا النوع في قصف دمشق منذ اندلاع الثورة حيث سبق أن أطلق صاروخا على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. ويبلغ نصف القطر التدميري للصاروخ 160 متراً. وبث الناشطون صورا على الإنترنت لمحاولات الأهالي انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض أظهرت أشلاء وجثثاً ممزقة. ورأى الخبير العسكري صفوت الزيات في لجوء النظام إلى قصف هذا الحي بصواريخ «توشكا» تكرارا لما فعلته روسيا في غروزني عاصمة الشيشان عبر استخدام إستراتيجية الأرض المحروقة، مؤكدا أن الهدف من القصف المدمر هو الحيلولة دون حصار الثوار لدمشق من جهة الشمال الغربي. معارك داريا وفي مدينة داريا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان: «تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مدينة داريا»، تزامناً مع قصف يطاول معضمية الشام المجاورة لها. وكان مصدر عسكري سوري افاد وكالة «فرانس برس» ان القوات النظامية «بسطت الامن في مقام السيدة سكينة ومحيطه» في المدينة. ويحاول نظام الرئيس بشار الاسد منذ فترة السيطرة على كامل داريا، ضمن حملة واسعة يشنها في محيط دمشق للسيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. واليوم، افاد المرصد عن سقوط «قذائف عدة على حي التضامن» الواقع في جنوبدمشق. اشتباكات كردية في تطور لافت، اندلعت اشتباكات بين مقاتلين أكراد وقوات النظام في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية. وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت ليلة اول من أمس عن مقتل ثلاثة مقاتلين أكراد تم تشييعهم أمس ورافقه تظاهرة ضخمة ضمت عشرات الآلاف. وتنخرط الأحزاب الكردية المنضوية في الهيئة الكردية العليا شيئاً فشيئاً في الصراع المسلح ضد النظام إلى جانب قوات المعارضة على الرغم من شكوكهم العميقة بالمعارضة السياسية الممثلة بالائتلاف الوطني. استعادة قرية في هذه الأثناء قال الجيش الحر إنه استعاد سيطرته على قرية عزيزة في الجنوب وعلى منطقة جسر عسان بعد اشتباكات مع قوات النظام، التي انسحبت إلى قرية النيرب قرب مطار حلب الدولي. وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت مدينة السفيرة بريف المحافظة، وعدة أحياء في مدينة حلب. من جانبه قصف الجيش الحر بقذائف الهاون مطار كويرس العسكري. كما شهد حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية داخل حلب اشتباكات بين الطرفين. وفي دير الزور، قالت الهيئة العامة للثورة إن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح 15 آخرون، في استهداف حافلة كانت تقلهم من ريف دير الزور، قرب مدينة تدمر. وأفادت الهيئة بأن قوات النظام ركزت قصفها على قرية الحسينية في ريف دير الزور، وأحياء الصناعة والحويقة والعمال في مدينة دير الزور، بينما قصف الجيش الحر بالهاون وصواريخ محلية الصنع مطار دير الزور العسكري الواقع في ريف دير الزور. وفي ريف الرقة، قالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر تجددت في محيط الفرقة 17، حيث يحاول الجيش الحر السيطرة على الفرقة التي يحاصرها منذ أسابيع عدة. إغلاق محلات السوريين 200 أغلق أهالي المختطفين اللبنانيين التسعة في منطقة اعزاز السورية، المحال السورية الموجودة في منطقة حي السلم بالعاصمة اللبنانية بيروت؛ احتجاجاً على عدم الإفراج عن أبنائهم. وقال أدهم زغيب، وهو أحد أبناء المختطفين لمراسلة «الأناضول»: «أغلقنا حوالي 200 محل موجود في المنطقة، وسنمنع أي سوري، سواء كان معارضاً أو موالياً للنظام، من أن يتواجد بيننا فيما أهالينا لا يزالون في سوريا». وهدّد زغيب بإغلاق كل محلات السوريين في مناطق برج البراجنة وطريق المطار في بيروت، قائلا: «لن نسمح لهم بأن يسترزقوا في مناطقنا قبل عودة أهلنا».