أحمد المسعودي تعتبر مكاتب خدمة المواطن في وزارات ومؤسسات الدولة بمنزلة حلقة الوصل التي تربط المواطن بالوزارة، التي يقوم بمراجعتها لاجراء واتمام المعاملة التي تخصه، وتعد ادارة خدمة المواطن في المؤسسة العامة للرعاية السكنية احدى تلك الادارات والمكاتب ذات الاتصال المباشر مع المواطنين والمراجعين. فكل مواطن يحلم ببيت العمر بعد طول انتظار للحصول على السكن، وما ان يعلن عن وجود تخصيص او توزيع للبيوت الحكومية او القسائم من قبل الرعاية السكنية حتى ترى التدافع والاقبال من قبل المواطنين الراغبين في التخصيص عند أول فتح طلب الحصول على الرعاية السكنية او الدخول في القرعة، حاملين معهم الاوراق والمستندات، ليقدموها الى ادارة خدمة المواطن، في اول خطوة لمشوار بيت العمر. وتطلعا من المؤسسة في انجاز معاملات المراجعين بكل سهولة ويسر عمدت الى افتتاح مراكز الخدمة، اسوة بوزارات الدولة الاخرى. ففي عام 2011 دشنت «السكنية» اول مركز خدمة للمواطن في منطقة جابر العلي، تبعه في العام الذي يليه افتتاح مركز خدمة محافظة الجهراء، وهما مركزان يخدمان كل المواطنين في مناطق ومحافظات البلاد، في ظل توجه لافتتاح المركز الثالث، المتوقع ان يكون في مقر الحكومة مول في برج التحرير في الفترة المقبلة. القبس جالت في اروقة مركز خدمة المواطن في منطقة جابر العلي، حيث التقت مسؤولين ومواطنين ومراجعين، لبيان ابرز ما يقوم به مركز الخدمة والكشف عن مناقب الخلل، ان وجدت. ستة موظفين يعملون في مركز خدمة منطقة جابر العلي التابع للمؤسسة، وسابعهم مشرف عام المركز محمد سامي الوتان، الذي كشف ل القبس عن الاجراءات المتبعة في آلية تقديم المعاملة، مقدما شرحا لنظام الميكنة في المركز وآلية الربط الالكتروني بين المركز والادارات الام في المبنى الرئيسي في المؤسسة من جهة، ومن جهة اخرى الربط ما بين المركز والمؤسسة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة. 1200 مراجع بدأ مشرف عام المركز محمد الوتان بالتأكيد على ان المؤسسة العامة للرعاية السكنية تولي اهتماما بالغا في تذليل كل المعوقات التي تواجه الموظف والمراجع على حد سواء، والسعي نحو تذليل كل المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام إتمام المعاملة. وقال الوتان: افتُتِحَ هذا المبنى ليكون عاملا مساعدا لإدارة خدمة المواطن في المبنى الرئيسي في المؤسسة. فبتوجيهات من قبل قيادات المؤسسة - في مقدمتهم مدير عام المؤسسة صبحي الملا ونائب المدير العام لشؤون الموارد البشرية نبيل الخرافي - افتُتح مركز خدمة جابر العلي، يليه في ما بعد مركز خدمة آخر في محافظة الجهراء. وتابع الوتان: يستقبل المركز ما بين 850 و1100 مراجع في الشهر الواحد، حيث ان العدد ينقص ويزيد احيانا، غير انه لا ينقص عن 850 مراجعا، مستدركا بقوله: في يناير استقبِل 1245 مراجعا وفي فبراير 850 مراجعا، وفي مارس 1180 مراجعا، ولكل انواع المعاملات: من فتح طلب او اي معاملات اخرى مرتبطة بالحصول على الرعاية السكنية. وتحدث الوتان عن آلية إنجاز المعاملات، مؤكداً أنها تتم وفق آلية منظمة، ومن خلال الربط الإلكتروني مع وزارات الدولة ذات العلاقة التي تم إدخالها في نظام الحاسب الآلي في المؤسسة، حيث يتم استقبال معاملة المراجع والتأكد من كل البيانات من خلال البرنامج الموجود في نظام الميكنة. وقال: يتم إنجاز المعاملة في دقائق معدودة لا تتجاوز الدقائق العشر بعد التأكد من خلال الربط الإلكتروني مع الجهات الحكومية سلامة كل الأوراق وصحة البيانات المدونة في النظام فإذا كانت المعاملة بحاجة إلى رأي الإدارة الأم يتم إدخالها في الحاسب الآلي لترسل إلكترونياً، حيث باستطاعة المراجع أن يقوم بالمراجعة في وقت في المبنى الرئيسي. وعن آلية الربط الإلكتروني لفت الوتان إلى ان نظام الحاسب الآلي وفق نظام الميكنة بسط وسهّل الإجراءات المتبعة، حيث خفف العبء والضغط على الإدارات الأم من جهة، ومن جهة أخرى مكن الموظف والمراجع من عناء النظام الورقي والأرشفة، ومن خلال الشبكة العنكبوتية نستطيع أن ننجز المعاملة، مشيراً إلى إجراءات معاملات المؤسسة مبسطة ولا تقارن بمؤسسات الدولة الأخرى. نقص الموظفين وعما إذا كان هناك نقص في الموظفين، خاصة أن إجمالي موظفي المركز ستة موظفين، لفت الوتان إلى أن العدد كافٍ كما أسلفت بأن نوعية معاملات الرعاية السكنية تختلف عن معاملات وزارة الدولة الأخرى. وحول إمكانية العمل في نظام الدوام المسائي، أشار إلى أن الموظفين لا يمانعون بذلك متى ما رغبت قيادات المؤسسة، غير ان نسبة المراجعين في الفترة المسائية قليلة، قد لا تحتاج إلى وجود دوام مسائي رديف للدوام المسائي. شكاوى المواطنين القبس التقت عدداً من المواطنين وكانت أغلب شكاواهم تنحصر في الرغبة في إمكانية افتتاح مكاتب خدمة المواطن كأفرع للإدارة الأم، وذلك بهدف تخفيف الضغط وقربها من سكن المواطنين، حيث أكد علي مبارك العازمي أن المشكلة تكمن في طول الدورة المستندية وكثرة الطلبات والأوراق، الأمر الذي يجعل المراجع يضيق ذرعاً بهذه المراجعات خاصة أننا موظفون وخروجنا صعب جداً يسبقه إذن مسبق من المسؤول المباشر. وتابع العازمي: رغم الجهود التي تبذل من قبل القائمين في المؤسسة او الادارة الا ان هناك بعض القصور ومن ذلك الدورة المستندية والسعي نحو توسعة صالة الاستقبال التي تشهد كثافة عالية من المراجعين في فترة التوزيع والتخصيص. في المقابل، يطالب فواز الحسيني المؤسسة، ومن خلال مراكز خدمة المواطنين، بتحقيق الربط الإلكتروني مع مؤسسات الدولة ذات العلاقة الأخرى غير المراكز العشرة المشتركة في النظام. وأشار الى ان ابرز المعوقات التي تواجه المراجع هي مراجعة وزارات الدولة ذات الصلة، ويفترض ان تقوم الادارة او المؤسسة بوجه عام بتحقيق الربط الإلكتروني بشكل أكبر مع كل الوزارات، وتبادل تلك الأوراق والمستندات عن طريق الشبكة، مستدركا بسؤال عن وجود الحكومة الإلكترونية التي طالما سمعنا عنها، على حد قوله. مراكز جديدة قال المراجع مبارك العتال: إن مركز خدمة المواطن في جابر العلي، واتصال مباشر مع المراجع، وهو أول عمل يقوم به أثناء مراجعته غير أن المطلوب هو افتتاح المزيد من مكاتب خدمة المواطن في محافظات البلاد للحد من العناء. تطوير قال الموظفون إن السكنية عازمة بالفعل على افتتاح مكاتب خدمة في محافظات البلاد بعد أن نجحت في بدء العمل في مكتب الإدارة في منطقة جابر العلي ليخدم سكان محافظة مبارك الكبير، ليكفيهم عناء مراجعة المقر الرئيسي للمؤسسة والسعي نحو تطوير كل الإمكانات. عشر وزارات عدد محمد الوتان وزارات الدولة ذات العلاقة المرتبطة بنظام الميكنة في السكنية، وهي: «الداخلية، المعلومات المدنية، التأمينات، شؤون القصّر، الكهرباء والماء، بنك التسليف، ديوان الخدمة المدنية، العدل».