كثيرا ما نسمع عن قصص الاختراقات في الأخبار، فلا يمر يوم إلا ونسمع عن موقع أو جهاز تم اختراقه، الشيء الذي يجعل الكثيرين في حيرة وخوف من استخدام الأجهزة والخدمات الإلكترونية، فلا يريد البعض الشراء من المواقع الإلكترونية ولا أن يستخدم بياناته في الشبكة العنكبوتية خشية «الهاكرز» وهلم جرا. ومع انتشار التكنولوجيا ودخولها كل مجالات الحياة أصبح من الصعب التمييز بين ما هو آمن استخدامه وما يمكن لل «هاكرز» الوصول إليه وتهديد خصوصياتنا، وحين يأتي الموضوع للتكنولوجيا أصبح شغل الناس الشاغل «الهاكرز» وكيف يحموا أنفسهم منهم، ولكن في واقع الأمر كل ما يتعلق بالتكنولوجيا يمكن اختراقه والوصول إليه مهما كانت مستويات الحماية لهذه الأجهزة، ولكن السؤال الأهم هو لماذا يقوم ال «هاكر» باختراق الأجهزة والبرامج؟ وهنا يختلف فهم الناس لل «هاكر» كما نسمع عنه أو نراه في الأفلام وعن الحقيقة، فأساس فكرة الهاكر بدأت في الجامعات فهم من أوصلوا التكنولوجيا التي بين أيدينا لهذا المستوى ولولاهم لما كان في حوزتنا هذه الأجهزة التي نستخدمها، فهم دائما يحاولون اكتشاف وحل عيوب الأجهزة حبا منهم للتكنولوجيا وسعيا لتطويرها، وأما عن مشاكل الاختراقات «الإجرامية» التي نسمع عنها فهي لا تعكس كلمة «هاكر» وإنما تمثل الشخص نفسه الذي قام بالجريمة، فلا يعني أن موظفا في بنك ما قام بالاختلاس بأن البنوك كلها تمثل مشكلة للمجتمع، والحال نفسه في موضوع الهاكر. ونصل هنا إلى نقطة أن «الهاكرز» هم مجتمع كبير من التقنيين، والفارق بينه وبين باقي المجتمعات أنه يعيش خلف شاشات الحواسيب، فلا دولة له ولا عرق ويجمعهم حب التكنولوجيا والسعي في تطويرها، وكثيراً ما نسمع عن مجموعة «المجهولون» أو Anonymous والتي قامت باختراق أنظمة كوريا الشمالية وحواسيب النظام السوري وغيرها من الأنظمة والدول خاصة في الربيع العربي، والشيء الذي يجمع بينهم ومن مثلهم من الجماعات الإلكترونية الأخرى وبين «الهاكرز» التقليديين أنهم كانوا يقومون بالاختراق لإيصال رسالة ما -عادة ما تكون سياسية- ما قد يوصف بشكل أو بآخر بأنه مشابه لفكرة المظاهرات أو الإضرابات في أي مجتمع أو على أي ساحة سياسية. وفي نهاية الموضوع أستطيع القول إن «الهاكر» أصبح اليوم أكثر من ذي قبل من أهم عناصر مجتمع التكنولوجيا، فهم من يدفعون بعجلة الاختراع إلى الأمام، وكلنا بحاجة ماسة لوجودهم، وأما عن الاختراقات فيجب أن نسأل أنفسنا من هو المستفيد من هذا الاختراق قبل أن نلقي باللوم على «مجتمع» بأسره فقط لأننا نجهل خباياه.