الدوحة – قنا أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء نجاح المؤتمر الدولي للمانحين للتنمية وإعادة الإعمار في دارفور الذي اختتم أعماله بالدوحة اليوم . وقال سعادته في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم "إن المؤتمر كان ناجحا بشكل كبير أكثر مما كنا نتوقع ". وأوضح أن حصيلة تعهدات المؤتمر التي تجاوزت 3 مليارات ونصف المليار دولار تغطي فترة أربع سنوات من استراتيجية تنمية دارفور التي تمتد على مدى ستة أعوام . وقال إن عرض المشاريع والإعلان عن التعهدات خلال المؤتمر جاء بطريقة شفافة.. مبينا أن الكثير من الدول أكدت أنها لاتريد تقديم أرقام وهمية بل دراسة المشاريع أولا وفي أي ولاية دارفورية ستنفذ . وأكد سعادة السيد آل محمود أن المؤتمر أظهر مدى الدعم الكبير الذي تحظى به عملية السلام في دارفور والجهود التي بذلت في هذا المجال فضلا عن الدعم لاستراتيجية تنمية دارفور التي عرضت خلال المؤتمر "على اعتبار أنها استراتيجية عملية صيغت بطريقة عميقة ودقيقة " . وأشار إلى أن المشاريع العاجلة التأسيسية وقصيرة الأجل في الاستراتيجية تبلغ قيمتها 177 مليونا و400 ألف دولار . ولفت سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء إلى أن استراتيجية تنمية دارفور تقوم على ثلاث ركائز تتمثل في الحكم والعدالة والمصالحة وإعادة الإعمار والانعاش الاقتصادي. وقال إن دولة قطر والتزاما منها بأهمية أن يتحرك قطار السلام تعهدت بدفع مبلغ 88.5 مليون دولار من المنحة القطرية بدعم تنفيذ المشاريع قصيرة الأجل الواردة في استراتيجية تنمية دارفور لتبدأ السلطة الإقليمية لدارفور العمل فورا... مشيرا إلى أن هذا المبلغ يمثل 50 من جملة ميزانية المشاريع البالغ قيمتها 177 مليونا و400 ألف دولار . وأكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود أن كل الدول التي شاركت في مؤتمر المانحين – عدا واحدة- أبدت دعمها السياسي للاستراتيجية ومشاريعها وطالبت بمزيد من الوقت لدراسة مشاريع الاستراتيجية للمساهمة فيها مستقبلا. تعزيز الشفافية وقال إنه تم تشكيل آلية لتعزيز الشفافية في انفاق الأموال برئاسة دولة قطر وعضوية الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية لدارفور وبعض ممثلي الدول والمنظمات المانحة (الأكثر مساهمة) . وأشار إلى أن بعض الدول المانحة تعهدت بتقديم دعمها المباشر لحكومة السودان أو السلطة الإقليمية.. معربا عن ترحيبه بذلك . وقال "لم نكن نريد أرقاما فلكية في المؤتمر لايتم الوفاء بها ولكن ميزته أن الأرقام محددة لكل قطاع والمشاريع معروفة"... مبينا أنه سيتم عقد مؤتمر آخر بعد عامين لمتابعة تعهدات هذا المؤتمر وخطط الاستراتيجية وما تم تنفيذه منها . المحافظة على السلام ووجه سعادة السيد أحمد آل محمود رسالة إلى كل مواطني دارفور للمحافظة على السلام وعلى وثيقة الدوحة والا يفسحوا المجال لزعزعة الاستقرار وإفشال خطط التنمية.. وقال مخاطبا أهالي دارفور "لاتتركوا عملية السلام هذه للهدم ومن أجل مصالح شخصية، وحافظوا على السلام ولن تبنى دارفور الا بكم". وقدم سعادته سردا لعملية سلام دارفور منذ بدايتها في الدوحة عام 2008 .. منوها بأن مشكلة دارفور كانت تكمن في الانشقاقات بين الإخوة . ولفت إلى أن المفاوضات كانت صعبة وأنه بمساعدة الأصدقاء والأشقاء ومنهم دولة تشاد تم التوصل إلى أساس متين لانطلاق المفاوضات" وقطار السلام يمضي وأهل دارفور يمضون فيه وهم من سيدافع عنه". وتابع "عندما يرى الناس ثمرة السلام فإن الأمور ستتحرك وهم أنفسهم سيتحركون نحوه "، داعيا الحركات التي لم تنضم الى مسيرة السلام إلى تحكيم العقل واللحاق بركب السلام "لأنه لاطريق آخر غير طريق السلام وأنه لايمكن ترك أهل دارفور رهينة لقرار أي شخص". وأوضح آل محمود أن المؤتمر رحب بانضمام حركة العدل والمساواة إلى وثيقة الدوحة لسلام دارفور. وما إذا كانت الدولة المانحة هي التي ستحدد المشروعات التي ستساهم فيها قال آل محمود إن الخيارات مفتوحة ومن المهم أن تبدأ المشاريع بالتنسيق مع السلطة الإقليمية .