خلال الندوة التطبيقية لمسرحية «في أعالي الحب» وضعت الندوة التطبيقية لمساء أمس الأول بمسرح قطر الوطني، العمل المسرحي «في أعالي الحب» لمخرها ناصر عبدالرضا تحت مشرحة النقد. وأعرب الدكتور سعيد الناجي، أستاذ الدراسات المسرحية بفاس والكاتب والناقد المسرحي، خلال حديثه عن «أعالي الحب»، في الندوة التي أدارها الفنان محمد بوجسوم، عن تهيّبه من الندوات النقدية في الخليج التي تعقب مباشرة العرض، لافتا أنه قرأ النص قبل مشاهدة العرض وأعجبته فكرة فلاح شاكر الذي انطلق من الكوميديا السوداء, وينقاد مع المرأة في ذكريات الحب, ويتورط الجني في حب المرأة. وشبّه الدكتور الناجي «في أعالي الحب» بفيلم «مدينة الملائكة»، مبرزا أن البنية الدرامية للعمل المسرحي متميزة، ملاحظا أن النص يحتاج إلى عمل دراماتوروجي، وأن به حوارات طويلة. وقال الناقد المغربي: إنه شاهد من قبل «البوشية» لناصر عبدالرضا، مسجلا أن له ثقته في هذا المخرج، موضحا في الآن ذاته أن علاقة الناقد بالمخرج هي علاقة شخصية، وأن عبدالرضا بقي طيبا مع النص ولم يعمل على تكثيفه. وتمنى المتحدث لو عمل المخرج على تكثيف النص وابتعد قليلا عن الموسيقى التي كادت تدمر النص. إلى ذلك، أبهرت الملابس الخليجية كاختيار سينوغرافي، الناقد الناجي، واستثمار السينوغرافيا كفراغ، لافتا كأن الخليج هو هذا القمقم الذي يخرج منه الجني. وكان للحضور دور في إغناء الندوة النقدية، حيث عبر أبرز أحد المتدخلين عن إعجابه بلمسة «الدشاديش» المعلقة التي تحاصر الحب وتحاصر شخصية المرأة وتتحرك دائما وتغلق وتطارد المرأة في محاولتها للتحرر، حيث تتحرر في شخصيات العمل المسرحي في النهاية, ولم يحترق الجني، بل الدشاديش هي التي احترقت، ليختتم بأن العمل يحتفي بالمرأة. وقال الفنان محمد الحبسي من سلطنة عمان: إن العمل المسرحي كان غنيا بممثليه وجمالية الملابس المرافقة للعرض، وإنه كان يتمنى أن يتم توظيفه أفضل. أما الكاتب والصحافي محمد العثيم، فذكر أن العرض جميل جدا ونخبوي، وأنه ليس من السهل قراءته انطباعيا، وهو ما ذهب إليه الدكتور سعيد الناجي في بداية حديثه. وأكد الفنان عبدالله من البحرين، أننا أمام عرض يستحق التقدير والثناء. ووصف المسرحي الأردني علي عليان «في أعالي الحب»، ليلة أمس الأول ب «ليلة فلاح شاكر»، وأنه عرض «رباعي الدفع» بممثلين خارقين: إيمان ذياب وجواد الشكرجي، فضلا عن الإضاءة التي قامت بدور مهم, والانتقال من التمثيل داخل التمثيل. ووجهت المخرجة المغربية الشابة هاجر الجندي، ابنة الفنان الكبير محمد حسن الجندي، كلامها لطاقم «في أعالي الحب» قائلة: «لقد وفقتم في خلق الوهم لدينا، وصدقناه.. وأحسسنا بمعاناة من يكون سجين نفسه وصدّقنا معاناته، وخلقتم الفرجة والدهشة»، لتشبه العمل المسرحي برائعة غسان كنفاني «رجال تحت الشمس»، وأن «الصهريج» هو ذلك القمقم الذي يحاول أن يخرج منه الجني». وجاءت مداخلة المخرج ناصر عبدالرضا مقتضبة، واعدا من خلالها بتفادي أية هفوة في العمل المسرحي القادم. يشار أن مسرحية «في أعالي الحب» تدخل غمار المنافسة في مهرجان الدوحة المسرحي الثاني، وهي من تأليف فلاح شاكر، سينوغرافيا وإخراج ناصر عبدالرضا، مساعد مخرج خالد خميس، وإدارة حركة عادل شعبان, وإدارة إنتاج صلاح درويش وعلي الحمادي، وتمثيل جواد الشكرجي وإيمان ذياب. تحكي المسرحية قصة امرأة تحملت الكثير من الآلام, وفقدت الحبيب, وتعيش جملة من المشاعر والأحاسيس مع جني يتجسد لها على خشبة المسرح من خلال نص شعري للكاتب العراقي فلاح شاكر، ومن خلال تلك الحيلة المسرحية تكشف المرأة عن كل المعاناة التي تعتصر أحاسيسها من جراء الحروب التي أخذت الخطيب وكل الأحلام معه، كل ذلك من خلال نص يحمل صفات الفنتازيا والخيال والتعبيرية, فضلا عن رمزية عالية أحسها كل من تابع العرض.