بحضور بطلة المسرحية الفنانة حنان صادق، تم أمس الأول الاثنين ببهو مسرح قطر الوطني تنظيم ندوة تطبيقية خصصت للحديث حول مسرحية «العرس الوحشي» التي تم عرضها خلال نفس اليوم بمسرح الدراما بكتارا، حيث أدار الندوة الفنان عبدالله دسمال الكواري. وتصدى لتقديم قراءة نقدية حول مضامين هذا العرض الناقد المسرحي المصري مصطفى محمد عبدالله الذي أكد في بداية حديثه على أن علاقته بالمسرح القطري ترجع إلى ما يزيد عن ثلاثة عقود من خلال شخوصه أمثال الدكتور مرزوق بشير والدكتور حسن رشيد والأستاذ محمد أبو جسوم في القاهرة حيث زاملهم أيام الدراسة بالقاهرة، ليعرج بعد ذلك للحديث حول المسرحية التي تم عرضها على هامش المهرجان وأخرجها الفنان والمخرج القطري الشاب فيصل حسن رشيد مؤكدا أنه شاهد عرضا مغايرا لما كان يتصوره عن النص المسرحي الذي كان يعتقد أنه معالجة درامية جديدة لنص المؤلف غارسيا لوركا الموسوم ب»عرس الدم»، لكن من خلال مشاهدته للعرض المسرحي الذي قدمته مؤسسة «الأبجر» تأكد أنه الكاتب العراقي فلاح شاكر نجح في العودة بجمهور المسرح إلى المسرح الذهني الذي حمل لوائه الكاتب المصري توفيق الحكيم لمدة طويلة والذي يقدم مسرحا للقراءة والعصف الذهني ويكتسب قيمته الأولى من أنه يطرح أفكارا مهمة من خلال شخصيات قليلة فوق الخشبة كما ينطلق من فكرة أساسية ليغوص في عدة قضايا بعيدا عن عنصر الحركة في المقام الأول. وأشار المتحدث إلى أن العرض المسرحي يجعل المتفرج يكتشف بأن كاتب النص يمتلك سرعة الهجوم عليه منذ بداية الأحداث حيث يضع الجمهور في قلب الحدث ويغوص مباشرة إلى المشكلة دون أية مواربة رغم ممارسة المخرج لنوع من الرقابة الذاتية على النص الأصلي ماحيا بعض التفاصيل مما أفقد النص قيمته في بعض المشاهد. ولم يفت الناقد المصري الثناء والتنويه بأداء الممثلين الذين قاما بتشخيص المسرحية، سواء من ناحية الأداء أو الحوار خاصة وأن المسرحية من العروض الصعبة التي تحتاج إلى طاقة الممثل وقدراته من أجل تقديم المشاهد الخمسة التي كتب في النص الأصلي والتي تم ضغطها وتكثيفها لكنها تتم داخل نسق مسرحي واحد رغم الاختلاف في الإضاءة والمؤثراث الصوتية والموسيقية التي يرى المتحدث أنه كان من المفروض أن لا تكون مرتفعة كما قدمت لأنها أثرت في بعض الأحيان على أداء الممثلين فوق الخشبة كما كان هناك قصور في الصوت في بعض المشاهد التي كانت تحتاج إلى توظيف أقوى للصوت، لكن الإحساس الذي حرك الممثلين مكنهم من تقديم أكثر من شخصية وكان هناك طرح داخلي نجحا في الذهاب به بعيدا. يذكر أن مسرحية «العرس الوحشي» من تأليف الكاتب العراقي فلاح شاكر ومن إخراج فيصل رشيد وسينوغرافيا ناصر عبدالرضا وتمثيل حنان صادق ومحمد الملا، وتدور أحداثها في مركب قديم في بحر بين شاب عانى الكثير منذ مولده ويبدأ باسترجاع الذكريات مع والدته التي عانت منذ بداية حملها به خاصة أنها كانت لا تزال طفله فيبدأ كل منهما بمحاسبة الآخر وإلقاء المعاناة على الأم إلى أن تتحطم كل ذكرياتهما ومعاناتهما.