عبر عن إحباطه من قرار عرض مسرحيته خارج المسابقة جاءت الندوة التطبيقية لمسرحية «الطوفان» لمخرجها سعد بورشيد مساء أمس الأول الخميس، والتي تم عرضها ضمن مهرجان الدوحة المسرحي الثاني في مسرح الدراما بكتارا ومسرح قطر الوطني، طوفانا، إذ أعرب المخرج عن تحفظه على الحكم على مسرحيته بعدم الدخول ضمن المسابقة، وعرضها خارج المسابقة. وقال بورشيد خلال الندوة التي أدارها أحمد عبدالله، وعلقت عليها الناقدة المصرية ميرفت عمر بنبرة قوية: «لا أخفي إحباطي الأول من قرار اللجنة، ولا أخفي أني سعيت أن آتي بصديقي الفنان محمد أنور لإخراج العمل، وجاءني خطاب رسمي بأن يكون المخرج قطريا»، متمنيا «ألا تأتي في كل سنة لجنة بمعايير مختلفة عن سابقتها»، مبرزا أن العروض التي كانت في كتارا (يقصد العروض خارج المسابقة)، تستحق أن تكون داخل المسابقة، وهو ما قابله عدد غير يسير من الحضور بالتصفيق. ورغم ذلك، فإن سعد بورشيد أوضح أن اللجنة أجازت مجموعة من النصوص، ولهم مطلق الحرية في الاختيار، واحترمنا قرارهم، غير أن السؤال الذي أرق مخرج «الطوفان» هو المعايير التي تم اعتمادها، بحسب رأيه. وفي ذات السياق، أعرب سعد بورشيد عن سعادته بالتجربة، وقال إن الجمهور هو الذي يحكم على الأعمال. وكانت الناقدة المسرحية والسينمائية ميرفت عمر قد فككت العمل المسرحي، سواء من حيث النص وإبراز مضامينه، وإبداء آرائها عليه من الناحية الفنية، لافتة إلى أن الأشجار غير المورقة التي كانت تؤثث الخشبة، تشي بأن العلاقات جافة وقاحلة. وذكرت ميرفت أن العرض عبارة عن لوحات بحوارات ثنائية، واصفة النص بالجيد، وأن المخرج استطاع أن يقدم أفضل ما لديه، فضلا عن التفاعل مع العرض، متمنية له التوفيق. وبحسب الإعلامي الكويتي مفرح الشمري، فإن العرض كان أقرب للعمل التلفزيوني، مشيراً إلى أنه نص تراثي وأن «الفكرة مستهلكة»، متأسفا لوجود سرد كثيف. وأطلق الشمري حكمه على «الطوفان» بقوله: «إنه عمل عادي وليس فيه ذاك التميّز»، مستغربا إلباس التمثال للشماغ العراقي. وسأل محمد الشحات من جامعة قطر -والذي لم يحضر العرض بحسب تصريحه في الندوة- الناقدة ميرفت عن الرمزية الموجودة في العمل، لتجيبه بأن المخرج هو الأقدر على الإجابة عن ذلك. أما المخرج الشاب علي الشرشني، فأبدى إعجابه بالسينوغرافيا، وقال: «كسر خاطري أداء الممثلين الذي كان دون المستوى»، ليبدي إعجابه بالممثل فهد القريشي. وقال الأستاذ موسى زينل الخبير بوزارة الثقافة والفنون رئيس لجنة القراءة بمهرجان الدوحة المسرحي الثاني: «قرأنا النص، وبه الكثير من الإشكاليات، وأشفقت كثيرا على سعد، كيف سيتعامل معه»، مبرزا أن بالنص الكثير من الميلودراما غير المبررة، وأنه ليس هناك مبرر لأن يضغط الأب على البنت للتزوج من اللقيط الذي يعرفه. ولاحظ الناقد سيد خطاب من مصر، أن المخرج تعامل مع النص ببساطة. وأثناء تعقيبه، أعرب مؤلف «الطوفان» الإماراتي حميد فارس، عن سعادته بوجوده في بلده الثاني قطر، متقدما بشكره لشركة بروق للإنتاج الفني وللمخرجين سعد بورشيد وناصر عبدالرضا، مشددا على أن الجائزة الكبرى التي يوشح بها صدره هي حضور الجمهور. يشار أن مسرحية «الطوفان»، من تأليف حميد فارس وإخراج سعد بورشيد، ملابس وأزياء: فاطمة بورشيد، إضاءة عمار العتروس وتنفيذ الديكور أحمد غلوم، والإشراف العام على الإنتاج صلاح درويش، وسينوغرافيا ناصر ناصر عبدالرضا وفاطمة بورشيد