انطلقت الاثنين الماضي فعاليات معرض التسامح الديني في عمان في محطته السابعة والعشرين بالولاياتالمتحدةالأمريكية حيث احتضنت جامعة سيلف ريجينا الواقعة في مدينة رود ايلاند فعاليات المعرض الذي تشرف عليه وتنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. وتعتبر هذه المحطة الأولى للمعرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتضمن المعرض العديد من الفقرات من بينها الكلمات الترحيبية والإنشاد والخط العربي حيث شارك في حفل افتتاحه العديد من الشخصيات البارزة من بينها سعادة السفيرة حنينة بنت سلطان المغيرية سفيرة السلطنة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية وشخصيات من منطقة رود ايلاند وشخصيات علمية من الجامعة ووفد من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وشارك المنشد أنور العاصمي بفقرات إنشادية نالت رضا واستحسان الحضور كما شارك الرسام مدني البكري بالعديد من لوحات الخط العربي التي أبهرت الزائرين بجمالها وإبداع رسمها. وصرح الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية والمشرف العام على المعارض الخارجية في الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح المعرض أن إقامة المعرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية تأتي انطلاقا من الجهود التي تبذلها السلطنة في مجال نشر ثقافة التفاهم والاعتدال ونقل تجربة السلطنة العريقة إلى الأمم والشعوب وحثهم على احترام المقدسات وتقدير الأنبياء واحترامهم ونبذ الكراهية والعنف والتطرف وتبين دور ومكانة المرأة العمانية، وربط ذلك كله بما تحقق في العهد الزاهر الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه. مضيفا إن المعرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية حظي باهتمام متنام وأن إقامته في هذه الجامعة العريقة التي تحتفل بمرور 350 سنة على مبادرة التسامح الديني التي أطلقتها المدينة كأول مشروع من نوعه في الولاياتالمتحدةالأمريكية يعتبر نجاحا لنقل هذه التجربة العمانية في مجال التسامح الديني إلى العالم أجمع. مشيدا بالمكانة الفريدة التي تحتلها منطقة رود إيلاد في العالم من ناحية تطور حقوق الإنسان في العالم الحديث. حيث قام الملك تشارلز الثاني في يوليو 1663 بوضع ميثاق، للمرة الأولى في التاريخ الحديث ينص على أن الأفراد داخل المجتمع يتمتعون بحرية ممارسة الدين الذي يختارونه دون أي تدخل من الحكومة. واعتبر هذا الميثاق نقلة جذرية في تاريخ هذه المنطقة لأنه جاء في عصر اتسم بالحروب الدينية والاضطهاد من الناس بسبب معتقداتهم الدينية. مشيرا إلى العلاقات الوطيدة التي تجمع السلطنة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد كانت السلطنة من أوائل الدول العربية التي وقعت معاهدة صداقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية كان هذا منذ ما يقرب من 200 سنة حيث كانت أول بعثة دبلوماسية عربية لزيارتها مشكلة من وفد عماني استطاع أن يصل إلى نيويورك على متن السفينة سلطانة عام 1839م. مؤكدا أن الحرية والسلام والاستقرار لا يمكن أن تتحقق اليوم في أي مجتمع إلا من خلال الحوار والتفاهم. كما تضمن حفل الافتتاح عدة فعاليات من بينها كلمة لسعادة السفيرة حنينة بنت سلطان المغيرية سفيرة السلطنة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية رحبت فيها بالحضور وشكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على تنظيم هذا المعرض المتنقل الذي يعرف العالم بتجربة السلطنة في مجال التسامح الديني. وأضافت: إن السلطنة والولاياتالمتحدةالأمريكية تربطهما علاقة تعاون وطيدة في مختلف المجالات وهذه العلاقة قائمة على أطر مشتركة بين البلدين من بينها حرية الناس في الحفاظ على الاستقلال السياسي، مضيفة إن السلطنة منذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم في البلاد فتحت آفاقا جديدة مع مختلف دول العالم للحوار ونشر السلام والقيم الإسلامية الرفيعة والتعايش السلمي وتبادل الثقافات والمعرفة. مشيرة إلى أن هذا المعرض يفتح آفاقا جديدة للتسامح الديني والحوار والتعايش وقبول الآخر وهو بلا شك ينقل تجربة السلطنة في مجال التسامح الديني هذه التجربة التي لها جذورها العميقة في السلطنة، فعمان تحتضن العديد من المؤسسات الدينية والديانات المختلفة التي تؤمن بالممارسات الدينية المعتدلة، كما يوجد بالعاصمة مسقط العديد من الجماعات المسيحية التي تعيش بحرية وسلام وتمارس طقوسها التعبدية بأمان. مؤكدة على أن السلطنة تنتهج نهج الاعتدال والوسطية والبعد عن التطرف والتعصب والشعارات البغيضة التي تؤدي إلى العداء والتوتر بين الثقافات والحضارات، كما أن السلطنة تمتلك تاريخا حافلا بالتراث الإسلامي وتلعب دورا كبيرا في تعزيز مجال الاعتدال والتسامح الديني بين الأمم والشعوب، وتحمل على عاتقها أهمية النهوض بالأنشطة والفعاليات الدولية التي تخدم العالم أجمع فقد قامت السلطنة بتنظيم العديد من المؤتمرات الدولية في مجال حوار الأديان إضافة إلى كراسي السلطان قابوس العلمية في العديد من الجامعات العريقة في العالم، كل هذا يدل دلالة عميقة على أن السلطنة تدرك أهمية أن يعيش العالم أجمع في سلام وانسجام وأمان وفهم متبادل وهي تسعى جاهدة لنشر هذه الثقافة والقيم الرفيعة. كما ألقت البروفيسورة جان جيريتي رئيسة جامعة سيلف ريجينا كلمة رحبت فيها بالحضور وشكرت السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على إقامة المعرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية بجامعة سيلف ريجينا هذه الجامعة التي تحتفل بمرور 350 سنة على مبادرة التسامح الديني التي أطلقتها مدينة رود أيلاند كأول مشروع من نوعه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مضيفة إن هذا المعرض يمتزج مع هذه التجربة ويتجانس معها ليشكلان وحدة واحدة لتعريف العالم بالتسامح الديني كما أنه يعد فرصة سانحة لتوثيق عرى التعاون في المجالات الدينية والعلمية وفتح آفاق جديدة للمعرفة والتعارف وتبادل الخبرات، مشيدة بما تتميز به السلطنة من تسامح ديني يدل على وعي بالقيم الإنسانية والعيش المشترك. وشارك الدكتور دانيل كودين رئيس قسم الديانات والدراسات اللاهوتية بجامعة سيلف ريجينا بكلمة رحب فيها بالحضور وشكر السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على إقامة هذا المعرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية وقال: إنها فرصة مناسبة ليتعرف كل منا على الآخر ونتبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالأمور الدينية، مضيفا إن هذا المعرض يعتبر مبادرة مثمرة لتعريف العالم بالتسامح الديني وتصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن الديانات بشكل عام، مختتما كلمته بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إقامة هذا المعرض. كما ألقى دوجلاس ليونارد المدير التنفيذي لمركز الأمانة بمسقط كلمة رحب فيها بالحضور، وأثنى على أخلاق العمانيين وتعاملهم السمح المعتدل مع الآخر وحفاظهم على مبادئهم وشعائرهم الدينية وقال: إن هذه الصفات وجدتها في العمانيين من خلال اختلاطي بهم والعيش معهم، مشيرا إلى أن كلمة التسامح تحمل العديد من المعاني من بينها قبول الآخر على ما هو عليه والاعتراف به والتعامل معه وفق مبادئه وعاداته وتقاليده وهذا الأمر تجده في سلطنة عمان. مضيفا إن العالم يعيش في خطر كبير بسبب الحرب الظالمة وأن علينا التمسك بالقيم الدينية وغرسها في أفراد المجتمع جميعا بمختلف شرائحه الدينية لنستطيع أن نحدث تغييرا إيجابيا في العالم، فالمسلمون والمسيحيون يشكلون أكثر من نصف سكان العالم وما علينا سوى غرس مبدأ التسامح بينهم لتحقيق هذا المطلب وهو ما تقوم به عمان في الوقت الحالي عبر هذا المعرض العالمي المتنقل الذي بلا شك سيكون له أثر إيجابي في تغيير بعض المعتقدات الخاطئة عن الإسلام والمسلمين والمسيحية والمسيحيين. من جانب آخر قال علي بن راشد العبري طالب دكتوراة بجامعة سيلف ريجينا تخصص علوم إنسانية دراسات أخلاقية وأمنية ومنسق المعرض بالجامعة: إن هذا المعرض يعد نافذة يطل من خلالها الشعب الأمريكي على ثقافة التسامح والمحبة المتجذرة في تاريخ بلادنا العريق مضيفا إنه من دواعي سروري أن أنسق لهذا المعرض مع المعنيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وجامعة سيلف ريجينا فهذا المعرض يعد الأول من نوعه في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولاقى قبول واستحسان الجميع وتقبلته وسائل الإعلام الأمريكية المحلية وتم الإعلان عنه من خلالها، مؤكدا أن العالم في هذا الوقت أحوج ما يكون إلى مثل هذه المبادرات النبيلة وبلادنا ولله الحمد كان لها قصب السبق في نشر السلام والتسامح بفضل التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، متمنيا للمعرض التوفيق والنجاح في تعريف الآخر بثقافتنا وبلادنا الحبيبة. كما تم في حفل الافتتاح عرض فيلم التسامح الديني في عمان والذي أنتج خصيصا لهذا المعرض، بعدها تجول الحضور بين جنبات المعرض الذي يضم عشرين لوحة تشرح الحياة الدينية والعامة في السلطنة ومدى التعايش الذي يتمتع به كل أطياف المجتمع وتعرف بدور المرأة العمانية في شتى الجوانب إضافة إلى معرض الخط العربي كفن من الفنون الإسلامية وتوزيع المطبوعات التي تعرف بالتسامح الديني بالإضافة إلى عرض نماذج من الجوانب العلمية والتاريخية والحضارية التي تزخر بها السلطنة. ومن المؤمل أن يقام المعرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية في أكثر من عشر محطات فيها.