عبدالله الذبياني (مكةالمكرمة) على الرغم من تحول سوق الليل التاريخي في مكةالمكرمة إلى أطلال بعدما غادر المشهد المكي متنازلا عن الموقع لما هو أسمى وهو توسعة المسجد الحرام في إطار الجهود الرامية لعمارة البيت الحرام، إلا أن ذاكرة الكثير من المعتمرين لا زالت تحتفظ بكم من الذكريات في هذا السوق الذي كان ينبض ليلا كأحد الأسواق المكية المشهورة على مدى عدة عقود بما يحتويه من تُجار الذهب والمجوهرات، وباعَة البهارات والخضار والفواكه، والأقمشة، إذ يقصد السوق أبناء مكةالمكرمة والقرى المحيطة بها والمعتمرون والحجاج.ولطالما تردد اسم السوق على ألسنة أهل مكة باعتباره أحد أبرز الأسواق القديمة، إلا أن النهضة العمرانية التي تشهدها مكةالمكرمة والتوسعات الضخمة التي يشهدها الحرم المكي الشريف، ضمت المنطقة لحدود التوسعة.وقال بعض الرواه والعمد الذين تولوا منصب العمودية في الحي الذي يحتضن السوق إن سبب التسمية تعود إلى أن الناس كانوا لا يبدأون نشاطهم التجاري في البيع والشراء في السوق إلا بعد صلاة العصر، ويستمر نشاط السوق حتى بعد المغرب، ويوقدون السرج لمرتادي السوق، فيما أغلب التجار ومرتادي السوق لا يبدأون نشاطهم في السوق إلا بعد المغرب فأطلق عليه اصطلاحا سوق الليل.وكان يجتمع في السوق من الباعة والمارة وأهل مكةالمكرمة من المقيمين ومن زوار الحرم المكي الشريف وغيرهم من كل الجنسيات المختلفة ويزداد العدد خاصة في أيام الحج والمواسم، ولقرب السوق من المسعى قبل التوسعة السعودية فكان الساعون يسعون من جانب فيما الباعة في الجانب الآخر يعرضون بضائعهم.ويقول أحد الذين سكنوا المنطقة المجاورة للسوق إنه لم يقل أهمية عن أي منطقة أخرى، ولذلك تولى رئاسة السوق أو ما يسمى منصب العمودية في سوق الليل عدد من الرجال الذين لهم صيت في المجتمع المكي آنذاك من عمد حارة سوق الليل.