تناقلت وسائل الاتصال الاجتماعي أمس وتحديداً مع أذان العصر خبر الهزة الأرضية التي شعر بها البعض في منطقة الكورنيش والمطار ورمادا، فتسارع الجميع إلى إخلاء الأبراج والخروج فوراً للشارع العام والميادين المفتوحة تحسباً لأي تطورات تحدث من جراء هذه الهزة. إنها ظاهرة طبيعية لم نألفها أو نتعود عليها في دولة قطر ودول الخليج أيضاً، فنحن نعتبر في مناطق بعيدة وآمنة عن التصدعات الأرضية والبراكين والزلازل، ولكن قدر الله وما شاء فعل. الهزة الأرضية التي شعر بها بعض سكان قطر والخليج قيل إنها -حسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية- زلزال قوته 6.3 درجة هز منطقة تقع على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من مدينة بوشهر الإيرانية، وهو ما يفسر الهزة التي شعر بها سكان الشرقية والخليج، وهذا أمر طبيعي ووارد في أية لحظة، ولكن المهم أنها دون أضرار، ولكن مجرد تخوف بسيط. وهنا نتذكر معاً الإجراءات الاحترازية والتدريبية التي قام بها مؤخراً الدفاع المدني للإخلاء في حال حدوث أي طارئ من الأبنية والأبراج، رغم تذمر البعض منها ورفض البعض الآخر، لدرجة قالها أحد الإخوة للأسف «ما عندهم سالفة»، ولكن سبحان الله اليوم عرفنا معنى هذا التدريب والتطوير المستمر تحسباً لأي طارئ. ومن هنا نود أن نذكر بضرورة مراجعة الإجراءات الخاصة بالإخلاء أو الإسعافات الأولية، فأعتقد الظواهر الطبيعية التي تحدث بين فترة وأخرى تحتم علينا فعلياً الإلمام بهذه المبادئ. فلقد حدثت هزات أرضية مدمرة في مناطق كثيرة في العالم العام الماضي، وحسب رأي الخبراء لا يمكن تنبؤ زمن حدوث الهزات الأرضية سلفاً، وقد تحدث غداً أو بعد شهر أو بعد عدة سنوات، إن الخبرة المتراكمة في العالم تُثبت أن الاستعداد المسبق للسكان لملاقاة الهزة الأرضية والتصرف الصحيح أثناء حدوثها قد أنقذ حياة الناس وقلل من أضرار الممتلكات. وهنا لا بد أن نؤكد أن الخطر والمسبب لمعظم الإصابات بالأرواح لا يحدث من جراء الهزة، وإنما من نتائجها، كما أن تصرف الناس غير الصحيح يشكل خطراً عليهم وعلى المحيطين بهم. آخر وقفة هزة أرضية والأمور طيبة والله الحافظ اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً آمين