أوضح تقرير رسمي مقدم من وزارة الصحة والسكان انه تم افتتاح 881 مركز تغذية لمعالجة حالات سوء التغذية الحاد الوخيم و18 وحدة لمعالجة سوء التغذية على مستوى المستشفيات بالمحافظات و305 مركز تغذية علاجي لمعالجة حالات سوء التغذية المتوسط. ولفت التقرير الذي استعرضه اليوم مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري إلى التحديات الماثلة في هذا الجانب والدعم الدولي المطلوب لمساندة اليمن، متطرقا إلى سوء التغذية، ومسئولية الجميع في مواجهتها باعتبارها قضية إنسانية قبل أن تكون عائقا للتنمية. وتضمن التقرير المقدم لاجتماع رئاسة الوزراء مؤشرات عامه وصحية حول سوء التغذية وأسبابها، وتأثيراتها على الصحة والتنمية من حيث ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال والأمهات، وانخفاض متوسط العمر المتوقع للأفراد، وأن من يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، إضافة إلى تأثيرها في انخفاض الناتج القومي وزيادة نفقات الدولة لمواجهة هذه العواقب. ويمثل اليمن حسب تقارير منظمة الصحة العالمية أعلى معدلات سوء التغذية المزمن في العالم، حيث تشير التقارير إلى أن 58 في المائة من الأطفال يعانون من التقزم. ويعاني حوالي مليون طفل من سوء التغذية الحاد، مع حوالي 267000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد. وأشار تقرير وزارة الصحة إلى الإجراءات الحكومية المتخذة من خلال الأطر التشريعية والقانونية ، للتعامل مع هذه القضية وإدراج مواضيع التغذية ضمن المناهج الدراسية لطلاب المدارس، إضافة إلى إدخال مكون المشورة حول تغذية الرضع وصغار الأطفال وغيرها. وبحسب وكالة الاأنباء اليمنية "سبأ" أكد مجلس الوزراء بهذا الخصوص على توسيع نطاق الشراكة وتبني إستراتيجية وطنية شاملة للتغذية تشترك فيها كل القطاعات ذات العلاقة، ووضع التغذية أولوية متقدمة في سلم أولويات الحكومة. وبارك المجلس الحملات الميدانية التي تنفذها وزارة الصحة العامة والسكان للتأكد من التزام المنشات الطبية الخاصة بتطبيق القانون والمعايير الطبية المعتمدة وتحسين الجودة .. وشدد المجلس على الاستمرار في هذه الحملات وضبط كل من يحاول إعاقة عملها لما يمثله ذلك من أهمية وانعكاسات ايجابية على صحة المواطنين. وبحسب المدير التنفيذي لليونيسف السيد أنتوني ليك فإن أكثر من 250000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد في اليمن، ما يعني أنهم قد يموتون في وقت قريب جداً، وهذا هو تقريباً نفس العدد الذي كان موجوداً في الصومال خلال ذروة الأزمة في العام الماضي". وتشير دراسة حديثة أجريت في محافظة الحديدة الغربية إلى أن معدل سوء التغذية الحاد يبلغ 31.7 في المائة بين الأطفال دون سن خمس سنوات، بينما يبلغ المعدل الوطني العام لسوء التغذية الحاد 15 في المائة. ويساهم عدم توافر المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي الجيدة والمرافق الصحية في المستويات العالية من سوء التغذية الحاد بنفس مقدار مساهمة عدم كفاية التغذية والغذاء. سوء التغذية سوء التغذية ( Undernutrition ) هو مصطلح يستخدم للتعبير عن وضع لا يحصل فيه الجسم على كل المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها، أو على جزء منها، يحصل هذا النقص إذا لم يحصل الجسم على واحد أو أكثر من العناصر الحيوية والمطلوبة للقيام بوظائفه بصورة طبيعية. وتتراوح حدة سوء التغذية بين الطفيفة الهامشية، وبين الحالات الشديدة التي تسبب إضرارا غير قابلة للإصلاح، حتى ولو بقي الشخص على قيد الحياة. ويعد سوء التغذية الشديد الناجم عن الجوع أو نقص الغذاء، ظاهرة تميز الدول النامية، ويعتبر النقص بمادة غذائية واحدة فقط (فيتامين معين، على سبيل المثال) سوء تغذية. ويتطور سوء التغذية المرضي، تدريجيا ويكون صعب التشخيص في بدايته، ومن شانه أن يتفاقم إلى أن يسبب ضررا جسمانيا كبيرا، تساهم المعرفة المسبقة بأعراض سوء التغذية بإتاحة العلاج الفوري. وعندما يكون سوء التغذية مرتبطا بنقص في الطعام أو بفهم خاطئ للحاجات الغذائية، يكون على الجهات المسؤولة عن صحة الجمهور حل هذه المشكلة ومنع حدوثها من خلال الاهتمام بتوفير كميات كافية من الطعام، ومن خلال التوعية لأساليب التغذية السليمة. أما عندما تكون خلفية سوء التغذية مرضية، أو نتيجة الإهمال واضطرابات الأكل، فان المسؤولية تقع في هذه الحالة على الأطباء المعالجين. المجموعات الأكثر تعرضا للإصابة بسوء التغذية: الجيل الشاب - في إعقاب الحاجة الشديدة للمواد الغذائية الأساسية وللطاقة من اجل النمو، يكون الأطفال الرضع والأطفال في جيل النمو، معرضين بشكل أسرع لضرر سوء التغذية. وسينجم عن ذلك إصابتهم بالنحول، تأخر النمو والتطور، فقر الدم وعلامات نقص الفيتامينات. الحمل والرضاعة – تحتم احتياجات الطفل توفير تغذية جيدة للام. وقد يؤدي نقص الغذاء بشكل عام لحصول الولادة المبكرة. ويمكن أن يؤدي نقص حامض الفوليك في غذاء الأم الحامل إلى أضرار وعيوب خلقية في الجهاز العصبي لدى الجنين. كما إن عدم الحصول على الفيتامين B12 من شانه أن يؤدي لنقص في هذا الفيتامين لدى الطفل الرضيع. المسنون – عدم القدرة على تنظيم الحاجات الغذائية أو سوء امتصاص المواد الغذائية، خصوصا الحديد، قد يسفر عن سوء تغذية لدى المسنين. المرضى المزمنون - الأمراض المرتبطة بسوء امتصاص المواد الغذائية، أو الأمراض التي تشكل ضغطا على الجسم، وتكون بالعادة مصحوبة بفقدان الشهية، تحتم الاهتمام بتوفير تغذية غنية لضمان قدرة الجسم على أداء وظائفه.