| متابعة حسين خليل | نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - مساء أول من أمس - ندوة فكرية نقاشية بعنوان «ألبير كامو في مئويته الأولى إطلالة إلى التجربة المسرحية الكويتية»، وذلك على خشبة مسرح الدسمة - قاعة الندوات وضمن فعاليات «ليالي مسرحية». وحاضر بها أستاذ الدراما وعلوم المسرح الدكتور نادر القنة من خلال ورقة بحثية تتناول التجربة الكويتية في مسرح «ألبير كامو»، وأدارت الندوة الإعلامية أمل عبدالله، وحضرها الأمين العام السابق في المجلس بدر الرفاعي وعدد من وسائل الإعلام. وتحدث القنة عن نشأة الكاتب المسرحي كامو ومسقط رأسه، فقد ولد من أب فرنسي وأم جزائرية الأصل، ونظرته إلى المسرح الذي يعتبره فناً سامياً للغاية، وأرفع الألوان الأدبية. وتطرق إلى أبرز مسرحيات ألبير كامو التي قام باقتباسها وهي «زمن الاحتقار، الأرواح، تقوى الصليب، حالة مرضية هامة، صلاة من أجل راهبة»، أما أهم أعماله الإبداعية في المسرح والرواية والكتابة الأدبية والنقدية هي مسرحية «كاليجولا»، رواية «الغريب»، «أسطورة سيزيف»، مسرحية «سوء تفاهم»، مسرحية «ارتجالات الفلاسفة»، رواية «الطاعون» والتي حققت له شهرة واسعة ولفتت انتباه النقاد والأدباء، مسرحية «حالة طوارئ»، مسرحية «العادلون»، «سقوط المنفي والمملكة والصيف »هم من إنتاج أدبي. وقال القنة: «كان ألبير كامو يعالج أبرز الموضوعات في أعماله المسرحية، والتي كانت تتجلى بالعبثية للحياة وقضية الانتحار، الغيرة، قدر الإنسان القيام بنشاط لامعنى له، السعادة والعدالة، الحرية، الصراع الدائم والمتكرر بين الجمال والموت، قلق الإنسان الذي لا يعرف نهاية له، الدكتاتورية، البحث عن جوهر الحقيقة حتى يمكن الإنسان من تحقيق وجودة وفق القراءة النقدية العلمية». وأشار القنة إلى أن لطفي فام يرى بأن فلسفة كامو ذاتها كانت تخضع جبرياً لضغط صادر عن قوتين متوازيتين، الأولى سيطرت على مؤلفاته في البداية بسبب السخط والتمرد، والأخرى تنادي بالقبول والرضى وتمتدح اعتدال العاقل الحكيم في طبيعة تشرق عليها سعادة، فقد شكلت مسرحيات ألبير كامو علامة بارزة من علامات مسرح الفكر والفلسفة في القرن العشرين، كونها جاءت محملة برؤى أديولوجية إنسانية غنية تتجاوز في معطياتها وإنارتها الواقع الراهن الذي أنتجت فيه وتشابكت مع السياقات التاريخية التالية. كما تحدث القنة عن مسرح كامو في المشهد الثقافي الكويتي، إذ تعد الكويت من العواصم العربية المميزة التي لعبت دوراً تنموياً إيجابياً ومؤثراً في إثراء الثقافة العربية، مشيراً إلى أن وثائقيات المسرحية في الكويت في نصوص ألبير كامو المسرحية تم تقديمها من خلال جامعة الكويت والمعهد العالي للفنون المسرحية من خلال عرض «الطاعون» من إخراج الطالب حسن المتروك في عام 1981، وكذلك عرض «كاليجولا» وقدمها الطالب الإماراتي خالد البناي في عام 1992، وأيضاً عرض «العادلون» ضمن مهرجان القرين الثقافي الرابع عام 1997. واختتم القنة ورقة بحثه من خلال توصيات عدة أهمها؛ العمل على ترجمة نصوص مسرحية أخرى للكاتب ألبير كامو بتضمينه دراسات نقدية حديثة ونشرها ضمن إعداد سلسلة المسرح العالمي، ودعا المجلس الوطني إلى تبني فكرة ترجمة نص مسرحية «ارتجالات الفلاسفة» باللغة العربية وتحقيق سبق عربي في هذا المضمار، ليستفيد الباحثون من نشره عبر دراسته وتحليله وقد يجد طريقه إلى خشبات المسارح العربية، وتخصيص ملف حول مسرح ألبير كامو في مجلة جريدة الفنون في عدد نوفمبر للعام 2013 احتفاء بالمئوية الأولى لميلاد هذا الكاتب المسرحي العالمي المفكر. وبعد الانتهاء من ورقة البحث للقنة، كانت أولى المداخلات لوزير الثقافة الأردني السابق الدكتور صلاح جرار الذي قال: «إن اختيار القنة لكامو كان موفقاً إلى حد كبير لما تشهده المنطقة من حالة عبثية وكانت مسرحياته مليئة بأسئلة فلسفية». أما الدكتور محمد الشروقي (جامعة وهران) فقال: هل كامو أصبح إرثاً من القرن العشرين وما تبقى منه بعد وفاته فلسفة رواياته ومسرحياته، لذا فهو أديب كبير». ورأى عبد المجيد شكير من المغرب أن كامو اختار التمرد في مسرحياته وقدم النزوع الفلسفي بالرواية والمسرح، فكانت عبارة عن خليط من الهويات وهو الدافع القوي نحو العبثية. ومن جانبه أشارت الدكتورة منال فوده إلى كيفية تناول العالم العربي مسرح كاليجولا وإلى أي مدى تعرض الفن لأعماله المسرحية والروائية، «فهناك تجربة سينمائية رائدة في فيلم «المجهول» عام 1948». أما الدكتور محمد بلال فقال «في ظل تراجع الفن والروح البرجوازية كان لابد من ثورة تنطلق من محراب الفن نفسه، وهناك مثال واضح وهو مسرحية «كالجول» التي قدمت في قطر تحت اسم «الدكتاتور» والتي أوضحت النظرة العبثية لدى كامو. وأشار الدكتور أحمد الجسار إلى أن «شخصية كامو متمردة وكان من أحد الأدباء الذين تأثروا بالحرب العالمية الثانية، وتوزعت أعماله عقب وفاته ما بين أوروبا وأمريكا اللاتينية».