لأن الفن لا يدوم في رأيهن، عمدت بعض الإعلاميات إلى مزاولة التجارة من خلال "بوتيكات" ومحال تجارية تؤمن لهن مستقبلهن وتحميهن من غدر الزمان . يبدو أنه في كل مرة يقع الاختيار على الملابس والإكسوار والأحذية، لأن المرأة بطبيعتها تحب الموضة وتواكبها، خاصة إذا كانت إعلامية تشارك في مناسبات تزيد من خبرتها في عالم الأناقة . وفي هذه السطور تتحدث مجموعة من الإعلاميات عن هذه الظاهرة بعيداً عن الشاشة . الإعلامية داليا داغر التي خاضت غمار التجارة من خلال بوتيك "passion mode" بعد تشجيع من شقيقتها فاستوردت البضائع والألبسة من إيطاليا، أوضحت: "هذا المشروع هو الأمان على المدى الطويل في حال قررت عدم الاستقرار بالظهور على الشاشة والتفرغ للإعداد" . أضافت: "على المرء التحسب للأيام بدلاً من البكاء على أطلال الماضي، والدخول في مشاريع استثمارية في وقت تكون فيه الهمّة والعلاقات في أوجها، ما يبشر بنجاحها واستمرارها على المدى الطويل، وهذا لا يعني أنني استثمر علاقاتي مع النجمات وسيدات الأعمال، بل دخلت في المشروع لتأمين مستقبلي ومساعدة أولادي عندما يلزم الأمر" . بدورها أثبتت الإعلامية ميراي عيد نجاحها وتمرسها في الإعلام منذ سنوات، وأكدت هنا أن الأمر الذي دفعها لتأسيس "ella mira" "ليس لأن الإعلام غدار، بل لأن لكل مهنة عمر محدد من العطاء والنجاح" . ميراي التي تعشق الموضة والثياب والإكسسوار، وتستمتع بانتقاء القطع الباريسية المطلوبة من قبل اللبنانيات، أوضحت: "أريد من خوض هذا المجال أن يحمل البوتيك توقيعاً خاصاً من ذوقي ورؤيتي لأناقة المرأة، وأن يكون "بيزنس" ناجحاً وبامتياز" . الإعلامية زينة فياض أكدت أن بوتيك "chey toi" الذي افتتحته يتطلب منها الجهد والوقت والاهتمام، "وهو مشروع استثماري ناجح، يساعدني في تأمين متطلبات الحياة الصعبة، ويوفر لي الشعور بأمان، غالباً ما نفتقده في مجال الإعلام" . كارين سلامة أكدت نجاحها في تقديم البرامج، وهي تهوى الموضة والتسوق أيضاً، لذلك افتتحت منذ ما يقارب عامين بوتيك "fabrique" لألبسة "السبور شيك" . وأوضحت أن ما تختاره من ألبسة لمحالها يشبهها "فأنا أسافر لانتقاء الأفضل، وغايتي من هذا المحل مزيج بين التجارة وتحقيق حلم راودني منذ وقت، ورغم أنه يتطلب طول البال والصبر، إلاّ أن قطف ثمار نجاحه تحفزني وتدفعني للأمام . أما الإعلام فأعطيه الأولوية في قائمة طموحاتي، وأنا على قناعة تامة أن الشاشات مفتوحة لوجوه جديدة على الدوام" . مهى الخليل الإعلامية و"مليحة العرب" السابقة، اعتبرت أن على المرء التحلي بالواقعية وقالت: "الإعلام لا يدوم، أما التجارة فتستمر وتكبر ومردودها يتضاعف مع الوقت، وقد اخترت بيع ملابس "الهوت كوتور" لبوتيك "mk" الخاصة بالمناسبات لأنها تروقني، وأرى من خلالها أناقة المرأة وتألقها، خاصة أن التصاميم كلها بارزة ومتميزة" . قائمة الإعلاميات اللواتي امتهن التجارة طويلة . هناك ناديا البساط، وريما نجم التي تساند زوجها في أعماله التجارية، ونورا خوري التي تركت الإعلام وانصرفت إلى التجارة لبيع الألبسة الجاهزة في "garde robe"، ونادين أغناطيوس التي انصرفت إلى عالم التجارة وافتتحت "me we" لبيع الأحذية، وكثيرات غيرهن من اللواتي يخشين غدر الإعلام ويبحثن عما يؤمن المستقبل الأفضل، ويرسم جزءاً من أحلامهن التجارية، إلى جانب أحلامهن الإعلامية . هؤلاء يحظين بدعم المحيطين، وتساندهن في هذه النظرة ديانا رزق الإعلامية التي ترى "أن الإعلام مجد باطل، وعلى كل إعلامي أن يخوض غمار التجارة، خاصة المذيعات اللواتي يحظين بفترة عمل محدودة تتمثل في إطلالات وبرامج لا تدوم . نحن اليوم في عصر السرعة "والفاست فود"، وسأسارع لخوض غمار التجارة، من خلال تأسيس شركة إنتاج تؤمن لي مستقبلي" . ساشا دحدوح اعتبرت أن "حلم الإنسان بالأفضل حق مشروع، ونحن في مجال الإعلام لا نحظى بدعم نقابي أو ضمان شيخوخة، لذلك الأجدر بنا أن نفكر بعمل تجاري يسهم في زيادة الإنتاج وضمان الأيام" . دارين شاهين أكدت "أن الإعلام لا يطعم خبزاً، فهو حلم وشهرة وأضواء ومسؤولية، ولا يمكننا أن نحصر ظاهرة البحث عن مورد آخر بالإعلاميات، بل إن هذه الظاهرة تشمل كل العاملين في هذا المجال، خاصة في الآونة الأخيرة، لأن التكنولوجيا أخذت فرص عمل كثيرة من العاملين في الإعلام" .