تل حزيقة (مرتفعات الجولان) - رويترز - وسط الزهور البرية التي تكسو منحدرات هضبة الجولان في فصل الربيع، ينتشر حطام دبابات، وقد اعتلاه الصدأ ليعيد الى الأذهان حرب 1973 الشرسة، وعلى مدى عقود ظلت الجبهة السورية - الاسرائيلية هادئة، لكنها لم تعد كذلك الان. فقد عادت للعمل مواقع المراقبة الاسرائيلية الصغيرة، التي ظلت مهجورة لسنوات، وحل الجيش النظامي والقوات الخاصة محل جنود الاحتياط في العديد من النقاط. معارك عند سفوح التلال وتشعر اسرائيل بالقلق من ان الجولان ستصبح نقطة انطلاق لشن هجمات على اسرائيليين من جانب مقاتلين جهاديين. وخلال الاشهر الاخيرة، استعرت المعارك بين قوات الاسد ومقاتلي المعارضة في قرى عند سفوح التلال السورية للجولان، حيث تنطلق قذائف المورتر ونيران الاسلحة الالية الى الاراضي المحتلة. 20 ألف مستوطن في الجولان وتعتقد اسرائيل ان شخصا من بين كل عشرة من مقاتلي المعارضة هو من المتطرفين السنة. وقال ضابط كبير لرويترز: «التوتر في الجولان بلغ أعلى مستوى منذ 1974، لا نعرف من الذي سيسيطر على جوار الحدود». ورغم أن سقوط الاسد سيكون في مصلحة الدولة العبرية، فان سقوط المرتفعات في الفوضى سيفرض تحديا. ويعيش نحو 20 الف مستوطن في هضبة الجولان المطلة على بلدات اسرائيلية بامتداد بحيرة طبرية. منطقة عازلة في سوريا؟ كما تواجه اسرائيل على حدودها الجنوبية هجمات صاروخية من منظمات في قطاع غزة، وتراقب تنامي التطرف في سيناء. وأثار جنرال، يتولى قيادة قوات الشمال، الشهر الماضي احتمال انشاء منطقة عازلة في سوريا، بالتعاون مع قوى محلية تشعر بالقلق من جهاديين في حال الإطاحة بالاسد، لكن بعض صناع القرار الرئيسيين يعارضون ذلك، رئيس الأركان بيني جانتز كان القائد الذي انسحب من المنطقة الامنية بجنوب لبنان عام 2000، ولا يريد تكرار ذلك في الجولان». نتانياهو يرفض استقالة الأسد وقال الون ليل، الذي قاد محادثات سرية مع دمشق، ان اسرائيل لديها مساحة محدودة من المناورة، فهي «مشلولة دبلوماسيا». واكد مسؤول اسرائيلي «لا أحد يعرف ما الذي ستكون عليه سوريا بعد الاسد، وماهية المعارضين». وقد تجنب بنيامين نتانياهو تكرار دعوة الولاياتالمتحدة الى الاسد بالتنحي. النمسا قد تسحب قواتها وقد يكون لتسليح المعارضة السورية تداعيات على قوات حفظ السلام. وأمس، حذرت النمسا من ان رفع الحظر على تسليح المعارضين سيجعل الاتحاد الاوروبي طرفا، ويجعل من الصعب الابقاء على القوة النمساوية البالغ قوامها 375 فردا. وفي الاشهر الثلاثة الماضية، قالت اليابان وكرواتيا انهما ستسحبان قواتهما اذا انسحبت النمسا.