أمورنا الحياتية ومواقفها تحتاج أن نطلق لأنفسنا العنان في التفكيروالإبداع يقول المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي (إن أي مجتمع لايعطي الإبداع الفرصة الكافية إنما هو مجتمع ميت ) ثقافة الإبداع لاتقتصر على مجتمع بعينه إنما هي موجودة في كل المجتمعات عربية كانت أم غربية وعلى جميع الإصعدة وايضا مع الإنفجار المعرفي الهائل الذي شهدته البشرية لكن المشكلة التي نواجهها في مجتمعنا خاصة قلة الوعي والاهتمام بنشر ثقافة الإبداع رغم التوجه الكبير نحو الإبداع والابتكار وفي ظل التكنولوجيا المتطورة والمتسارعة هذا يجعل الأعمال الابداعية تأسرها بعض القيود التي تقلل من انتشارها وتكون أحد معوقاتها بالرغم من الفائدة التي تعود من وراء الإبداع في جميع مجالات العمل والحياة وحتى نوسع دائرة الإبداع من ناحية اخرى هناك اعتقاد خاطئ لدى فئه من الأفراد بإن الإبداع قاصرعلى عقول معينة أو على قدرات ذكاء عالية أو هو ابداع مولود بالفطرة لكن الحقيقة تقول بإن الابداع موجود لدى كل منا وكلنا يحمل بداخله مخزونا من الطاقة الإبداعية لكن هذا لايشير الى توافر جميع القدرات الإبداعية بدرجة واحدة لدى جميع الافراد لكنها هي قدره تتوزع بين الافراد على متصل تتفاوت درجاته أو مستوياته من فرد الى اخر لذلك نرى العباقرة والمخترعين هذا ما أثبتته بحوث ودراسات العلماء السابقين امثال جالتون وجيلفورد واينشتاين وغيرهم حول توضيح مفهوم الابداع ،هذا يصور لنا أن الاهتمام بالابداع موجود منذ أقدم العصور وعند مراجعة سير العظماء الذين قدموا للبشرية مايستحق اذكر منهم العالم اينشتاين وهو من اكثر العقول العبقرية فقد أمضى أربعة عشر عاماً وهو يطور نظريته النسبية قبل أن يصبح نجماً عالمياً ومع ذلك لم يجد دعما مؤثرا من مجتمعه ولم ينجح في الحصول على وظيفة في مجاله الاكاديمي ولو نظرنا الى مجمل الاحباطات التى عانى منها اينشتاين لادراكنا مدى قيمة الاصرار والمثابرة حتى يكمل ماتوصل اليه هذا يوصلنا الى مضمون ان العباقرة والمبدعين لايخشون الفشل وكان لدى اينشتاين كثير من المقولات الابداعية أرصد منها (ليست الفكرة إني فائق الذكاء,بل كل مافي الأمر إني أقضي وقتاً أطول في حل المشاكل ) وايضاً(سر الإبداع هو أن تعرف كيف تخفي مصادرك) جميعها مقولات تحفز على الإبداع واعتبر اينشتاين في نفس الوقت أن العباقرة ليسوا بالفطرة بل يوجد هناك مجتهدون ابدعوا لتحقيق مايؤمنون به لانفسهم ولتحقيق ذاتهم هذا يعطينا دافعية أن نستفيد من هذه العقلية الفذة في بناء ونشر ثقافة الإبداع بين فئات المجتمع بتوفير بيئة تغذي وتدعم الإبداع لأن البيئة تعتبر حاضنة لثقافة الإبداع هذا يقوي احتمالية الوصول الى نتاجات ابداعية من قبل الافراد وبنفس المعنى أقول أن الثقافة هو كل مايبقى راسخ في عقولنا فإذا أردنا أن نبحث عن فرص نبحث عنها وسط الصعوبات بالمقابل أريد أن أشير الى أزمة الابداع الناتجة عن ثقافة التلقين التي تصيب العقل بالجمود والتي ينشأ عليها الفرد بداية من أسلوب التربية في البيت الى مناهج التعليم هذا الأمر يستدعي وجود ثقافة الابداع كجزء هام في مجتمعنا لايمكن تجاهله أو الاستغناء عنه بتوفير رعاية جادة واهتمام واسع الافق بالابداع والمبدعين لانشاء جيل ناجح مبدع معتمد على نفسه ويستطيع أن يتفاعل مع محيطه الاجتماعي والمادي وأخيراً اقول لابد من عثرة هنا وكبوة وهناك ونحن من نصنع ثقافة الابداع وبالارادة تولد العزيمة إيمان الحربي- جدة