تشير العديد من الدراسات إلى أن مفهوم الإبداع قد ارتبط من الناحية التاريخية بالأعمال الخارقة التي غالباً ما تقترن بالغموض وتستعصي على التفسير العلمي. وربما لا تزال المفاهيم الكلاسيكية التي ارتبطت بالظاهرة الإبداعية منذ أقدم العصور تلقي بظلالها على دراسات الإبداع وخاصة في المجتمعات المتخلفة. وحتى في المجتمعات المتقدمة فلم يخضع مفهوم الإبداع للدراسات العلمية الجادة إلا في النصف الثاني من القرن الماضي(1). ومع الاعتراف بأن الإبداع عملية معقدة يصعب تعريفها؛ لكونه خليط من القدرات و الاستعدادات والخصائص الشخصية للفرد التي إذا ما وُجدت في بيئة مُحفزة يمكن أن تتفاعل مع عناصرها وترقى بالعمليات العقلية لتؤدي إلى نتاجات أصيلة ومفيدة بالنسبة لخبرات الفرد أو المؤسسة أو المجتمع أو العالم في أحد ميادين الحياة الإنسانية (2). إلا أنه يمكن استخلاص تعريفين للإبداع من الدراسات الحديثة التي دارت حوله: التعريف الأول ومفاده أن الإبداع ابتكار الشيء على غير مثال سابق. أما التعريف الثاني فمفاده أن الإبداع إنتاج شيء ما ، على أن يكون هذا الشيء جديداً في صياغته ، وذا تأثير في مجاله ، وإن كانت عناصره موجودة من قبل (3). ونستنتج من ذلك أن أي عمل إبداعي ينبغي أن يتوافر فيه شرطان لازمان، الأول: أن يكون هذا العمل جديداً مبتكراً بعيداً عن النمطية والتقليد. وهذا لا يعني أن الإبداع ينشأ - بالضرورة - من فراغ، فهو يمر في مراحله الأولى بالتقليد ، و لكن لا يقتصر عليه. والشرط الثاني: أن يحمل هذا العمل الإبداعي جديداً إلى الناس والحياة ، بحيث يُشَكِّل إضافة نوعية حقيقية للمجال الذي ينتمي إليه، ويؤثر تأثيراً جاداً وواضحاً في البيئة المحيطة. فالإبداع لابد أن يسهم في تطوير الحياة والمجتمع والناس، ويخطِّط لمستقبل أفضل ، وهذا هو الدور الحقيقي للمبدعين في مجتمعاتهم في أي زمان ومكان(4). وفي الواقع؛ فإن الثقافة الإبداعية تبدو أكثر ارتباطاً بالتفكير الابتكارى أو الخلاق Creative Thinking بوصفه أحد منتجات العقل الإنساني. وقد أكدت الدراسات العلمية التي تناولت التفكير الإبداعي/الابتكاري - بداية من دراسة الباحث "جالتون Galton" عام 1883م وما تلاها من دراسات - على أن ذلك النوع من التفكير إنما هو تفكير منطلق أو متشعب، يملك القدرة على تعدد الاستجابات عندما يكون هناك مؤثر، ويملك التجديد والتأمل، أو الإتيان بحلول غير تقليدية أو معتادة. وفي هذا الإطار أيضاً يمكن القول بأن ظاهرة الإبداع قد لفتت - وما تزال - أنظار الفلاسفة والمفكرين، في محاولة لتقديم تفسيرات لهذه الظاهرة، حتى وإن تعددت المصطلحات المستخدمة للدلالة عليها من عينة: النبوغ، الموهبة، العبقرية(5). ويصبح من الملائم التأكيد على أن الإبداع منظومة تتضمن عدة مكونات مترابطة ومتداخلة، وأن البيئة بجميع عناصرها تمثل الحاضنة للظاهرة الإبداعية وبدونها تنعدم الفرص للإبداع. كذلك؛ فإن توافر البيئة المناسبة والرعاية تقوّي احتمالات التوصل إلى نتاجات إبداعية. لكن الأصالة في الإبداع نسبية وليست مطلقة، كما أن قيمة النتاجات الإبداعية وفائدتها يحددها المجتمع في ضوء المعايير السائدة. وخير دليل على ذلك ما يشير إليه " جروان " من أن "الثقافة العربية على مدى عدة قرون ظلت ثقافة اجترار وليست ثقافة ابتكار، واقتصرت على إنتاج ما عرف بالحواشي والتقارير ومختارات أو منتخبات جمعت أو شرحت ما كتبه السابقون من النوابغ والمبدعين ولو نظرنا إلى مؤسساتنا التعليمية لوجدنا أنها لا تزال تكرّس هذا الواقع مع الاختلاف في مادة الاستهلاك العلمي أو الفكري"(6). ويكشف تحليل البنية الداخلية لمنظومة الثقافة تحديداً - وعلى نحو ما يبين "نبيل علي" - عن أن أداء هذه المنظومة يتوقف على أداء مبدعيها، ومستوى إدراكهم لواقع مجتمعاتهم، ومدى صدق نبوءاتهم. ويعزي هذا إلى أن الإبداع يعد محركاً أولياً للثقافة، وقوة دفع أساسية للحركة الفكرية. ولكونه طليعياً بحكم طبيعته، فهو مرآة الثقافة وأول من يشعر بحراك مجتمعه. وتفوق علاقة الثقافة بالإبداع، في صعوبتها، علاقتها بعناصر المنظومة الأخرى، من نواحي عدة؛ فبينما كانت علاقة الثقافة بالإبداع محصورة في الماضي في الجوانب الفكرية والفنية والتراثية أساساً، فقد اتسعت في الوقت الحالي لتشمل التربية والإعلام واقتصاديات صناعة الثقافة. كذلك؛ فإنه عادة ما يُنظر إلى الإبداع بوصفه مرادفاً لثقافة النخبة، والتي كثيراً ما تترادف هي الأخرى مع الثقافة عموماً؛ ومثل هذا الاندماج يطمس العلاقة بين الإبداع والثقافة مما يجعلها أكثر تعقداً وانغلاقاً. لكن وعلى الرغم من أن الإبداع ينهل من ثقافته: من لغتها وتراثها وقيمها ويقتفي أثر تناقضاتها؛ إلا أن ذلك لا يعني أن الإبداع - بالضرورة - متغير تابع لثقافته بمكوناتها المتضمنة على الدوام (7). وفي السياق ذاته، فإن ثمة علاقة وثيقة أكد عليها الباحثون المختصون بين كل من الإبداع الذي يُعد مهارة علمية فكرية من جهة، ووسائل الإعلام الجماهيرية الناقلة للإبداع والموصلة له من جهة أخرى. وتكمن أهمية نشر وسائل الإعلام ثقافة الإبداع بين فئات المجتمع بالنظر لاعتبارات عديدة - حصرتها إحدى الدراسات المهمة حول معوقات الإسهام الفاعل لوسائل الإعلام في نشر ثقافة الإبداع - من أهمها: تنمية عوامل التفكير الإبداعي؛ إذ إن الأفراد المبدعين تتوافر لديهم قدرات متعددة تمكنهم من الانتاج الابتكاري. فضلاً عن القدرة على مجابهة موقف معين ينطوي على مشكلة أو عدة مشكلات تحتاج إلى حل، بعد أن اكتنفها الغموض. جنباً إلى جنب مع حل المشكلات التى تعوق الموهبة والإبداع، بالتأكيد على التربية في المؤسسات التعليمية، والتوضيح بأنه وإذا كان للتعليم النظامي نظمه وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، إلا أن ذلك لا يتعارض مع ضرورة تشجيع التفكير الإبداعي، بل كونه يتسق والإسهام في نشر ثقافة التحصيل العلمي المعتمد على الاستقلال بين الشباب خاصة. كذلك تكمن أهمية نشر وسائل الإعلام ثقافة الإبداع بين فئات المجتمع من ناحية الحاجة إلى تقليص التفاوت بين المعلومات الثقافية الإبداعية للأفراد في المجتمع العربي وغيره من المجتمعات المعاصرة؛ الأمر الذي تبرز أهميته اعتماداً على أن المجتمعات التي يفتقر أفرادها إلى مثل هذه المعلومات يصبح من الصعب عليها إحداث تغييرات جوهرية في البنية الثقافية الإبداعية لمجتمعاتهم؛ وهو ما يمثل في حد ذاته خسارة كبيرة على المدى البعيد (8). وتؤكد الشواهد الواقعية - على نحو ما يذهب "ماهر عباس" - أن الإبداع العربي في أزمة حقيقية ، نظراً لما يعانيه المجتمع العربي في هذا العصر من مشكلات متراكمة. وفي الوقت الذي ما يلبث العالم الغربي أن يطالعنا في كل يوم بالجديد من الاختراعات والاكتشافات والقفزات الإبداعية السريعة والمتلاحقة، يبدو الإبداع العربي شاحباً وبطيئاً. ولا يمكن الجزم بأن السر يكمن في جمود العقلية العربية أو تخلفها ، بل يعود - على الأجدر - إلى عوامل ومعوِّقات عدة في مجتمعاتنا العربية .فما يقتل الإبداع في مجتمعاتنا العربية عوامل كثيرة ، منها عشق التقليد ، والولع بالعيش في عباءة الماضي ، بدعوى أن ليس في الإمكان أبدع مما كان، والميل إلى قولبة الآخرين وغيرها من معوقات(9). لكن هل هناك قيود على العاملين في قطاعات الثقافة العربية تمنعهم من تناول موضوعات محددة؟.. وهل هناك محظورات ثقافية يتحتم على المبدعين الالتزام بها، للحؤول دونما تصادمهم مع المجتمع؟ وإذا كانت هناك مثل هذه القيود، فهل يمكن تبريرها بأنها تحقق مصالح المجتمع؟. وما هو تفسير أن حركة الإنتاج الثقافي، من إصدار كتب أو ترجمة وغيرها، في العالم العربي أضعف كثيراً مما هو عليه الحال في الدول المتقدمة؟. هكذا طرحت محطة ال بي بي سي العربية أحد أبرز استطلاعات الرأي في الرابع عشر من أكتوبر 2004م، في محاولة للإحاطة بالمشكلات التي يكابدها المبدعون في العالم العربي، وكيفية مواجهتها والحد منها(10). ويكشف تحليل مضمون الآراء التي تم الكشف عنها في هذا الصدد من جانب عينة من الجمهور العربي من جنسيات متنوعة عن ملاحظات جديرة بأخذها في الاعتبار؛ لكونها تكشف عن معوقات هامة تحد من الإبداع وتعيق جهود التنمية والتقدم أو على الأقل تجعلها تسير بخطى بطيئة غير كافية لا تتناسب واحتياجات المجتمع العربي بتنوع ثقافاته. ولا ندعي أننا قد نضيف الكثير من جانبنا في هذا السياق؛ حيث إن اهتمامنا عند هذا الحد ينصب بالأساس على رصد الواقع كما رأته فئات من الجمهور بادرت إلى المشاركة طواعية في هذا الإطار، مع ملاحظة أن اهتمامنا قد انصب بالدرجة الأولى - قدر الإمكان- على تناول وجهات النظر الحيادية البعيدة عن الأحكام الانفعالية المسبقة أو المتطرفة، والتي تبقى مجالاً خصباً للجدل والنقاش(11). وفي ضوء ذلك، أمكن الوقوف على بعض المعوقات التي تتعارض وثقافة الإبداع في المجتمع كما تراها تلك العينة المُستطلع آراؤها من الجمهور العربي. وفي مقدمة هذه المعوقات القول بأن " أزمة الإبداع في مجتمعاتنا نتاج لثقافة التلقين، والتي ينشأ عليها الفرد، ابتداء من أسلوب التربية في البيت إلى مناهج التعليم "، أو أن " الإبداع يأتي أولاً من الحرية؛ فمن أجل أن يكون الإبداع بدون أي مشكلات لابد من وجود حرية كافية في المجتمع "، أو أن "الإبداع يحتاج لفكر وخيال وثقافة عالية حرة تسبح في بحور المعرفة دون قيد أو شرط "، أو أن " طريقة وأسلوب التعليم هي أساس الإبداع "، أو التأكيد على أن " الإبداع العربي يذكرنا بأيام النهضة العربية في القدم في شتى المجالات، أما الآن فكلمة "التخلف" تلاحقنا وكأنها هويتنا، بسبب انشغال المواطن العربي في هموم الحياة عكس مواطني البلدان المتقدمة الذين تفرغوا إلى الإبداع، مما أدى لاتساع الهوة بيننا وبينهم؛ حيث بات لا مجال للمقارنة ما عدا بعض الإبداعات الفردية "، أو أن " المبدع يحتاج أولا إلى أن يكون مكتفيا في رزقه ومعيشته وغير خائف على مستقبله ومستقبل أولاده... وفي معظم الدول العربية لا يتوفر مثل هذا المناخ المحفز على الإبداع "، أو أن " المشكلة تكمن في عدم وجود العدد الكافي من مراكز البحث العلمي وعدم توافر الموارد المالية اللازمة للموجود منها في معظم دول العالم العربي"، أو أن " الظروف المحيطة بالمثقف العربي هي التي تقيده "، أو أن " من أكبر معوقات الإبداع في العالم العربي عدم وجود من يستفيد من هذا الإبداع مهما يكن نوعه "(12). وفي السياق ذاته، أكدت بعض الآراء على أن " الإنسان يمر فى مراحل نموه بفترة مراهقة، وكذلك الحضارات! والحضارة الغربية لم تولد كبيرة فجأة لكنها مرت هي أيضاً بتلك المراهقة العقلية؛ فقبل أن يثمر العقل الغربي علما وتكنولوجيا كما نرى اليوم، مرت عليه فترات مراهقة طويلة تمثلت في أعمال العشرات من المفكرين العظام، والذين نقلوا الإنسان الغربي بأعمالهم وما خلقوه من مناخ عقلي ووجداني شديد الجرأة والروعة، نقلوه من حالة التخلف الحضاري إلى الحالة التي نراه عليها اليوم "(13). ومن ناحية أخرى – وعلى خلاف ما تم الإشارة إليه سلفاً – فقد ذهبت فئة ثالثة إلى أنه " يجب أن تكون هناك قيود إلى حد معين على الإنتاج الثقافي، وهذا ليس تخلفا أو كبتا للحريات؛ فبدون هذه القيود تصبح الساحة الثقافية في منتهى الفوضى، وهذا هو طبع البشر. كما أن جميع الدول التي يحلو لنا أن نسميها متقدمة، تضع قيوداً على نشر أي شيء يسيء إلى مصالحها، فلماذا ترتبط الحرية في عقولنا مباشرة بالانفلات والتحرر من القيم الأصيلة؟ "، كذلك فإن " العالم العربي مليء بالمبدعين، لكنهم مشغولون بالجري وراء لقمة العيش "(14). و مع أن ما تقدم من آراء تعكس في مجملها معوقات لا يمكن التغاضي عنها لكونها بالفعل معوقات واقعية، ينطوي عليها الواقع العربي؛ إلا أن هذا لا يتعارض والتأكيد على الطروحات القائلة بأن على المبدعين مسؤولية أكبر في النهوض بمجتمعاتنا العربية، وهو الأمر الذي لا يمكن له أن يتم دون أن يحدد هؤلاء المبدعون توجهات خطابهم الاجتماعي، ودون أن يدركوا أبعاد هذه المسؤولية بصورة واضحة، ودون مراجعة شاملة لموقع الإبداع داخل منظومة الثقافة، وتحديداً علاقته بكل من عناصر هذه المنظومة المتمثلة في: اللغة، والتربية ، والإعلام ، والتراث، ونظام القيم والمعتقدات، والفكر الثقافي بعامة. وتكمن أهمية ذلك في أن إنتاجنا الثقافي في عصر المعلومات، لم يعد مناسباً له أن يستمر في الاعتماد على استيراد التكنولوجيا ذات الكلفة العالية، وإنما صار من الضروري أن يرتكز بالدرجة الأولى على مواهب المبدعين؛ خاصة وأن نطاق الإبداع قد اتسع ليشمل مجالات علوم الإنسانيات، وفروع العلوم التطبيقية، لاسيما تلك التي استحدثتها تكنولوجيا المعلومات(15). ومع أن الإبداع العربي في أزمة حقيقية، إلا أنها أزمة ليست بالمرض المستعصي الذي يستحيل علاجه ، وإن كان علاجها صعباً وطويل الأمد ، يحتاج صبراً وتكاتفاً من كل مؤسسات المجتمع العربي. وعلى حد تعبير "ماهر عباس" "فمع أن عملية الإبداع فردية تتعلق بشخصية المبدع ، لكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمجتمعها ، فإذا لم يحتضنها بجميع فئاته ومؤسساته وأنظمته ، ويوفر لها الرعاية والعناية اللازمتين، ويهيئ لها الظروف المناسبة والأجواء الصحية الضرورية لنمائها، ضعفت واضمحلت وانتهت. فمسؤولية أي أمة تسعى إلى الرقي والتقدم الحضاريين، أن تبحث عن المبدعين من أبنائها ، لا أن تنتظرهم حتى يبحثوا هم عنها" (16). ........................................................................................................................ الهوامش: (1)- جروان، فتحي عبدالرحمن (2010): ثقافة الإبداع: دور المجتمع، مركز جروان للتدريب والاستشارات، http://www.jarwan-center.com (2)- المصدر السابق. (3)- جلال، ماهر عباس (2001): أزمة الإبداع العربي .. إلى أين ؟، مجلة أفق الثقافية، الثلاثاء 01 مايو ، www.ofouq.com (4)- المصدر السابق. (5)- كريِّم، بدر بن أحمد (1427): معوقات الإسهام الفاعل لوسائل الإعلام السعودية في نشر ثقافة الإبداع، مجلة الجزيرة الثقافية، الرياض. (6)- جروان، فتحي عبدالرحمن (2010): ثقافة الإبداع: دور المجتمع، مصدر سابق. (7)- علي، نبيل (2001): الثقافة العربية وعصر المعلومات: رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد (265). (8)- كريِّم، بدر بن أحمد (1427): معوقات الإسهام الفاعل لوسائل الإعلام السعودية في نشر ثقافة الإبداع، مصدر سابق. (9)- جلال، ماهر عباس (2001): أزمة الإبداع العربي .. إلى أين ؟، مصدر سابق. (10)- يُنظر في ذلك: استطلاع رأي محطة ال بي بي سي العربية في الرابع عشر من أكتوبر 2004م. (11)- المصدر السابق. (12)- المصدر السابق. (13)- المصدر السابق. (14)- المصدر السابق. (15)- علي، نبيل (2001): الثقافة العربية وعصر المعلومات: رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي، مصدر سابق. (16)- جلال، ماهر عباس (2001): مصدر سابق.