سجلت أسعار الذهب في اليمن رقمًا قياسيًا جديدًا، وسط اضطرابات محلية ودولية. أسعار قياسية ووصل سعر الغرام عيار 21 إلى 63 ألف ريال يمني في صنعاء، ما يعادل 118 دولارًا، ونحو 193 ألف ريال في عدن، ما يعادل 119 دولارًا. وتأتي هذه الزيادة وسط توقعات باستمرار صعود الأسعار في السوق المحلي اليمني، بالتزامن مع الارتفاع المتسارع في سعر الأونصة عالميًا. وبلغ سعر الغرام عيار 18 نحو 55 ألف ريال في صنعاء، ما يعادل 103 دولارات، ونحو 165 ألف ريال في عدن، ما يعادل 102 دولارًا. وتختلف الأسعار بسبب الانقسام المالي والنقدي في اليمن وفوارق سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية. فقدان نصف الاحتياطي ويتزامن صعود أسعار الذهب عالميًا مع تردي الأوضاع في اليمن على كافة المستويات، حيث فقدت البلاد نصف احتياطيها من الذهب نتيجة تسربه إلى الخارج لأسباب متعددة، إضافة إلى تلاشي صناعة الذهب التي كانت مزدهرة خلال الفترات الماضية. ويقول الخبير المصرفي والمالي اليمني علي التويتي إن نصف الاحتياطي من الذهب خرج من اليمن عبر الأثرياء والمغتربين الذين نزحوا مع عائلاتهم، والذين كانوا يمتلكون النسبة الأكبر من الذهب، وفقًا لموقع "العربي الجديد". ويقدّر التويتي فقدان اليمن نحو 300 طن من الذهب من أصل 600 طن كانت تملكها البلاد، واصفًا ذلك بالكارثة الكبيرة جدًا والاستنزاف غير المسبوق. اختلال الدورة النقدية وأرجع ذلك إلى اختلال الدورة النقدية التي تحولت إلى ثقب واسع في جسد الاقتصاد، مع انقطاع الرواتب وتوقف الخدمات والمشاريع، وضعف الاقتصاد الوطني عامًا بعد عام، ما أدى إلى نزيف في المدخرات من أموال وذهب وعقارات وسيارات ومعدات، وبيع معظمها، الأمر الذي انعكس على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى مستويات حرجة. صناعة الذهب وتلاشت صناعة الذهب في اليمن بسبب التوترات المستمرة، واتجاه التجار ورجال الأعمال إلى كنز الذهب، ما أثر بشكل كبير على الأسواق المحلية التي أصبحت تعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد وإنجاز أعمال الصياغة في الخارج، وفقًا للصائغ عبد العزيز الذبحاني. توقعات ويتوقع متعاملون في سوق الذهب بصنعاء اضطرابًا كبيرًا في الأسواق المحلية واستمرار الأسعار في الارتفاع، مع احتمال تسجيل الغرام أرقامًا قياسية جديدة، في ظل عودة الحرب الجمركية بين واشنطن وبكين. ترقب ويقول تاجر الذهب أحمد مثنى ل"العربي الجديد" إن الوضع في أسواق الذهب في اليمن غير مستقر، وهناك ترقب لما يجري في الأسواق العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على تحديد الأسعار محليًا. ملاذ امن وازداد الاهتمام بالذهب في اليمن مؤخرًا بوصفه ملاذًا آمنًا للمستثمرين والتجار والمدخرات، متأثرًا بعوامل محلية أبرزها الصراع النقدي بين السلطات في صنعاءوعدن، والقرارات الاقتصادية المتباينة، إلى جانب القلق المتزايد من هشاشة استقرار سعر صرف الريال في ظل أزمة سيولة خانقة تهدد بانهيار جديد للعملة في حال فشل حكومة عدن في الحصول على دعم وتمويلات خارجية، وفقًا لموقع "العربي الجديد". ويُعتبر الذهب من الأصول التي تزداد قيمتها في فترات الأزمات والتوترات، وأوقات التضخم أو انخفاض قيمة العملة، ما يزيد الطلب عليه باعتباره وسيلة للحفاظ على القيمة. تدفق الذهب وقد تؤثر التوترات والاضطرابات في الأسواق المالية العالمية على تدفق الذهب من اليمن وإليه، إذ يُعد الذهب أحيانًا وسيلة للتحوّط ضد المخاطر السياسية والاقتصادية، غير أن الارتفاعات الحادة الناتجة عن التوترات الإقليمية والدولية، سواء العسكرية أو الاقتصادية، قد يقابلها أيضًا انخفاض حاد في الأسعار محليًا في حال تراجعت حدة الصراعات. وتجاوز سعر أوقية الذهب عالميًا 4200 دولار، ويرجع هذا الارتفاع إلى لجوء المستثمرين في العالم إليه باعتباره ملاذًا آمنًا.