| مبارك مزيد المعوشرجي | عندما سمعت ببيان وزارة الداخلية بسرقة 35 ألف طلقة رصاص من عيارات مختلفة من مخازنها «كش شعر جنبي، ووقف شعر رأسي من الخوف»، ف «الداخلية» تقر بعجزها عن حماية نفسها ببيان مذاع ومتلفز على الناس. أن تدخل سيارة أو أكثر لمؤسسة أمنية- وإن كانت ميدان رماية في جهة نائية- وتسرق هذه الكمية من الطلقات دليل على غياب دائم لهيبة الدولة وقصور شامل في أدواتها، واستهتار وعدم إحساس بالمسؤولية من الضباط المنوط بهم استعمال هذه الذخيرة وحيازتها وتخزينها، فكيف نطمئن لحماية «الداخلية» لنا بعد أن عجزت عن حماية نفسها ومؤسساتها؟ ففاقد الشيء لا يعطيه. إن من قام بهذه الجريمة كان يعلم كما يقول أهل الكويت ان (ما بالحمض أحد). معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود لديه طموح مشروع، ولكن الطموح شيء وأحلام اليقظة شيء آخر، وإن أراد أن يحقق طموحه فعليه أن يتحمل مسؤوليته، ولا يرميها على أحد غيره، وأن يكشف غموض هذه الجريمة ومحاسبة المجرمين وإبعاد المتقاعسين والمهملين من الضباط، وبأقصى سرعة ممكنة. وإن أي تأخير أو فشل في التعامل مع هذه القضية وزرٌ يتحمله شخصياً، فهو من عين جميع القيادات العليا والوسطى في وزارته وأحال للتقاعد العديد من القيادات السابقة من دون تردد أو تدخل من أحد، فقد قام الشيخ جابر الخالد وزير الداخلية الأسبق بتقديم استقالته متحملاً المسؤولية عن وفاة شاب تحت التعذيب وهو محجوز لدى رجال الأمن بعد أن حوَّل الجناة إلى النيابة العامة ليأخذوا جزاءهم وأحال المتقاعسين للتقاعد، فهل يفعلها بو حمود ويكرر عمل بونواف بعد ان يطرد من لا يستحق شرف العسكرية، إن عجز عن حل هذه القضية وكشف أسرارها، فلن تعود إلينا الثقة برجال الداخلية ولنطمئن على أنفسنا وبيوتنا وممتلكاتنا؟