كشفت دراسة جديدة أن الشعور بالاكتئاب أو بالقلق بشكل كبير يزيد من فرص وفاة مرضى القلب . ووجدت الدراسة التي نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية ونقلتها وسائل الإعلام البريطانية أن معدلات الوفاة تزيد بواقع ثلاث مرات لدى مرضى القلب الذين يعانون أيضاً القلق والاكتئاب . وشارك في الدراسة نحو ألف مريض يبلغ متوسط أعمارهم 62 عاماً، حيث أجابوا كلهم عن أسئلة تتعلق بمشاعرهم مباشرة قبل وبعد خضوعهم لإجراء طبي دقيق في المستشفى . قد استخدم الأطباء في الدراسة جداول تقيس الأعراض الشائعة ليقرروا ما إذا كان المشاركون يعانون الاكتئاب أو القلق . وتبين في ما بعد أنه من بين المرضى ال 133 الذين توفوا خلال السنوات الثلاث الماضية كان 55 منهم يعانون إحدى الحالتين أو كلتيهما على السواء ما يكشف عن أن القلق والاكتئاب يؤثران في خطر الموت بشكل أو بآخر . في سياق متصل أعلن باحثون أمريكيون أن استخدام وسائل تواصل اجتماعي عدة في الوقت عينه يزيد خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب . وقال مارك بيكر، من جامعة ولاية ميشيغان، والباحث الأساسي في دراسة نشرت في دورية "سايبرسايكولوجي بيهافيور، أند سوشال نتووركينغ" العلمية إنه ذهل لوجود علاقة واضحة بين استخدام وسائل تواصل اجتماعي عدة في الوقت عينه والمشكلات النفسية . غير أنه أضاف أن سبب هذه العلاقة لايزال مجهولاً، متابعاً "لا نعلم ما إذا كان استخدام وسائل تواصل اجتماعي عدة في الوقت عينه يسبب عوارض الاكتئاب والقلق الاجتماعي، أو أن الأشخاص المكتئبين والقلقين يلجأون إلى استخدام وسائل تواصل اجتماعي متعددة في الوقت عينه كوسيلة تلهيهم عن مشكلاتهم" . ولفت بيكر إلى أن استخدام وسائل التواصل بشكل عام ارتفع بنسبة 20% لدى الشباب الأمريكيين في العقد المنصرم، موضحاً أن الوقت الذي أمضاه هؤلاء الشباب في استخدام وسائل تواصل اجتماعي متعددة في الوقت عينه تعدى نسبة 120% خلال الفترة عينها . وقام بيكر وزميلاه في الجامعة، ريم الذهبي، وكريستوفر هوبوود، بدراسة على 319 شخصاً، وراقبوا عدد الساعات التي أمضاها هؤلاء الأشخاص أسبوعياً في استخدام وسيلتي تواصل أو أكثر في الوقت عينه، تتضمن التلفاز، والموسيقا، والهواتف الخلوية، وإرسال الرسائل النصية، واستخدام الكمبيوتر، وألعاب الفيديو، والبحث على شبكة الإنترنت، وغيرها من وسائل الاتصال . وأوضح بيكر أنهم استخدموا في دراستهم مقاييس دقيقة، غير أن النتائج لا تعكس تشخيصاً سريرياً . يشار إلى أن دراسات سابقة أشارت إلى أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب . من جهة أخرى، أظهرت دراسة جديدة أن مشكلات الهضم والمعدة، بينها القولون العصبي خلال بداية الطفولة قد تتسبب لاحقاً في الاكتئاب والقلق . وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين في جامعة "ستانفورد" وجدوا أن تهيّج الجهاز الهضمي خلال فترة الطفولة قد تكون له آثار كبيرة على الصحة العقلية لاحقاً . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة بانجاك باسريشا إن "جزءاً كبيراً من الأبحاث ركز على كيفية فهم تأثير العقل على الجسم . . لكن هذه الدراسة وجدت أن العكس قد يكون صحيحاً . فالتهيّج الهضمي خلال الأيام القليلة الأولى من الحياة قد يبرمج الدماغ على حالة الاكتئاب الدائمة" . وكان من الرائج سابقاً أن هرمونات الإجهاد المرتبطة بتغير مزاج المريض مسؤولة عن مشكلات الهضم، لكن الباحث يعتقد أن العكس قد يكون صحيحاً لافتاً إلى أن كثيراً من المرضى يقولون إن مشكلاتهم الهضمية تعود إلى طفولتهم . وفسر باسريشا ذلك بأن "الأمعاء والدماغ مرتبطان معاً بعصب مبهم، يمتد من الدماغ إلى الأعضاء الداخلية، وبالتالي فإن أي تغييرات في الأمعاء تنتقل مباشرة عبر إشارات إلى الدماغ" . وقد توصل الباحثون إلى نتائجهم عن طريق إخضاع جرذان عمرها 10 أيام إلى تهيج في المعدة لستة أيام، وتبيّن بعد 8 أيام أن تلك التي عانت من هذه المشكلات كانت أكثر عرضة لإظهار تصرفات تتعلق بالاكتئاب والقلق .