تبدو مدينة سيينا، وكأنها لم تتغير كثيرا خلال ثمانمائة عام. وهذا أمر جيد. فهناك الساحة العامة للمدينة نيازا ديل كامبو التي تعود الى القرن الثالث عشر. ومازالت هذه الساحة البديعة تعد رمز المدينة وقلبها النابض. وكذلك سباق الخيل من دون استخدام السروج الذي يقام مرتين في كل صيف الحدث الذي ينتظره معظم الناس، وحيث مازالت الأحياء المختلفة من خلال اتحاداتها وجمعياتها تعزز الولاء للمدينة الذي مازال عميقا كما كان ابان العصور الوسطى. وفي الوقت ذاته، فإن الجامعة القديمة في المدينة مازالت مستمرة في أداء دورها في مجال التدريس والبحوث المهمة، كما انها تضفي على المدينة روحا شابة. وخلال السنوات القليلة الماضية انتشرت في أرجائها حانات وبوتيكات جديدة، بالإضافة الى بعض المطاعم التي تم تطويرها وتحديثها، والتي توزعت في وسط بعض المعالم التي تم ترميمها. ولقد ظلت سيينا تعتبر نفسها دوما مدينة نموذجية. ويظهر هذا الإحساس بالهوية الخاصة بوضوح في متحفها ميوسيو سيفيكو الواقع في ساحة بيازا ديل كامبو. ويشاهد زائره بعض الجداريات التاريخية او الفريسكو، الجميلة، مثل مجموعة رسمها سيمون مارتيني. ومن أهم الاعمال أيضا لامبروغيو لورينزيتي «سالا ديلا باس»، ولوحته المجازية حول الحكم الجيد والسيئ، التي كلفته المدينة بتنفيذها في القرن الرابع عشر في عزّ مجدها، فأعمال الفريسكو تصوّر المدينة من جانب بأنها مدينة السلام، ومن جانب آخر مدينة سيينا المدمرة التي يحكمها الطاغية، حيث تقاتل الجيوش بعضها بعضا. وساحة المدينة العامة بيازا ديل كامبو تعدّ ساحة ايطالية مثالية، فهي واسعة وجميلة موصولة بطرق متعرجة، تلتقي فجأة أمام قاعة المدينة ذات الطراز المعماري البديع. وهنالك بعض المقاهي والمطاعم التي تطلّ على تلك الساحة.