أعلن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية عن إصداره تصنيفاً علمياً تراتبياً لقائمة من مراكز البحوث والفكر الاستراتيجية (Think Tanks) في المنطقة العربية والعالم، في ضوء تطبيق معايير وشروط علمية دقيقة ومحددة، تتوافق مع منهجية الحيادية والشفافية والتطورات العلمية والفكرية المعاصرة، وذلك على نحو 219 مركز دراسات استراتيجية، في 30 دولة لديها أكبر عدد من المراكز البحثية . أسفرت نتائج تطبيق المعايير وفقاً لما أعلن عنه خلال مؤتمر صحفي عقده المركز في مقره بأبوظبي صباح أمس الأحد، حول التصنيف الجديد، عن قائمتين تتضمن الأولى عشرة مراكز بحثية في العالم العربي، والثانية تتضمن عشرين مركزاً بحثياً دولياً، مع ملاحظة أنه لم يتم تضمين مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في التقييم، مراعاةً للحيادية والنزاهة، كما أنه ليس مؤسسة ربحية، ولا يسعى للحصول على أي تمويل . وقال الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز في كلمته خلال المؤتمر الصحفي: إن الإنجاز الذي حققناه اخيراً بجهود استغرقت شهوراً طويلة من العمل العلمي الجاد والدؤوب لبلورة معايير علمية وموضوعية جديدة لا يشوبها أي شك في حياديتها أو نزاهتها او شفافيتها في تصنيف مراكز البحث والفكر (Think Tanks) وترتيب مواقعها في المنطقة العربية والعالم، المعايير العلمية، وهي تبرز لأول مرة في تقييم ترتيب هذه المراكز حين اعتمدت تطبيق معايير وشروط علمية دقيقة ومحددة، تتوافق مع منهجية الحيادية والشفافية والتطورات العلمية والفكرية المعاصرة . وأضاف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه حسين الهرموزي، مدير إدارة العلاقات العامة بمركز الإمارات للدراسات: لابد من الإشارة، بادئ ذي بدء، إلى أن الدافع الرئيس الذي حفزنا للقيام بهذه المبادرة هو الطلبات المتعددة من مراكز البحث والفكر في المنطقة العربية والعالم لوضع تصنيف علمي يصنف ترتيب مراكز البحث والفكر وفق منهج علمي محدد بضوابط علمية صارمة، ولاسيما بعد أن اشتكى عدد من هذه المراكز من قصور المنهج والضوابط العلمية الشائعة في تصنيف هذه المراكز العلمية . وأشار إلى أن التصنيف يهدف إلى ضبط المعايير التي تتبعها بعض الجهات العربية والأجنبية في هذا الشأن، حيث تتقاطع في بعض الأحيان مع الحيادية والشفافية والأهداف التي تعمل من أجلها مراكز البحوث العربية والعالمية، الأمر الذي دفعنا لسبر أغوار نحو 219 مركزَ دراسات استراتيجية، في 30 دولة لديها أكبر عدد من المراكز البحثية، وتطبيق منهجنا العلمي الحديث عليها، لنضع اليوم أمامكم خلاصة ما توصلنا إليه بعد جهود كبيرة، كما أشرنا، وليكون هذا المنهج العلمي في تحديد معايير التقييم شاملاً ووافياً بإذن الله لكل من يريد من مراكز البحث والفكر اكتشاف المرتبة الإقليمية والعالمية التي يقف عليها، وبالتالي تكون دافعاً له لتطوير قدراته البحثية والفكرية بما يتماهى مع عصر العولمة والتحديات العلمية المعاصرة . وجاءت نتائج التصنيف فيما يتعلق بقائمة تصنيف المراكز البحثية في العالم العربي على النحو الآتي: مركز كارنيجي الشرق الأوسط- الجمهورية اللبنانية، المرتبة الأولى، مركز بروكنجز الدوحة- دولة قطر، المرتبة الثانية، مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة- مملكة البحرين المرتبة الثالثة، مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية- دولة الكويت، المرتبة الرابعة، مركز دراسات الشرق الأوسط- المملكة الأردنية الهاشمية، المرتبة الخامسة، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- جمهورية مصر العربية، المرتبة السادسة، مركز دراسات الوحدة العربية - الجمهورية اللبنانية، المرتبة السابعة، كلية دبي للإدارة الحكومية - دولة الإمارات العربية المتحدة، المرتبة الثامنة، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية- المملكة العربية السعودية، المرتبة التاسعة، المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية- المملكة المغربية في المرتبة العاشرة . ومن ضمن قائمة المراكز الدولية، حصلت أعلى عشرة مراكز منها على التصنيف الآتي: معهد بروكنجز- الولاياتالمتحدةالأمريكية، المرتبة الأولى، المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)- المملكة المتحدة البريطانية، المرتبة الثانية، مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية- الولاياتالمتحدةالأمريكية المرتبة الثالثة، منحة كارنيجي للسلام العالمي- الولاياتالمتحدةالأمريكية، المرتبة الرابعة، مجلس العلاقات الخارجية - الولاياتالمتحدةالأمريكية، المرتبة الخامسة، المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية - المملكة المتحدة البريطانية، المرتبة السادسة، معهد استوكهولم لأبحاث السلام العالمي- مملكة السويد، المرتبة السابعة، المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية- جمهورية ألمانيا الاتحادية، المرتبة الثامنة، مؤسسة راند - الولاياتالمتحدةالأمريكية، المرتبة التاسعة، معهد جيجو للسلام - جمهورية كوريا الجنوبية، المرتبة العاشرة . وعن الأسباب الموجبة التي دعت مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لاعتماد التصنيف والتقييم العلميين، أكد تقرير المركز أنه نتيجة للتحديات والمخاطر والتهديدات التي يشهدها العالم على المستويين الداخلي والخارجي المتسمة بالتعقيد الشديد، والتداخل بين ما هو محلي وما هو دولي، وتعدد مستويات التعامل معها، وتداخلها أفقياً ورأسياً، فإن معظم دول العالم باتت تعتمد على الفكر والعلم والمعرفة لطرح حلول ناجعة للتحديات المختلفة التي تواجهها للحيلولة دون تحوّلها إلى خطر أو تهديد ولذا زاد الاهتمام بدور مراكز الدراسات الاستراتيجية في دعم اتخاذ القرار، وصنع الاستراتيجيات، واقتراح السياسات، والعمل على تثقيف الرأي العام . وأعاد تقرير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية النظر في معايير تقييم مراكز الدراسات الاستراتيجية وفي تنظيمها، وذلك بسبب أهمية طرح ترتيب علمي وعملي وواقعي لأهم مراكز الفكر في العالم (Think Tanks)، على المستويين العربي والدولي ضمن توافر أكبر قدر من الحيادية والشفافية والصدقية، مع مراعاة أخذ نقاط الضعف السابقة في الحسبان .