اختتم برنامج «لكل ربيع زهرة» رحلاته البرية لهذا الموسم الذي احتفل خلاله بنبات «الثيلوث» أحد نباتات البيئة القطرية الأصيلة، وذلك ضمن البرنامج البيئي التعليمي الترفيهي الذي ترعاه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وينفذه مركز أصدقاء البيئة سنويا على مدى 15 سنة منذ انطلاقته سنة 1999. ونوه الدكتور سيف علي الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة ورئيس اللجنة المنظمة للبرنامج في تصريحات صحافية بمعسكر البرنامج في راس مطبخ بمنطقة الخور بالتجاوب الإيجابي الكبير الذي حظيت به فعاليات البرنامج كعادتها كل سنة، وذلك من قبل المجتمع بكل فئاته من الطلاب والأسر والمدارس، ومن ضيوف البرنامج من خارج دولة قطر، مما يؤكد مدى نجاحها والفوائد العلمية والبيئية والترفيهية والسلوكية التي حققتها. وقال: إن الفعاليات تميزت هذا العام بجمال إخراجها وموقعها المتميز وإبراز النباتات التي احتفل بها البرنامج بصورة لافتة، أوضحت الثراء والغنى الذي تحظى به البيئة القطرية بجميع مكوناتها، مشيراً إلى أن ما ميز البرنامج هذه السنة كذلك الرسائل الأسبوعية لكل رحلة من رحلاته البرية باسم «رسالة الثيلوث» التي بلغت ثماني رسائل توجه للمجتمع، وتنطوي كل منها على قضية علمية وبيئية وتربوية مفيدة. وأشار الحجري إلى أنه بدأ منذ الآن الاستعداد لاستئناف نشاط البرنامج للعام المقبل، مبينا أنه تم ترشيح مجموعة من النباتات لاختيار واحدة منها، زهرة للربيع القادم، وأنه سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. وتابع أن البرنامج سعى إلى دعوة العديد من الضيوف من قطر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للمشاركة في فعالياته، مؤكداً من ناحية أخرى أن مشاركة البرنامج نفسه في مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة الخاص بالتغير المناخي الثامن عشر المنعقد بالدوحة في ديسمبر الماضي كانت فاعلة وإيجابية لأبعد الحدود، فيما شارك مركز أصدقاء البيئة في التنظيم، ووصف تجربة المشاركة في مثل هذا الحدث العالمي البيئي بالثرية والغنية. وأوضح أن برنامج لكل ربيع زهرة يحرص دائما على المشاركة في الفعاليات ذات الصلة التي تقام بالدولة، ومنها على سبيل المثال معرض قطر للبترول للبيئة باعتباره فعالية تصب في جهود قطر لحماية البيئة، والاحتفال باليوم الرياضي للدولة واليوم الأولمبي المدرسي نظرا للارتباط الوثيق بين الرياضة والبيئة، ولكونهما من ركائز الأولمبياد العالمي، مشيراً إلى أن برنامج «لكل ربيع زهرة» أنشأ محطة جديدة تعنى بالرياضة والبيئة بمقره في راس مطبخ. ونوه رئيس برنامج «لكل ربيع زهرة» في تقييمه لفعاليات هذا العام، أنه كان للبرنامج وجود فاعل في الكثير من الفعاليات بدول مجلس التعاون، حيث جرى إبراز جهوده في التعريف ببيئة قطر وعناصرها المختلفة ودوره في توعية النشء والشباب والمجتمع في قطر بهذه المكونات وضرورة حمايتها والمحافظة عليها. وأشار إلى أن العديد من الجهات خارج قطر بدأت الاستعداد لإطلاق برامج مشابهة لبرنامج لكل ربيع زهرة، ومن ذلك برنامج «شجرة بلادي» بدولة الإمارات العربية المتحدة، موضحا أنه سيتم إبرام توأمة بين البرنامجين في كل من قطروالإمارات. وأكد سيف علي الحجري العام المقبل سيكون السادس عشر من عمر «لكل ربيع زهرة»، وسيتم فيه التركيز على قضية السلام من خلال البيئة، وقال: إن السلام في معناه الواسع هو سلوك إيجابي تجاه بني الإنسان والبشرية التي تواجه الكثير من التحديات، وكذلك تجاه نعم الله التي أودعها هذا الكوكب مما يعني ذلك من الضرورة المحافظة عليها للأجيال الحاضرة والمستقبلية، وأضاف أن ذلك لا يتم إلا باحترام هذه النعم، وبالتالي صداقة البيئة وعدم الإضرار بها، من خلال العيش بسلام، وفي بيئة نظيفة وسليمة وفي ألفة ونماء مستدام. رسالة الثيلوث وتضمنت الرسالة الأسبوعية «الثيلوث» الثامنة التي وجهها الدكتور الحجري للجميع خاصة الأسر والنشء التنبيه على أهمية الوعي بأن التحضر والتقدم لا يمكن أن يتم على حساب البيئة، مشيراً في رسالته التي جاءت بعنوان «الإقبال على الحياة» إلى أن الميراث السلبي الذي ورثته البشرية خلال العقود الماضية جعل مفاهيم التحضر والتقدم تحل على حساب البيئة. ونبه إلى أن التجارب أثبتت خطأ هذا المفهوم، مضيفا «وليت الأمر توقف عند حدود معرفة جوانب التقدير الخاطئ ليتجاوزه إلى تحمل التغيرات الناجمة عن عقود من التراكم السلبي»، وقال «حقا لقد ظللنا نعادي البيئة وتراكمت العداوة، وتمثلت في قطع الأشجار والرعي والصيد الجائر، والابتعاد عن مفاهيم الاستدامة واستنزاف الموارد الطبيعية والاعتماد على الاقتصاد البني المعتمد على الوقود الأحفوري وغيرها من مظاهر التراكم السلبي، ونحن حين نواجه بالتحول، فإن هذا لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة حتمية للتراكم السابق.